أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
5899
التاريخ: 30-9-2019
7511
التاريخ: 10-2-2016
2379
التاريخ: 25-06-2015
2129
|
هو أبو زكريّا يحيى بن عليّ بن محمّد بن الحسن الخطيب التبريزي الشيبانيّ، ولد في تبريز سنة 421 ه (1030 م) و نشأ فيها و في بغداد.
قرأ ابن الخطيب التبريزيّ العلم على نفر كثيرين، فقد سمع الحديث من القاضي أبي الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري (ت 450 ه) و أبي القاسم عليّ بن المحسن التنوخيّ (ت 447 ه) و الخطيب البغدادي (463 ه) ، و سمع في مدينة صور (على الساحل الشاميّ) من الفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الساويّ الرازي (ت 447 ه) . و قد قرأ اللغة و الأدب أيضا على كثيرين: قرأ كتاب «تهذيب اللغة» لأبي منصور الأزهري (ت 370 ه) في معرّة النعمان على أبي العلاء المعرّيّ. و قرأ كذلك على عبيد اللّه بن عليّ الرّقّي (ت 450 ه) و على عبد الواحد بن عليّ بن برهان (ت 456 ه) و على عبد القاهر الجرجانيّ و غيرهم.
و دخل ابن الخطيب التبريزيّ في شبابه الى مصر (1) ثمّ عاد الى بغداد و تولّى تدريس الأدب في المدرسة النظامية و أشرف على خزانة الكتب التي كانت في النظامية. و كانت وفاته في بغداد فجأة، في ثامن عشري جمادى الأولى من سنة 502 (4/1/1109 م) .
كان ابن الخطيب التبريزيّ أحد أئمّة اللغة و النحو و الأدب حجّة صدوقا ثبتا ثقة في كلّ ما يرويه و ينقله، كما كان ناظما للشعر. و كذلك كان مصنّفا للكتب له: شرح القصائد العشر-شرح السبع الطوال-شرح المفضّليات للضبّي- ثلاثة شروح على ديوان الحماسة لأبي تمّام (كبير و وسط و صغير) -شرح شعر المتنبّي -شرح المقصورة الدريديّة-شرح سقط الزند للمعرّي-شرح اللمع لابن جنّيّ-تهذيب إصلاح المنطق لابن السكّيت. ثمّ له أيضا: تفسير القرآن-إعراب القرآن-مقدّمة في النحو-الكافي في العروض-مقاتل الفرسان.
مختارات من آثاره
- قال ابن الخطيب التبريزيّ في مقدّمة شرح ديوان أبي تمّام:
. . . و بعد، فانّي نظرت في شعر أبي تمّام حبيب بن أوس الطائيّ و في ما ذكر فيه من التفاسير، فرأيت بعضهم ينحي عليه و يهجّن معانيه و يزيّف استعاراته (2)، و بعضهم يتعصّب له و يقول: من جهل شيئا عابه كما أنّ من اعتسف طريقا ضلّ فيه (3). . . . . و انّما حثّني على الاشتغال به و تمييز ما ذكره العلماء فيه من معنى أو. إعراب و اختلفوا فيه ميل المولى أبي نصر محمّد بن عماد الدين-مولى أمير المؤمنين (4) -إلى شعره و رغبته فيه دون سائر دواوين المحدثين. فلما رأيت كثرة ميله اليه و صدق رغبته فيه استعنت اللّه تعالى على شرحه و ذكر الغريب(5) و المعاني و الإعراب فيه و ترجيح بعض أقوال العلماء فيه على بعض، لأنّ منهم من أنصفه و منهم من أنحى عليه. و ربّما احتمل البيت معنيين و يكون أحد المعنيين أقوى من الآخر فلا يميّز بينهما إلاّ من حسن فهمه و صفا ذهنه، لأنّ نقد الشعر أصعب من نظمه. فأوضحت ذلك بإيراد ما لا محيد عنه للقارئ منه (6) و الناظر فيه بلفظ موجز قليله يدلّ على الكثير و قصيره يغني عن التطويل. فخير الشروح ما قلّ و دلّ و لم يطل فيملّ. . . . .
- و من شعر ابن الخطيب التبريزيّ:
فمن يسأم من الأسفار يوما... فانّي قد سئمت من المقام
أقمنا بالعراق على رجالٍ... لئام ينتمون إلى لئام
_____________________
1) في معجم الأدباء (20:26) و في وفيات الأعيان (3:205) : «دخل (ابن الخطيب التبريزي) مصر في عنفوان شبابه فقرأ عليه بها أبو الحسن طاهر بن بابشاذ النحوي و غيره اللغة» (في نصين متقاربين جدا) . و لم يذكر ياقوت الحموي و لا ابن خلكان شيئا من ذلك في ترجمة ابن بابشاذ معجم الأدباء (12:17-19 و وفيات الاعيان 1:419-420) . و ابن بابشاذ توفي سنة 469 ه.
2) أنحى عليه (من نحا ينحو) : أقبل عليه (بالضرب أو اللوم) ، مال عليه، جار في الحكم عليه.
3) اعتسف الطريق: مال، انحرف (سلك الطريق على غير معرفة) .
4) ؟
5) الغريب (من الألفاظ) : الكلمات القليلة الدوران في الاستعمال، غير المألوفة.
6) ما لا بد للقارئ من معرفته (حاد: مال، انصرف) و لعل «منه» هنا زائدة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|