أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2015
10517
التاريخ: 21-8-2016
3117
التاريخ: 18-8-2016
3304
التاريخ: 22-8-2016
3670
|
وتحدث الإمام أبو جعفر الباقر ( عليه السّلام ) كثيرا عن حكم الأنبياء وسننهم ولا سيّما السيرة النبوية المباركة وتأريخ العصر النبوي ، وقد نقل عنه المختصون بهذه البحوث الشيء الكثير ، وفيما يلي بعضها :
1 - من وحي اللّه لآدم :
عرض الإمام ( عليه السّلام ) لأصحابه ما أوحى اللّه به لآدم من الحكم ومعالي الأخلاق فقال ( عليه السّلام ) : « أوحى اللّه تبارك وتعالى لآدم اني اجمع لك الخير كله في أربع كلمات : واحدة منهن لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس ، فأما التي لي فتعبدني ، ولا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فأجازيك بعملك في وقت أحوج ما تكون إليه وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة ، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك »[1]
2 - حكمة لسليمان :
وحكى ( عليه السّلام ) لأصحابه حكمة رائعة لنبي اللّه سليمان بن داود فقال ( عليه السّلام ) :
« قال سليمان بن داود : أوتينا ما أوتي الناس ، وما لم يؤتوا ، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا ، فلم نجد شيئا أفضل من خشية اللّه في الغيب والمشهد ، والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة الحق في الرضا والغضب ، والتضرع إلى اللّه عزّ وجلّ في كل حال »[2].
2 - حكمة في التوراة :
ونقل ( عليه السّلام ) لأصحابه حكمة مكتوبة في التوراة فقال ( عليه السّلام ) : « إنّ في التوراة مكتوبا يا موسى إني خلقتك ، واصطفيتك ، وقويتك ، وأمرتك بطاعتي ونهيتك عن معصيتي فإن أطعتني أعنتك على طاعتي ، وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي ، يا موسى ولي المنة عليك في طاعتك لي ، ولي الحجة عليك في معصيتك لي »[3].
4 - تسمية نوح بالعبد الشكور :
روى محمد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) أنه قال : « إنّ نوحا إنما سمي عبدا شكورا لأنه كان يقول إذا أمسى وأصبح : اللهم إني أشهدك أنه ما أمسي وأصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد والشكر بها عليّ حتى ترضى »[4].
5 - دعاء نوح على قومه :
سأل سدير الإمام أبا جعفر ( عليه السّلام ) عن دعاء نوح على قومه فقال له :
أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال : رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً إنه كان عالما بهم ؟
فأجابه ( عليه السّلام ) : « أوحى اللّه اليه : انه لا يؤمن من قومك إلّا من قد آمن . فعند ذلك دعا عليهم بهذا الدعاء »[5].
6 - إسماعيل أول من تكلم بالعربية :
ونقل الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) لأصحابه أنّ نبيّ اللّه إسماعيل هو أول من فتق لسانه باللغة العربية ، بقوله ( عليه السّلام ) . « أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل ، وهو ابن عشر سنة »[6].
8 - نفي الاميّة عن النبي الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله ) :
روى علي بن أسباط فقال : قلت لأبي جعفر ( عليه السّلام ) : إن الناس يزعمون أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لم يكتب ، ولم يقرأ ! فأنكر ( عليه السّلام ) ذلك وقال :
« أنّى يكون ذلك ؟ ! ! وقد قال اللّه تعالى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ[7]. كيف يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب ؟ ! » .
وانبرى علي بن أسباط فقال للإمام : لم سمّي النبيّ الامّي ؟
فأجابه الإمام : « لأنه نسب إلى مكة ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها * فأم القرى مكة ، فقيل أمي »[8].
مع السيرة النبوّية المباركة :
1 - استعارة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) السلاح من صفوان :
وروى الطبري بسنده عن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السّلام ) أنّه قال : لما أجمع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) السير إلى هوازن ليلقاهم ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا ، فأرسل اليه فقال : يا أبا أمية - وهو يومئذ مشرك - أعرنا سلاحك هذا نلق فيه عدوّنا غدا .
فقال له صفوان : أغصبا يا محمد ؟ قال : بل عارية مضمونة ، حتى نؤديها إليك ، قال : ليس بهذا بأس ، فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح ، وزعموا أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) سأله أن يكفيه حملها ففعل .
