المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الجغرافية
عدد المواضيع في هذا القسم 12693 موضوعاً
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية البشرية
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

First principles of quantum mechanics
2024-04-20
تطبيقات قانون جاوس Applications of Gauss’s law
15-2-2017
الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن
12-2-2020
تطور السياحة والرحلة في العصور القديمة - مصر البطلمية
9-1-2018
[خطبة النبي عند خروجه الى تبوك]
15-11-2015
الفعل بالاستطاعة
3-12-2015


التكيف العسكري مع الظروف الجغرافية - التكيف مع ظروف السطح الجغرافي - في الغابات- الهجوم في الغابات  
  
1085   11:29 صباحاً   التاريخ: 20/11/2022
المؤلف : قاسم الدويكات
الكتاب أو المصدر : الجغرافيا العسكرية
الجزء والصفحة : ص 241- 248
القسم : الجغرافية / الجغرافية البشرية / الجغرافية العسكرية /

التكيف العسكري مع الظروف الجغرافية - التكيف مع ظروف السطح الجغرافي - في الغابات- الهجوم في الغابات:

تواجه القوات التي تقاتل في الغابات مشكلة تتعلق بالحركة وتحديد الاتجاه، خاصة في غياب شواهد ارضية محددة. ويمكن أن تظهر هذه المشكلة في حالة الغابات النامية الحديثة ذات الاشجار القصيرة، أو تلك التي تنمو اغصانها قريبا من السطح، كما البحر المتوسط المسماة غابات الاجمة، والتي سبق وتحدثنا عن صفاتها. وتواجة القوات مشكلة تحديد مساراتها واتجاهاتها في ظلمة الليل، وعند انتشار الضباب القريب من السطح. لذلك تتجنب الجيوش الاشتباك مع عدوها اثناء الليل خاصة في الغابات لاحتمال اطلاق النار على القوات الصديقة. لذا يقتصر عمل القوات الليلي في الغابات على التخفية، أو القيام بالهجوم على الاهداف المعروفة مسبقا .

ويختلف ميدان المعركة الذي تكسوه الغابات عن الميادين المفتوحة في فقر امکانیات الملاحظة والمراقبة، وازدياد احتمالات ظهور المفاجأت وتساعد ظروف السطح في الغابات على تضخيم الاصوات، وخاصة تلك المتعلقة بالانفجارات والاصوات الناجمة عن حركة الاليات او الطائرات. ويتميز ميدان المعركة هنا بقصر المسافة بين القوات المتحاربة، مما يفرض الاعتماد في كثير من الاحيان على الاسلحة الفردية. وتفتقر الغابات الى الطرق الكثيرة التي تسهل عمليات الحركة، وخاصة المعبدة منها. وتفرض الاخيرة على القوات المتحركة عبر الغابات السير في ارتال متعاقبة تعرضها للاخطار وتجعل هذه الظروف الطبيعية الصعبة أمر التمييز بين القوات الصديقة والمعادية امرا في غاية الصعوبة، وخاصة في ساعات الليل أو حيث ينتشر الضباب. ونتيجة للظروف السائدة والتي قد تنجم عن المفاجأت غير السارة، فان الجنود قد يتعرضون الى حالة من التأثير النفسي، تقلل من قدرتهم على العطاء والقيام بمهامهم القتالية. لذا توجب على القادة استبدال الوحدات المقاتلة بوحدات جديدة بين الفينة والأخرى. ويحتاج القتال في ميادين المعارك التي تكسوها الغابات الى قادة اصحاب خبرة، نظرة ثاقبة بعيدة قدرة على تقدير الموقف اتخاذ القرار السليم، وتنفيذه دون تباطئ كما يحتاج الى جنود مدربين تدريبا خاصا واصحاب لياقة جسدية عالية تمكنهم من بذل الجهد اللازم وتحمل مشاق العمل الذي يفرضه القيام بالعمليات العسكرية بالغابات. ففي الغابات تقل اهمية التفوق العددي امام شجاعة ولياقة الجندي ذو المعنويات العالية. فكما هو الحال بالنسبة لميادين المعارك الجبلية فان الغابات هي ميدان سلاح المشاة. ويتم تزويد المشاة بالاسلحة الخفيفة والمضادة للاليات وقاذفات النيران والحراب الطويلة. وقد يسبب جهل الضباط والجنود بظروف السطح الى سوء التخطيط الذي قد يسبب خسائر كبيرة بين صفوف القوات المسلحة. وقد يتعرض قادة الوحدات الصغيرة كالفصائل والسريا لخطر النيران المعادية جنبا الى جنب مع جنودهم، ذلك أن ظروف السطح الجغرافي تفرض عليهم البقاء بقرب وحداتهم للحفاظ على الاتصال المباشر معهم وتوجيههم. في حين لا يحتاج القادة الكبار لمثل ذلك الاتصال المباشر مع الجنود ، لذا فان مواقعهم تتميز بكونها آمنة بعيدة عن نيران العدو.

