أقرأ أيضاً
التاريخ: 9/10/2022
1485
التاريخ: 9/10/2022
1110
التاريخ: 11-8-2021
1451
التاريخ: 17-7-2020
2639
|
إخراج الصورة الصحفية
تمهيد :
اليوم تمثل الصحافة المصورة أهم اتجاهات الصحافة الحديثة، وهي تعتمد بصفة أساسية على فن الصورة الصحفية بأشكاله ومعالجاته المتنوعة، فهذا النوع من الصحافة يجيد استخدام وتوظيف الصورة الصحفية في صياغة الأخبار ووصف أحداثها، بشكل أقوى وأكثر تأثيرا من الكلمات، والصحافة الحديثة اليوم وفي هذه الآونة بالذات، يجب أن تجيد استخدام فن الصورة الصحفية على صفحاتها وتعتمد عليه بدرجة كبيرة أكثر مما مضى، لأن هذا الفن هو المعين الأكبر للصحافة المطبوعة في المنافسة الشديدة وغير المتكافئة التي يواجهها الإعلام المطبوع الآن مع الإعلام الالكتروني، كالراديو والتليفزيون ومئات الفضائيات التي تقدم البث المباشر للأحداث على مدار الأربع والعشرين ساعة، تستخدم في ذلك وسائط عديدة لا تتوافر بحال للصحافة المطبوعة، كالصوت والنص والصورة واللون والحركة والمؤثرات الصوتية وغيرها، ناهيك عن وسائل الإعلام الجديدة كالصحافة الالكترونية وتقنية الوسائط المتعددة والإنترنت، تلك الأخيرة التي تعد خير مثال الثورة المعلومات التي يعيشها العالم الآن، وهو ما نتج في الأساس عن إمكانية تحقيق الاندماج بين ثورة الحاسبات الالكترونية من جهة، وثورة وسائل الاتصال من جهة أخرى، وتعد الإنترنت هي خير نتاج لهذا الدمج بين الثورتين. بلغ الأمر إلى حد أن أصبح مستقبل الصحافة المطبوعة " قاب قوسين أو أدنى " في إطار هذا الخضم الهائل من المعلومات الرقمية.
التشبث بوسائل التعبير
ولهذا كله، يجب على الصحافة الحديثة أن تتشبث بكل ما لديها من وسائل للتعبير ونقل المعلومات، وبخاصة أنها قليلة، إذ تكاد أن تنحصر فقط على الحروف والصور الساكنة غير المتحركة، ولذا يجب على الصحف أن تولي الصورة الصحفية قدر الاهتمام ذاته الذي توليه للنص، الأمر الذي نلمسه حاضرا وبقوة على صفحات الصحف الغربية، في حين نراه غائبا في الأغلب الأعم على صفحات الصحف العربية.
ومفهوم الصورة الصحفية هو في الحقيقة تعبير يتسع ليشمل الصور الفوتوغرافية والرسوم اليدوية المختلفة، ومعروف أن الصحيفة - وكذلك أي مطبوع- لا يخرج تكوينه عن خمسة عناصر تيبوغرافية و جرفيكية، تشتمل على عناصر مقروءة، كحروف العناوين والنصوص الصحفية، وعناصر مرئية، كالصور الفوتوغرافية والرسوم اليدوية بأنواعها المختلفة، كالرسوم الكاريكاتورية، والرسوم التوضيحية والتخطيطية، والرسوم التعبيرية، والبورتريهات، إلى جانب الألوان والفواصل بين الموضوعات المتجاورة على الصفحة الواحدة.
