الصراعات الناشئة على الأراضي

على الرغم من المزايا البيئية المتأصلة، فإن تأثير منشآت وزارة الدفاع لا يخلو من الجدل. فإدارة الأنواع والموارد الأخرى التي يسمح بها القانون غالبا ما تتناقض مع حاجات التدريب العسكرية. وهناك أمثلة كثيرة على هذه الصراعات التي تنتهي أحيانا بإغلاق مناطق المنشآت التدريبية المهمة أو برفع الدعاوى القانونية ضد المؤسسة العسكرية. ومن أكثر القضايا الجديرة بالملاحظة، كان هناك قضية إغلاق حقل رمي مهم متعدد الأغراض في فورت براغ (کارولينا الشمالية في أواخر عقد الثمانينيات من القرن العشرين عندما نجحت الهيئة الأمريكية لحماية الأسماك والحياة البرية بإيقاف استخدام الجيش للأراضي، بسبب انتهاكات قانون الأنواع المهددة بالانقراض بفعل التأثير الضار في طيور نقار الخشب الأحمر وبيئتها. كما أن سياسة هذه القضية وجوانبها القانونية موثقة جيدة (1993,.Rubenson et al). وفي هاواي، لم يتم قط افتتاح ميدان رمي تم إنشاؤه حديثا عندما تم اكتشاف نوع من النباتات المهددة بالانقراض خلال عملية المسح الجيولوجي للمنطقة.

كثير من الأراضي العسكرية التي كانت ريفية في البداية وبعيدة جدا عن المجتمعات الكبرى، محاطة حاليا بمشاريع تطوير سكنية وتجارية متوسعة؛ ما أدى إلى صراعات إضافية على استخدام الأراضي. وفي أواخر التسعينيات من القرن العشرين، عرفت وزارة الدفاع الأمريكية مصطلح "التعدي" بأنه «النتيجة التراكمية لأي من العوامل المؤثرة الخارجية أو جميعها التي تمنع التدريبات والاختبارات العسكرية المعتادة» US) (1 :2003 Government Accounting Office. وشملت هذه العوامل المؤثرة الشكاوي من الضوضاء، ونظم تقسيم المناطق، ومخاوف تتعلق بسلامة هبوط الطائرات وإطلاق نيران الذخائر، وغيرها من القضايا. وكان من النتائج الأولية للتعدي عقلية "نحن ضدهم" التي أشعلت خلافا بين المؤسسة العسكرية والأحياء المجاورة المحيطة بها. ولكن السنوات الخمس الأخيرة شهدت تعاونا من قبل كلا الجانبين.

فقد بدأت وزارة الدفاع والهيئات الاتحادية الأخرى والمؤسسات غير الربحية وملاك الأراضي المحليون بمعالجة وحل قضايا التعدي بصورة ابتكارية من خلال الشراكات والتعاون في استخدام الأراضي. وتوظف هذه الاستراتيجيات كثيرة من الأساليب المختلفة مثل تخطيط الطرق، وحقوق المرور، والمناطق الفاصلة، ولوائح تقسيم المناطق. على سبيل المثال، يسمح برنامج استخدام المناطق الفاصلة الملائمة للجيش، للمؤسسة العسكرية أن تنفق أموالها من خلال مؤسسات غير ربحية لدعم عدم تطوير الأراضي من قبل ملاك الأراضي الخاصة المحيطة بمنشأة ما، ومن ثم، خفض احتمال تأثير الضوضاء والغبار والتأثيرات الأخرى على جيران المنشأة. وقد برز كثير من هذه الاستراتيجيات مع نمو المجتمعات وازدياد القيود على استخدام الأراضي العسكرية، ومع تهديد بعض المجتمعات بفعل إجراءات "إعادة ترتيب القواعد وإغلاقها". وتم مؤخرة إنشاء مناطق فاصلة متاخمة لحصون فورت کارسون وكولورادو وفورت ريلي وكانساس، من خلال العمل التعاوني للحفاظ على البيئة. ويعتبر نجاح تنفيذ هذه الاستراتيجيات في غاية الأهمية إذا كانت الأراضي العسكرية والمجتمعات ستتعايش من أجل المستقبل.