وفي الهجوم عبر الغابات تسبق القوات المتحركة وحدات استكشاف تليها قوات حماية مزودة بالاسلحة الخفيفة، ووسائل فتح الممرات في الغابات. وفي غياب شواهد ارضية واضحة كالطرق السكك الحديدية الانهار أو الاودية أو المنازل والتجمعات العمرانية المختلفة تكون البوصلة هي خير وسيلة بل ربما تكون الوسيلة الوحيدة لتوجية القوات. وبدون استخدام البوصلة يمكن للجنود ان يفقدوا اتجاهاتهم في السطوح الجغرافية الصعبة ذات التغيرات العديدة والمفاجئة. حيث يصعب في كثير من الاحيان تحديد المسافة من نقطة الانطلاق. ولذلك تعمل القوات العاملة في الغابات على وضع علائم لتمييز الطرق والممرات ومحاور التقرب. ومن تلك العلائم الاشرطة الملونة والدهان والاضواء الخافتة. ويقوم القائد الميداني بالقيام بمهمة توجيه نفسه ومجموعته. وقد يؤدي أي. خطأ يتم ارتكابه الى اطلاق النار على قوات صديقة. وفي حال وجود بعض تلك الشواهد تعتبر محطات مهمة يتم ادخالها على الخرائط العسكرية، ويتفق على اعتبارها محطات توقف للوحدات المتتالية لابقاء الاتصال مع من خلفها وامامها من القوات. وفي حال غيابها يتفق على جدول زمني محدد للتوقف من أجل المحافظة على الاتصال.

ويحتاج القتال في الغابات الى تدريب كثيف على استخدام الخريطة والطاولة الرملية والبوصلة، والاهتداء بالنجوم للمساعدة في الحركة عبر الغابات كما يحتاج الجند الى تدريب على قراءة وتحليل الصور الجوية للتعرف على مواقع العدو وتمييزها كما تحتاج القوات المعدة للقتال هناك الى تدريب على بناء الطرق واعداد الاسلحة والاليات للتنقل في الغابات وصيانة الاليات في ظروف السطح الصعبة. ويحتاج الجند الى تدريبات خاصة على القتال في المناطق القريبة، واستخدام النار السريعة للاهداف القريبة والتعاون بين الوحدات المختلفة ويتم

تدريب الجنود على سبل استخدام المواد المتاحة في الغابات لبناء التحصينات وتعزيزها ، واستخدام اغصان الاشجار للتموية ويحتاج الجند للتدرب على اشعال النار وحمايتها في الغابات، واجادة فن استخدام الاشجار للمراقبة.

وفي الحرب العالمية الثانية خاض الجيش الالماني حرب غابات مريرة امام الجيش الروسي. فقد تمركز الروس في المناطق المفتوحة التي تفصل بين الغابات وغالبا ما كانت تلك المراكز حول القرى والمدن وعلى الاراضي الصلبة بعيدا عن المستنقعات وقد استفاد الجيش الروسي من تلك المواقع الثابتة في تركيز نيرانهم على نقاط خروج الوحدات الالمانية من الغابات. وقد ساعد الجيش الروسي على الحاق خسائر كبيرة في صفوف الالمان، خروج الوحدات الالمانية المهاجمة من ممرات ضيقة عبر الغابات ولذلك كان على تلك القوات تغيير مسارها عبر المستنقعات التي كانت تغطي مساحات واسعة بين الغابات وعبرها. وقد استطاع الجيش الالماني في كثير من الاحيان قطع خطوط اتصال وحدات الجيش الروسي مع المؤخرة، ذلك ان الأخرى تمر عبر ممرات ضيقة في الغابات مما يسهل قطعها .

