أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
2158
التاريخ: 18-4-2016
2229
التاريخ: 12-10-2017
2083
التاريخ: 29-6-2016
2468
|
إن الاهتمام بصحة الأهل النفسية - وتهيئه الجو الاجتماعي لقبول طروحات علم النفس التربوي واللجوء إليه في حل المشكلات التربوية، ومن ثمة توجيه الأهل إلى كيفية التعاطي مع أولادهم هي أمور ضرورية جداً، لأن الأهل إذا لم يتمتعوا بصحة نفسية سليمة، سيكون من الصعب بل من المستحيل أن يقوموا بهذا الدور النفساني نحو أبنائهم. من أجل ذلك فنحن ندعو المؤسسات التربوية المعنية بهذا الموضوع إلى وجوب القيام بحملة تثقيفية نفسية - تربوية، يقوم بها الباحثون والدارسون، تساعدهم في ذلك وسائل الإعلام على اختلافها والقيام بلقاءات وندوات، ومحاضرات، وبذلك نهيئ الأرض الخصبة لإنجاح الدور النفساني المدرسي، من أولى هذه المهمات: الابتعاد عن وسائل العلاج النفسي التقليدية المتمثلة بالتعاويذ والسحر والطلاسم وباقي أعمال الشعوذة التي لم يقرها العقل ولا العلم وقد ألصقت جهلاً وظلماً بعلم النفس، وهي بعيدة عنه كل البعد.
بعد ذلك يجب التوجه بإخلاص وانفتاح نحو العيادات النفسية ودون عقد أو تخوف من توجيه تهمة عدم السواء لهؤلاء الأهل، أو عدم صلاحيتهم للقيام بالعملية التربوية.
والأمراض النفسية كما تصيب الأفراد فهي أيضاً تصيب المجتمع، وما الخلاعة والانحرافات الإجرامية المتنوعة، وتعاطي المخدرات، وأعمال الشغب والسرقة، وسوء الأمانة، والمقامرة والغش والخداع وغيرها سوى مظاهر للانحلال الاجتماعي، الذي هو نتيجة للأمراض النفسية التي تصيب هذا المجتمع والتي لم تجد طريقها إلى الحل أو العلاج. وهذا يؤثر بدوره على الأفراد الذين يعيشون فيه. والعلاج هو في القيام بالعمليات الوقائية التي أشرنا إليها، وتنسيق العمل بين المؤسسات الاجتماعية كافة للوصول إلى مجتمع سليم خال من الأمراض النفسية، يسود التعاون بين أفرادها لصالح النفع العام والمؤسسات المؤهلة للقيام بهذا العمل الجبار وقيادته هي البيت والمدرسة، وهما القادران على استقطاب الأجيال الناشئة والتأثير فيها وتوجيهها توجيهاً سليماً لتقدمها إلى المجتمع أجيالاً سليمة سوية، معافاة، وبذلك يصلح المجتمع وتتحسن صحته النفسية.
ويحمل الكاتب الفرنسي (كوكتو)، السلطة الأبوية مسؤولية تنشئة الأولاد العصاة ويقول، (إنهم نتيجة لغياب السلطة الأبوية، غياب السلطة العائلية كلها فالأولاد العصاة، هم خنافس قبل التأديب)(1).
كذلك استمد (سارتر) تشاؤمه، من مذكرات طفولته وصباه، ومن مشاهد ما يتعلق بتأثير الأب في الأسرة يقول: (لا يوجد أب جيد. هذه هي القاعدة التي نشكو وجودها في الرجال، وفي علاقات الأبوة العفنة، التي تتلخص في إنجاب أولاد وليس أكثر، فأبي لم يسهر عليَّ، كان دائماً يحطمني، وللحظ أنه قد مات في سن مبكرة)(2).
وتعطي (سيمون دي بوفوار)، انطباعاتها عن عائلتها فتقول: إن أمها كانت بعيدة عنها فكرياً، متقلبة المزاج، أما عن والدها فتقول: (كنت أراه قليلاً، كنت سعيدة عندما كان يهتم بي، ولكن لم يكن له دور محدد في حياتي)(3)، وتقول: (الولد المتمرد هو حصيلة العائلة التقليدية القاسية، فالطفل في الثالثة من عمره يعترض وينازع ولذا قيل أنه عمر الـ (لا) Cest exact, Cest age(4)، nom، ففيه يحقق نموه الحركي، واستقامة رأسه ومشيه، وابتسامته الأولى، حتى الكلمة الأولى التي يولدها تجعله في علاقة مع الوسط العائلي وتغذيته، وظهور عاداته الوراثية والمكتسبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـGéorgeos Heuger, L'enfance, p. 126.
2ـMême ref, L'enfance, p. 127
3ـS. de Bauvoir, Les miroires d'une jeunne fille rangée, p. 279.
4ـ المصدر السابق، p. 280.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|