قال الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) : فمضت السنّة أن العارية مضمونة[9].
وقد ألمع الإمام إلى أن هذه الحادثة قد استفيد منها القاعدة الفقهية وهو ان العارية مضمونة مع التفريط ، فمن استعار شيئا فقد ضمنه حتى يؤديه إلى صاحبه .
2 - مسيرة خالد إلى بني جذيمة :
وروى ابن هشام بسنده عن الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) : ان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة حين فتح مكة داعيا إلى اللّه ، ولم يبعثه مقاتلا إلّا أنّ خالدا أغار عليهم فأوجسوا منه خيفة فبادروا إلى أسلحتهم فحملوها ، فلما رأى خالد ذلك قال لهم : ضعوا السلاح ، فإن الناس قد أسلموا ، ووثقوا بقوله ، فوضعوا سلاحهم ، إلّا أنّه غدر بهم ، فأمر بتكتيفهم ثم عرضهم على السيف ، فقتل منهم من قتل ، ولما انتهى خبرهم إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بلغ به الحزن أقصاه ورفع يديه بالدعاء ، وقال :
« اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد » . ودعا النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) فقال له : « اخرج إلى هؤلاء القوم ، فانظر في أمرهم ، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك » .
وخرج عليّ ( عليه السّلام ) حتى جاءهم ، ومعه مال ، فودى لهم الدماء ، وما أصيب لهم من الأموال ، حتى أنه ليدي ميلغة الكلب[10] حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلّا ودّاه ، وبقيت معه بقية من المال ، فقال لهم عليّ : هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يؤدّ لكم ؟ قالوا : لا . قال : فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال ، احتياطا لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) مما يعلم ولا تعلمون ، فأعطاهم ثم رجع إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فأخبره الخبر ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أصبت وأحسنت ، وقام رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فاستقبل القبلة شاهرا يديه ، حتى كان يرى ما تحت منكبيه ، وهو يقول : « اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد » وكرر ذلك ثلاث مرات[11].
هذه بعض رواياته عن السيرة النبوية المباركة ، وقد آثرنا الايجاز والإشارة فحسب .
مع سيرة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) :
وتحدث الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) في كثير من أحاديثه عن سيرة جدّه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) رائد الحق والعدالة بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وإليك نموذجا من ما رواه :
روى زرارة بن أعين عن أبيه ، عن الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) قال : كان عليّ ( عليه السّلام ) إذا صلّى الفجر لم يزل معقبا إلى أن تطلع الشمس ، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس فيعلّمهم الفقه والقرآن ، وكان له وقت يقوم فيه من مجلسه ذلك ، فقام يوما ، فمرّ برجل فرماه بكلمة هجر - ولم يسم أبو جعفر ذلك الرجل - فرجع الإمام ، وصعد المنبر ، وأمر فنودي الصلاة جامعة ، فلمّا حضر الناس ، حمد اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على نبيه ، ثم قال : « أيها الناس انه ليس شيء أحب إلى اللّه ، ولا أعم نفعا من حلم إمام وفقهه ، ولا شيء أبغض إلى اللّه ، ولا أعم ضررا من جهل إمام وخرقه ، ألا وإنه من لم يكن له من نفسه واعظ لم يكن له من اللّه حافظ ، ألا وانه من انصف من نفسه لم يزده اللّه ، إلّا عزا ، ألا وان الذل في طاعة اللّه أقرب إلى اللّه من التعزز في معصيته ، ثم قال : أين المتكلم آنفا ؟ فلم يستطع الانكار ، فقال : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين ، فقال : أما إني لو أشاء لقلت . فقال : إن تعف وتصفح فأنت أهل لذلك فقال :
« قد عفوت وصفحت »[12].
من الملاحم التي أخبر عنها الإمام الباقر ( عليه السّلام ) :
1 - قال أبو جعفر الدوانيقي : كنت هاربا من بني أمية أنا وأخي أبو العباس فمررنا بمسجد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ومحمد بن علي جالس ، فقال ( عليه السّلام ) لرجل إلى جانبه : كأني بهذا الأمر قد صار إلى هذين ، وأشار إلينا ، فجاء الرجل وأخبرنا بمقالته ، فملنا إليه وقلنا له : يا بن رسول اللّه ! ما الذي قلت ؟ فقال ( عليه السّلام ) :
« هذا الأمر صائر إليكم عن قريب ولكنكم تسيئون إلى ذريتي ، وعترتي فالويل لكم »[13].