ويهدف الهجوم عبر الغابات الى السيطرة على الغابة بطريقة الاحتواء او التطويق. ويحتاج الهجوم عبر الغابات الى اعداد كبيرة من القوات ودراسة كافية وخرائط دقيقة للغابة. وقد تحدثنا عن اهمية الخرائط لميدان المعركة، وضرورة تحديث تلك الخرائط باستمرار، مع تقدم القوات واستطلاع مناطق جديدة. غير أن الخرائط وحدها ليست كافية في ميدان المعارك الغابية، مما يوجب تجهيز فرق ومجموعات الاستطلاع بصورة مستمرة. فلا يجب الوثوق بشكل مطلق بالمعلومات الواردة على الخرائط، ذلك ان الظروف الجغرافية الطبيعية والاصطناعية وخاصة تلك التي تتعلق بالاهداف العسكرية والطرق والممرات والمعابر، تتغير باستمرار. وتتفاقم تلك المشكلة في البيئات الغابية، نظرا للنمو المتواصل والمستمر للاشجار والنباتات. ولذلك توجب على الجيوش استغلال أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في مجال الصور الجوية والفضائية لتعزيز المعلومات المثبتة على الخارطة الحداثة المعلومات التي يتم جمعها بواسطة أجهزة الاستشعار عن بعد. ويجب التأكيد على ضرورة استخدام الخرئط ذات التركيب المرجعي (نظام التربيع الموحد لكافة الاسلحة اضافة الى سلاح الجو.

ويحتاج الهجوم عبر الغابات الى تخطيط مسبق من اجل تمكين القوات من القيام بهجوم عنيف ومتطور لتحقيق الاهداف ذلك ان القيام بهجوم عشوائي سريع : قد يعرض القوات لخسائر كبيرة نتيجة اية هجوم معاكس يقوم به الطرف الآخر. وتقوم القيادة الميدانية بتحديد اهداف واضحة للقوات المتقدمة وهي في اغلب الاحيان اقرب من اهداف تحدد لهم في ارض مفتوحة. وقد تحدد الاهداف بالانهار الطرق السكك، أو المستنقعات ...الخ. فاذا : تم اهداف بعيدة، فان احتمالات تعرض الجند للاخطار تكون اكبر وتمنح الغابات المهاجم القدرة على عمليات القطع الاغلاق، محاصرة القوات المدافعة وقطع اتصالها مع مؤخرتها. كما تمنح المهاجم القدرة على الاعداد وتنفيذ هجوم معاكس ضد القوات المدافعة.

وفي الغابات الكثيفة تظهر ضرورة تحقيق اهداف الهجوم على مراحل، أو مرحلية الهجوم. ففي الغابات قد لا تتحقق اهداف الهجوم من خلال موجة واحدة من الهجوم بعرض وكثافة عالية، بل من خلال عدة ارتال منظمة تعزز بعضها البعض. ويعتمد نجاح الهجوم عبر الغابات على عدة عوامل منها التعاون بين الاسلحة المختلفة، والقيادة والسيطرة، وتحصينات وقوة القوات المعادية. اما من الناحية الجغرافية فان كثافة الاشجار واشكالها وارتفاعاتها وبعدها عن بعضها البعض، وكثافة النمو السفلي لها والتي تحدد امكانية عبور السطح الجغرافي تسهم الى حد بعيد في مدى نجاح الهجوم عبر الغابات. وعن فعالية الاسلحة المختلفة في الغابات فان الاسلحة الخفيفة المضادة للدبابات اثبتت جدارتها في القتال الذي دار بين القوات الالمانية والروسية في الحرب العالمية الثانية. ذلك ان طبيعة السطح الجغرافي تمكن حملة تلك الاسلحة من الاختفاء والتنقل عبر الغابة. وفي الغابات، حيث الاشجار الكثيفة المتقاربة تظهر مشكلة استخدام الاليات والدبابات والمدفعية. وتتلخص مشكلة استخدام الآليات في امكانية حركتها وحمايتها من قانصات الدروع، بينما تظهر مشكلة استخدام بطاريات المدفعية من امكانيات ایجاد مواقع لتلك البطاريات ومشاكل ناجمة عن . محدودية الرؤيا وعدم القدرة على تحديد خطوط العدو. ومن المشاكل الاخرى التي تواجه استخدام المدافع في الغابات تداخل القوات المتحاربة، واختلاطها بطريقة تحد من الاستخدام الكثيف لنيران المدفعية. ولذلك يتوجب على وحدات المدفعية استخدام