والغالبية العظمى من الصحف العربية تغفل التوظيف والاستخدام الصحيح لفن الصورة الصحفية على صفحاتها، ويأتي ذلك في الغالب نتيجة لعدم إدراك قيمة الصورة الصحفية كوسيلة اتصال، وينسحب ذلك بالطبع على التقدير الذي يلقاه المتعاملون مع هذا الفن داخل الصحيفة، مثل المصورين الذين ينظر إليهم داخل الصحيفة، وبخاصة من السادة المحررين، وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، فالإنسان عدو ما يجهل، فهم لا يعرفون أنه إذا كان المحرر أو الكاتب يمتلك الكلمة ولا يغفل أحد قوة الكلمة وتأثيرها، فذاك المحرر يجب أن يضيف إلى معرفته أن الصورة الصحفية التي هي ملك ومن إنتاج المصور المغلوب على أمره، تعد سلاحا أقوى بكثير في تأثيره من الحروف والكلمات، إذا أحسن التقاطها من جهة، وأحسن توظيفها على صفحات الصحيفة من جهة أخرى.
أيضا من الإشكاليات الموجودة دوما في معترك العمل والإنتاج الصحفي، والناتجة أيضا عن إغفال السادة المحررين القيمة الصورة الصحفية، ما يحدث دوما ويكاد أن يكون بصفة يومية من مشادات ومشاحنات كلامية وغيرها ما بين المحرر من جهة، ومخرج الصحيفة أو الصفحة من جهة أخرى، الذي من المفترض أنه يدرك جيدا القيمة الاتصالية للصورة الصحفية، ودورها الفعال في تحقيق إخراج جذاب للصحيفة، فالمحرر إذا طلب منه المخرج اختصار خبر أو موضوع ما، سرعان ما يبادر المحرر بقوله ولماذا نختصر من الأفضل أن نلغي صورة من الصور أو تصغرها" فيرضخ المخرج في معظم الأحيان ويحذف هذه الصورة ويصغر تلك فتخرج الصفحة بإخراج رتيب وممل وغير جذاب، والسبب في ذلك طبعا أن غالبية السادة المحررين ينظرون إلى كلماتهم التي خطوها وكأنها كلمات مقدسة لا ينبغي للمخرج أو غيره المساس بها!!!
ويغيب عن هؤلاء أن الصحيفة الناجحة هي التي تحقق أعلى المعدلات من عمليتي جذب الانتباه وإثارة اهتمام أكبر عدد ممكن من القراء، لأكبر عدد ممكن من الموضوعات المنشورة على صفحات الصحيفة، وبالطبع فإن عملية جذب الانتباه هي عملية بصرية، يحققها الإخراج الجيد للصفحات، الذي يرتكز في الأساس على العناصر الجرافيكية المنشورة على الصفحة، ويأتي على رأسها الصورة الفوتوغرافية، أما عملية إثارة الاهتمام فهي عملية ذهنية، يحققها المضمون والتحرير الجيد، وهي تلي في الحدوث عملية جذب الانتباه، وإن لم يحدث جذب انتباه القارئ للموضوع الصحفي أولا، لن تحدث بالضرورة إثارة اهتمامه بالموضوع، ومن ثم لن تقرأ الحروف والكلمات تلك "المقدسة" التي خطها هؤلاء السادة المحررون!! من الغالبية العظمى من القراء الذين اشتروا الصحيفة بالفعل.
ولهذا كله، نجد أن صفحات الصحف العربية مليئة بالصور الفوتوغرافية الشخصية منها والموضوعية، ولكن معظم تلك الصور لا تحقق الغرض من نشرها، بل أن البعض لا يستحق المساحة الغالية التي استهلكها على صفحات الصحيفة. فالصور الفوتوغرافية على صفحات معظم الصحف العربية تنشر في الأغلب الأعم الأسباب هي في الواقع بعيدة كل البعد عن الوظيفة والقيمة الحقيقية للصورة الصحفية، فنجد بعض الصور تنشر فقط لمجرد ملئ فراغات أو مساحات متبقية على بعض صفحات الصحيفة، وثانياً تنشر لمجرد تزيين صفحات الصحيفة، وثالثاً تنشر على مساحات صغيرة جدا لا تحقق الحد الأدنى من الوضوح لمضمون الصورة، إذ تفقد الصورة تأثيرها إن فقدت وضوحها، فصورة واحدة ضخمة على الصفحة، أفضل من عدة صور صغيرة المساحة، وأكثر تأثرا في نفس القارئ وتحقيقا الإخراج جذاب للصفحة.