فكان كما أخبر ( عليه السّلام ) وقد أساء المنصور حينما ولّي الخلافة إلى ذريّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وعترته ، فنكّل بهم كأفظع ما يكون التنكيل وقد قاست عترة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في عهد هذا الطاغية من صنوف العذاب ما لم تره عين في عهد الأمويين فقد كانت أيامه عليهم كلها محنة وألما وعذابا .
2 - ومما أنبأ عنه الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) أنه أخبر عن الحجر الأسود وأنّه يعلق في الجامع الأعظم في الكوفة[14]. وتحقق ذلك أيام القرامطة فقد أخذوه من الكعبة ، وجعلوه في جامع الكوفة ؛ معتقدين أن الحج يدور مداره ، وقد أرادوا ان يكون الحج إلى مسجد الكوفة ، وبقي فيه مدة تقرب من عشرين عاما ثم ارجع إلى مكانه .
3 - ومن الملاحم التي أخبر عنها : غزو نافع بن الأزرق لمدينة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وإباحتها لجنوده ، يقول الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : « كان أبي في مجلس عام إذ اطرق برأسه إلى الأرض ثم رفعه وقال : يا قوم كيف أنتم إذا جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم في أربعة آلاف حتى يستعرضكم على السيف ثلاثة أيام متوالية ، فيقتل مقاتلكم ، وتلقون منه بلاءا لا تقدرون عليه ولا على دفعه وذلك من قابل - أي السنة التي تأتي - فخذوا حذركم ، واعلموا أن الذي قلت لكم هو كائن لا بد منه » ، فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه ، وقالوا : لا يكون هذا أبدا ، فلما كانت السنة المقبلة حمل أبو جعفر ( عليه السّلام ) عياله ، واصطحب معه جماعة من بني هاشم ، وخرجوا من المدينة ، فجاء نافع بن الأزرق فدخلها في أربعة آلاف واستباحها ثلاثة أيام ، وقتل فيها خلقا كثيرا[15] واستبان لأهل المدينة مدى صدق الإمام في إخباره .
4 - وأخبر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) عن شهادة أخيه زيد بن علي فقد قال زيد ابن حازم : كنت مع أبي جعفر ( عليه السّلام ) فمرّ بنا زيد بن علي فقال لي أبو جعفر ( عليه السّلام ) : « أما رأيت هذا ؟ ليخرجن بالكوفة ، وليقتلن ، وليطافن برأسه »[16]. ولم تمض الأيام حتى قتل زيد بالكوفة وطيف برأسه في الأقطار والأمصار .
5 - ومن الأحداث التي أخبر عنها الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) هو ما أخبر به من هدم دار هشام بن عبد الملك ، وهي من أضخم الدور في المدينة ، وكان قد بناها بأحجار الزيت . قال ( عليه السّلام ) : « اما واللّه لتهدمنّ ، أما واللّه لتندر أحجار الزيت » ، قال أبو حازم : فلما سمعت هذا تعجّبت منه وقلت : من يهدمها وأمير المؤمنين هشام قد بناها ! فلما مات هشام وولي الخلافة من بعده الوليد أمر بهدمها ، ونقل أحجار الزيت منها حتى ندرت في يثرب[17].
[1] أمالي الصدوق : 544 .
[2] الخصال : 219 .
[3] أمالي الصدوق : 274 .
[4] علل الشرائع : 29 .
[5] علل الشرائع : 31 .
[6] البيان والتبيين : 3 / 290 .
[7] الجمعة ( 62 ) : 2
[8] علل الشرايع : 125 .
[9] تاريخ الطبري : 3 / 73 طبع دار المعارف .
[10] الميلغة : الاناء يلغ فيه الكلب أو يسقى فيه . فقد أعطى عليّ ( عليه السّلام ) ديته .
[11] السيرة النبوية لابن هشام : 2 / 429 - 430 .
[12] شرح النهج : 4 / 109 - 110 .
[13] دلائل الإمامة : 96 .
[14] اتعاض الحنفاء للمقريزي : 245 .
[15] نور الابصار : 130 ، جوهرة الكلام في مدح السادة الاعلام : 134 ، الخرايج والجرايح : 80 من مخطوطات مكتبة الحكيم .
[16] نور الابصار : ص 131 .
[17] دلائل الإمامة : 110 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|