زوايا اطلاق عالية في حال تقديم دعم واسناد مباشر للقوات المشتبكة في الخطوط الامامية وذلك لقصر المسافة بين القوات الصديقة والمعادية ووجود العوائق الممثلة بالاشجار. ويحتاج القصف المدفعي إلى عدد أكبر من مجموعات الرصد والمراقبة تتكون كل مجموعة من عدد قليل من الأفراد يرتبطون بالبطاريات المختلفة للمدفعية، بحيث تزود كل مجموعة معلوماتها لبطارية مدفعية معينة. ويعود السبب في ذلك الى ان القصف المدفعي في الغابات يجب ان يكون مخططا بعناية ومعتمدا على معلومات ميدانية مباشرة، وليس معلومات مستمدة من خرائط قديمة نسبيا. ذلك أن القصف المدفعي المعتمد على المعلومات المثبتة على الخرائط قد يكون غير ذي فائدة، ويؤدي الى استنفاذ الذخائر دون نتائج تذكر. ورغم عدم دقة اصابة قاذفات الصواريخ في الغابات الا ان التجارب اثبتت فعاليتها في اجبار القوات المعادية وخاصة تلك المتحصنة في الغابة لترك مواقعها بسبب الحرائق التي تسببها تلك الصواريخ.

وتنخفض فعالية سلاح الجو في ميدان المعركة الذي تكسوه الاشجار، ذلك انه يصعب ملاحظة مصادر النيران المعادية. وقد اثبتت نتائج القصف الجوي الالماني للمواقع الروسية في الغابات انها ذات فعالية محدودة. ويعود ذلك بالدرجة الاولى الى قدرة الروس على التخفي والتستر في الغابات. غير أن فعالية سلاح الجو الالماني تزايدت في السهوب والمناطق العشبية المكشوفة. ويستطيع سلاح الجو توفير حماية ومساندة ضخمة اذا توفرت له الظروف الملائمة والتوجيه المستمر. ومن الأمور التي قد تساعد سلاح الجو على القيام بمهامه في الغابات صعوبة مراقبة الطائرات واطلاق النار عليها، ذلك أن الطائرات التي تحلق على ارتفاع بسيط فوق الغابات لا يمكن رؤيتها الا لثواني معدودة قبل أن تختفي فوق الاشجار والحماية الجوية للقوات المقاتلة في الغابات هو في غاية الاهمية ذلك أن انكشاف القوات المتقدمة في الغابات لطائرات العدو، يعرضها الى خسائر كبيرة تفرضها طبيعة السطح الجغرافي التي تجبر القوات على السير في ارتال متعاقبة على الطرق المحددة والضيقة. ومما يؤدي الى تفاقم المشكلة، استحالة تفرق الاليات في الغابات او المستنقعات والمناطق الجبلية الوعرة. غير أن الصفات الطبيعية للغابات تحد من قدرة الخصم على القيام بتلك المهام لعدم ملائمة تلك الظروف لتوفير توجيه دقيق لنيرانه. وفي حال تمكن القوات الصديقة من توفير مثل هذا التوجيه، فان سلاح الجو يستطيع ابقاء مساحات واسعة من مسرح العمليات تحت المراقبة