فثمة أسس علمية عديدة للتوظيف الصحيح لفن الصورة الصحفية على صفحات الصحف، تلك الأسس من المفترض أن المصور على دراية كاملة بها، وكذلك مخرج الصحيفة، لكن هذا وحده لا يكفي فالمهم أيضا أن يدرك ذلك السادة المحررون والمسئولون عن الصحيفة، فالصورة الصحفية ينبغي النظر إليها والتعامل معها من قبل كل العاملين بالصحيفة على أنها وسيلة اتصال شأنها شأن الحروف والكلمات، بل أنها تتفوق على الكلمات في أحيان كثيرة، كأن يتم استخدامها، على سبيل المثال، في نقل معان وإيحاءات معينة بشكل غير مباشر لا يمكن بحال نقلها بواسطة الكلمات نظرا لدواعي مجتمعية وسياسية كثيرة قد تمنع التصريح بتلك المعاني، وبخاصة مع ما تتيحه الآن المعالجة الرقمية للصورة الصحفية من إمكانات هائلة، من خلال الحذف أو الإضافة أو إبداع التراكيب المصورة ذات الدلالة، وغيرها من المعالجات الفنية التي يمكن إضفاؤها الآن على الصورة الصحفية بكل سهولة ويسر وفي ثوان معدودة، بواسطة برامج معالجة الصور، ويأتي في مقدمتها برنامج "أدوب فوتوشوب"،
حتى أن المقولة الشهيرة بأن «الكاميرا لا تكذب» أصبح لا مكان لها الآن في ظل الإمكانات الفائقة للمعالجة الرقمية للصورة الصحفية.
الصورة تعادل ألف كلمة وإن كانت فإن تلك المقولة لا تنطبق إلا على الصورة الجيدة فقط، تلك التي تضيف للموضوع الصحفي أو الشرح الذي تقدمه الكلمات، والصورة وثيقة الصلة بالموضوع، وهي التي لا تكرر ما بداخل النص، " فمثلا أفضل صورة في مباراة رياضية هي تلك التي تصف تسجيل الهدف الوحيد أو هدف الفوز في المباراة ".
أيضا تأتي الصورة الصحفية على صفحات معظم الصحف العربية، وهي تفتقد أهم السمات التي تتعلق بالمضمون الجيد للصورة الصحفية، إذ نجد الغالبية العظمى منها تنشر وهي جامدة..
صامتة.. ومتشنجة!!! مما يفقد هذا الفن الجميل دعائمها بعض مواصفات الصورة الصحفية في النقاط التالية :
(1) أن تتسم بالتلقائية والفجائية والحركة.
(2) تتفاعل الصورة مع الحدث، كأن تتعجب أو تتساءل أو تشير أو تراقب..... الخ، بما يجعلها أكثر جذبا للانتباه وأكثر تأثيرا في نفس القارئ وتعبيرا عن الموضوع ونطقا بالمعنى.
(3) لا ينظر أصحابها إلى العدسة والمفعمة بالحيوية، ويتأتى ذلك باختيار اللقطات الجديدة والمبتكرة والزوايا غير التقليدية، وبخاصة بالنسبة لصور الشخصيات المهمة، التي يكثر نشر صورها على صفحات الصحف وفي الصحيفة ذاتها وشاشات التلفاز من يوم الأخر، ولذا، يفضل الاستعانة بفن "البورتريه" وهو الصور الشخصية اليدوية إلى جانب الصور الفوتوغرافية، بالنسبة لتلك الشخصيات الشهيرة والمهمة، وذلك درءاً للملل الذي ينجم بالضرورة عن ظهورهم المتكرر وبصفة يومية على صفحات الصحف وشاشات التلفاز .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|