المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مداراة الناس  
  
2553   08:50 صباحاً   التاريخ: 17/11/2022
المؤلف : الشيخ. د. أكرم بركات
الكتاب أو المصدر : كيف تتواصل مع الناس؟
الجزء والصفحة : ص39 ــ 45
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2017 2652
التاريخ: 19-1-2016 3043
التاريخ: 14-12-2016 2516
التاريخ: 2024-01-17 935

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

لمعرفة الشخصية الأخلاقية المطلوبة في التعامل الاخرين نعرض عناوين خمسة تتوزع بين الناس اثناء تعاملهم مع الآخرين، وهي: 

الفظاظة 

إن بعض الناس يتصفون بالغلاظة والشدة والفظاظة والخشونة في تعاملهم، بما يسبب نفور الناس منهم، والآية السابقة توضح ذلك بشكل جلي.

 فلو كان النبي فظا غليظ القلب، لانفض المسلمون من حوله، وَلَمَا تمكن من نشر دعوة الإسلام فيهم.

المداهنة

وفي مقابل الفظاظة، نلاحظ أن بعض الناس يتصرفون مع الآخرين بمسايرة تصل الى حد المداهنة التي اكدت بعض النصوص سلبيتها، وسوء فاعلها، فعن الإمام علي (عليه السلام): (شر اخوانك من داهنك في نفسك، وساترك عيبك)(1).

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (اوحى الله (عز وجل)، إلى شعيب (عليه السلام: إني معذب من قومك مائة ألف، أربعين الفا من شرارهم، وستين الفاً من خيارهم، فقال (عليه السلام): يا رب، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله (عز وجل) اليه: داهنوا اهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي)(2).

التملق

وما يشترك مع المداهنة في سوء التعـامل السيء، هو التملق الذي عرفه الإمام علي (عليه السلام) بقوله: (الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق)(3)، وقد وردت أحاديث عديدة في النهي عنه، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (إنما يحبك من لا يتملقك)(4)، وعنه (عليه السلام): (ليس من إخلاق المؤمن التملق)(5).

وقد اوضح الإمام علي (عليه السلام)، الأثر السلبي الذي يحدثه التملق في الشخص المتملق له، فعنه (عليه السلام): (كثرة الثناء ملق، يحدث الزهو ويدني من الغرة)(6).

الفطنة

المقصود من الفطنة الذكاء الحاد والنباهة الشديدة مقابل الغفلة، فالمغفل في اللغة من لا فطنة له(7).

ومن الواضح أن اتصاف الإنسان بالفطنة أمر جيد ومستحسن، إنما الكلام في حسن الفطنة في كل الأمور، فهل من الأفضل للإنسان ان يكون ذا فطنة ودقة ونباهة في جميع انحاء علاقاته مع الأخرين؟

من الواضح ان التعامل مع الأخرين بحدة ودقة في جميع المجالات هو أمر متعب لكلا الطرفين، لذا وردت عن أئمة أهل البيت (عليه السلام)، النصيحة بإعطاء هامش للتغافل، والتسامح في العلاقة بالناس، فعن الإمام الباقر (عليه السلام)، في وصيته: (واعلم، يا بني، أن صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين: اصلاح شأن المعاش ملء مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل)(8).

وقد أظهر الأمام الصادق (عليه السلام)، المضمون نفسه في قوله (عليه السلام): (صلاح حال التعايش والتعاشر ملئ مكيال، ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل)(9).

وبما ان العلاقة الزوجية هي من أكثر العلاقات التصاقا، فقد وردت حكمة، لعلها مستقاة من الحديث المتقدم تقول: (الزواج مكيال ثلثه فطنة، وثلثاه تغافل).

إذاً الفطنة وان كانت قد تحصل من دون فظاظة، وأيضاً هي مقابل التملّق والمداهنة، إلا ان الإسلام وضع العناوين الأربعة في خانة السلب المطلق او النسبيّ، كما نلاحظ مما سبق، ودعا الى عنوان خامس هو المداراة.

المداراة

ان المداراة المطلوبة في الإسلام، والمدعو اليها هي المسايرة التي لا تتجاوز الحق، والا فإنها تتحول الى المداهنة المبغوضة، وهذا ما أرشد اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله): (رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حق)(10)، فان وقفت عند حدود الحق كانت رأس العقل، وعنوانه، كما في الحديث الوارد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (عنوان العقل مداراة الناس)(11)، وكانت زميلة الفرائض في الأمر الإلهي، فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (أمرني ربي بمداراة الناس، كما أمرني بأداء الفرائض)(12).

خلفية المداراة

نلاحظ ان الإنسان عادة يساير ويداري اهل بيته كابيه وأمه وولده وأخيه بسبب القرب الخاص بينه وبينهم، بحيث انه يتحمل اخطاء تصدر عنهم، قد لا يتحملها ان صدرت عن غيرهم، ويلين في التعامل معهم، في الوقت نفسه الذي قد يقسو في التعامل مع الآخرين.

وتأتي ثقافة الإسلام لتربي المسلم على ان يتعامل مع المسلمين جميعا كأنهم اهل بيته، فيسايرهم ويداريهم، كما يساير ويداري أقرباءه الرحميّين، فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): (وما عليك ان تجعل المسلمين منك بمنزلة اهل بيتك، فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك، وتجعل صغيرهم بمنزلة ولدك، وتجعل تربك منهم بمنزلة أخيك، فأي هؤلاء تحب ان تظلم؟ وأي هؤلاء تحب أن تدعو عليه؟ وأي هؤلاء تحب ان تهتك ستره؟ وأن عرض لك إبليس لعنه الله بأن لك فضلاً على أحد من أهل القبلة فأنظر إن كان أكبر منك، فقل: سبقني بالإيمان والعمل الصالح، فهو خير مني، وأن كان تربك، فقل: أنا على يقين من ذنبي، وفي شك من أمره، فما لي أدع يقيني بشكي... فإنك أن فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك، وكثر اصدقاءك، وقل أعداؤك، وفرحت بما يكون من برهم، ولم تأسف على ما يكون من جفائهم)(13).

هذه القاعدة منطلق للدعوة الى التحبّب الى الناس، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (رأس العقل بعد الايمان بالله (عز وجل)، التحبب الى الناس)(14)، وعن الإمام علي (عليه السلام): (أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه، وحسن اللقاء(15).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، ص 294.

2ـ الكليني، محمد، الكافي، ج5، ص56.

3ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تصحيح محمد مهدي الخرساني، (لا، ط)، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1396هـ، ج70، ص 295.

4ـ الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، ص 177.

5ـ البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج13، ص553.

6ـ الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، ص 389.

7ـ الفراهيدي، الخليل، كتاب العين، تحقيق مهدي المخزومي وابراهيم السامراني، ط1، بيروت، الأعلمي، 1988م، ج4، ص419.

8ـ الخزار القمي، علي، كفاية الأثر، تحقيق عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي، (لا، ط)، قم، انتشارات بيدار، (لا، ت)، ص240.

9ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج75، ص241.

10ـ المصدر السابق، ج74، ص145.

11ـ الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، ص339.

12ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص117.

13ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 68، ص230.

14ـ الصدوق، محمد، الخصال، ص15.

15ـ الصدوق، محمد، الأمالي، ص531. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.