المستمرة، وتزويد القوات البرية بمعلومات دقيقة وحديثة عن ظروف الميدان ومجريات المعارك. فتستطيع الطائرات الحصول على معلومات لا يمكن الحصول عليها بواسطة القوات البرية مثل حجم ومكان وحدات العدو المتقدمة، وتلك الواقعة في المؤخره ومعلومات اخرى عن الطرق والممرات، وسبل الوصول اليها واغلاقها وتستطيع الطائرات الحصول على معلومات عن مسرح العمليات في الليل والنهار وفي ظروف الطقس المختلفة بواسطة الاشعة ما دون الحمراء او الحرارية Ifrarred.وفي الغابات يجب مراقبة حركة واتجاه الرياح في حال شن أي هجوم عبرها. ذلك ان اشعال النيران في ممرات الغابات واشجارها قد يؤثر على القوات الصديقة. وقد خلص القادة الالمان من خلال تجاربهم في الغابات الروسية الى ضرورة ابقاء وحدات المساندة قريبة من القوات المهاجمة لاستغلال أي تفوق ميداني، او مواجهة احتياط القوات المعادية.

وتظهر أهمية سلاح الهندسة في معارك الغابات لما يقوم به من اعمال تتعلق ببناء الطرق وزرع الالغام او الكشف عنها وابطال مفعولها، وتنظيف الطرق والممرات، وبناء الجسور وابراج المراقبة، واقامة العوائق الاصطناعية امام تقدم القوات المعادية. ولذلك تزج وحدات المشاة والمهندسين المقاتلين في طليعة القوات. وتقوم تلك الوحدات بتحديد المسالك والممرات التي يمكن سلوكها ، واماكن اغلاق الطرق وامكانية فتحها والوقت اللازم لذلك، أو فتح طرق جديدة وتحديد اماكن وجود الالغام وامكانية ازالتها، والوقت اللازم لذلك. ولذلك فان السيطرة على حركة الاليات والجيش في الغابات يحتاج الى عدد أكبر من القوات وبخاصة من افراد سلاح الهندسة ويقوم هذا السلاح بجمع المعلومات الجديدة واضافتها للخرائط التي يعاد توزيعها مرة اخرى. ويوصي القادة الالمان الذين خاضوا معارك ضارية بين الاشجار، ضرورة التقيد التام بتعليمات ضابط السيطرة، وضرورة اعطاءه صلاحيات يتقد الجميع بها حتى ولو كانوا من رتب اعلی.

وفي الغابات الكثيفة تظهر مشاكل استخدام وسائل الاتصال السلكي، لذا فان معظم الاتصالات بين الخطوط الامامية تتم بواسطة اجهزة اللاسلكي. وفي مثل تلك الظروف البيئية قد يلجأ القادة الى استخدام الرسائل الشفهية والاشخاص في تمرير المعلومات. فان المعلومات المتوفرة بواسطة الخرائط قد لا تكون كافية، لذا يتوجب على الوحدات المقاتلة الحصول على معلوماتها بنفسها بواسطة فرق الاستطلاع والرصد، التي تقترب من خطوط العدو الامامية للحصول على المعلومات وكلما زادت وعورة السطح الجغرافي كلما زادت الحاجة لمزيد من المعلومات والاستطلاع وكلما تعاظمت الحاجة الى احاطة القوات بتلك المجموعات لجمع المعلومات عن القوات المعادية، وتموية الاعداء وخداعهم عن المواقع القوية للجيش. وفي حالات فقد الاتصال مع القوات المعادية، يقوم المهاجم بهجمات استطلاعية قوية للاحتكاك مع العدو معرفة مواقعه، وتقدير حجم قواته ونجاح فرق الاستطلاع يعتمد بالدرجة الاولى على تدريبهم قدراتهم الجسدية والعقلية، وايمانهم بالهدف الذي يقاتلون من اجله. كما يعتمد نجاحهم على مدى تطور وكفاءة الاجهزة والمعدات التي يحملونها، والتي من خلالها يقومون بتمرير المعلومات فكثير من المعلومات الجغرافية الثابتة كاشكال سطح الارض المختلفة يمكن تثبيتها على الخريطة، غير أنه يصعب تحديد مواقع الاهداف العسكرية لامكانية تغييرها باستمرار. وتستطيع مجموعات الرصد تمرير معلوماتها بواسطة اطلاق النار والصواريخ او اطلاق الدخان الملون، أو بناء أبراج المراقبة أو بواسطة وضع علائم على الاشجار.

