المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قصيدة عن الحرب اللوبية التي وقعت في العام الحادي عشر من حكم (رعمسيس الثالث).
2024-10-13
عيوب الاضحية
2024-11-19
جرائم الإيذاء متعدية القصد
25-3-2016
DNA Adductome
6-2-2018
حكيم بن جبلة العبدي.
24-12-2015
{الا امراته قدرنا انها لمن الغابرين}
2024-07-30


الإمام الباقر ( عليه السّلام ) مع قسّيس نصراني  
  
1822   03:45 مساءً   التاريخ: 13/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص93-94
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2015 3759
التاريخ: 21-8-2016 3521
التاريخ: 18-8-2016 2984
التاريخ: 21-8-2016 3279

والتقى الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) في الشام مع قسيس من كبار علماء النصارى جرت بينهما مناظرة اعترف القسيس فيها بعجزه ، وعدم استطاعته على محاججة الإمام ومناظرته .

قال أبو بصير : قال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : مررت بالشام ، وأنا متوجه إلى بعض خلفاء بني أمية فإذا قوم يمرون ، قلت : أين تريدون ؟ قالوا : إلى عالم لم نر مثله ، يخبرنا بمصلحة شأننا ، قال ( عليه السّلام ) : فتبعتهم حتى دخلوا بهوا عظيما فيه خلق كثير ، فلم ألبث أن خرج شيخ كبير متوكئ على رجلين ، قد سقطت حاجباه على عينيه ، وقد شدهما فلما استقرّ به المجلس نظر اليّ وقال : منا أنت أم من الأمة المرحومة ؟

قلت : من الأمة المرحومة . فقال : أمن علمائها أو من جهّالها ؟

قلت : لست من جهّالها . فقال : أنتم الذين تزعمون أنكم تذهبون إلى الجنة فتأكلون وتشربون ولا تحدثون ؟ ! !

قلت : نعم . فقال : هات على هذا برهانا .

فقلت : نعم ، الجنين يأكل في بطن أمه من طعامها ، ويشرب من شرابها ، ولا يحدث . فقال : ألست زعمت أنك ليست من علمائها ؟

قلت : لست من جهّالها . فقال : أخبرني عن ساعة ليست من النهار ، ولا من الليل .

فقلت : هذه ساعة من طلوع الشمس ، لا نعدها من ليلنا ، ولا من نهارنا وفيها تفيق المرضى .

وبهر القسيس ، وراح يقول للإمام : ألست زعمت أنك لست من علمائها ؟ !

فقلت : إنما قلت : لست من جهّالها . فقال : واللّه لأسألنك عن مسألة ترتطم فيها .

فقلت : هات ما عندك . فقال : أخبرني عن رجلين ولدا في ساعدة واحدة ، وماتا في ساعة واحدة ؟ عاش أحدهما مائة وخمسين سنة ، وعاش الآخر خمسين سنة ؟

فقلت : ذاك عزير وعزرة ، ولدا في يوم واحد ، ولما بلغا مبلغ الرجال مرّ عزير على حماره بقرية وهي خاوية على عروشها ، فقال : أنّى يحيي اللّه هذه بعد موتها ، وكان اللّه قد اصطفاه وهداه ، فلمّا قال ذلك غضب اللّه عليه وأماته مائة عام ثم بعثه ، فقيل له : كم لبثت ؟ قال : يوما أو بعض يوم . وعاش الآخر مائة وخمسين عاما ، وقبضه اللّه وأخاه في يوم واحد .

وصاح القسيس بأصحابه ، واللّه لا اكلّمكم ، ولا ترون لي وجها اثني عشر شهرا[1]، حيث توهم أنهم تعمّدوا إدخال الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) عليه لإفحامه وفضحه ، فنهض الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) وأخذت أندية الشام تتحدث عن وفور فضله ، وعن قدراته العلمية .

 

[1] الدر النظيم : 190 ، دلائل الإمامة : 106 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.