 




نظام المعلومات الجغرافية هو نظام ذو مرجعية مجالية ويضم الأجهزة ("Materielles Hardware)" والبرامج ("Logiciels Software)" التي تسمح للمستعمل بتفنيد مجموعة من المهام كإدخال المعطيات انطلاقا من مصادر مختلفة.
اذا هو عبارة عن علم لجمع, وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الأخطاء), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني وإحصائي), وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية.





هو دراسة وممارسة فن رسم الخرائط. يستخدم لرسم الخرائط تقليدياً القلم والورق، ولكن انتشار الحواسب الآلية طور هذا الفن. أغلب الخرائط التجارية ذات الجودة العالية الحالية ترسم بواسطة برامج كمبيوترية, تطور علم الخرائط تطورا مستمرا بفعل ظهور عدد من البرامج التي نساعد على معالجة الخرائط بشكل دقيق و فعال معتمدة على ما يسمى ب"نظم المعلومات الجغرافية" و من أهم هذه البرامج نذكر MapInfo و ArcGis اللذان يعتبران الرائدان في هذا المجال .
اي انه علم وفن وتقنية صنع الخرائط. العلم في الخرائط ليس علماً تجريبياً كالفيزياء والكيمياء، وإنما علم يستخدم الطرق العلمية في تحليل البيانات والمعطيات الجغرافية من جهة، وقوانين وطرق تمثيل سطح الأرض من جهة أخرى. الفن في الخرائط يعتمد على اختيار الرموز المناسبة لكل ظاهرة، ثم تمثيل المظاهر (رسمها) على شكل رموز، إضافة إلى اختيار الألوان المناسبة أيضاً. أما التقنية في الخرائط، يُقصد بها الوسائل والأجهزة المختلفة كافة والتي تُستخدم في إنشاء الخرائط وإخراجها.





هي علم جغرافي يتكون من الجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية يدرس مناطق العالم على أشكال مقسمة حسب خصائص معينة.تشمل دراستها كل الظاهرات الجغرافيّة الطبيعية والبشرية معاً في إطار مساحة معينة من سطح الأرض أو وحدة مكانية واحدة من الإقليم.تدرس الجغرافيا الإقليمية الإقليم كجزء من سطح الأرض يتميز بظاهرات مشتركة وبتجانس داخلي يميزه عن باقي الأقاليم، ويتناول الجغرافي المختص -حينذاك- كل الظاهرات الطبيعية والبشرية في هذا الإقليم بقصد فهم شخصيته وعلاقاته مع باقي الأقاليم، والخطوة الأولى لدراسة ذلك هي تحديد الإقليم على أسس واضحة، وقد يكون ذلك على مستوى القارة الواحدة أو الدولة الواحدة أو على مستوى كيان إداري واحد، ويتم تحديد ذلك على أساس عوامل مشتركة في منطقة تلم شمل الإقليم، مثل العوامل الطبيعية المناخية والسكانية والحضارية.وتهدف الجغرافية الإقليمية إلى العديد من الأهداف لأجل تكامل البحث في إقليم ما، ويُظهر ذلك مدى اعتماد الجغرافيا الإقليمية على الجغرافيا الأصولية اعتماداً جوهرياً في الوصول إلى فهم أبعاد كل إقليم ومظاهره، لذلك فمن أهم تلك الأهداف هدفين رئيسيين:
اولا :الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقات التبادلية بين السكان والطبيعة في إقليم واحد.
وثانيا :وتحديد شخصية الإقليم تهدف كذلك إلى تحديد شخصية الإقليم لإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثال ذلك إقليم البحر المتوسط أو إقليم العالم الإسلامي أو الوطن العربي .