أقرأ أيضاً
التاريخ: 9/11/2022
1724
التاريخ: 19/11/2022
1008
التاريخ: 17/11/2022
1173
التاريخ: 20/11/2022
1082
|
تعرف نشرات مدرسة الخرائط التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية Defese Mapping الجغرافيا العسكرية على أنها "میدان متخصص من ميادين الجغرافيا يتناول المظاهر الطبيعية والبشرية التي يمكن أن تؤثر على تخطيط العمليات العسكرية وتنفيذها." ويعتمد تنظيم القوات، وتدريبها، وتحضير المعدات، والأسلحة على المعرفة الدقيقة لخصائص السطح الجغرافي الطبيعية، والبشرية، والاقتصادية، الذي ستدور عليه معارك الحرب.
وقبل حوالي ستة آلاف سنة اجمل القائد العسكري الصيني صن تزو(Sun Tzu) العوامل التي تؤثر على سير العمليات العسكرية كما يلي:
الروح المعنوية (Moral)، والسيطرة والقيادة (Command)، والتخطيط (Doctrine)، والطقس (Weather)، والسطح الجغرافي (Terrain). فالروح المعنوية العالية هي التي تدفع الجنود الى التعاون مع قائدهم، والانصياع لأوامره، وتسهل عليه قيادتهم. في حين يمتاز القائد العسكري الناجح، بالإضافة الى الشجاعة، والصلابة، والكفاءة ، بالحكمة والاخلاص والانسانية. ولا يقتصر التخطيط الناجح للمعركة، على التنظيم والسيطرة، بل يتعداه الى القدرة على توزيع الصلاحيات على القادة بطريقة تزيد من كفاءتهم وتعزز من قدراتهم. والطقس وطبيعة السطح هما العنصران الجغرافيان اللذان يمثلان الجانب الطبيعي للعوامل الجغرافية المؤثرة على العمليات العسكرية. والجغرافيا العسكرية هي علم وفن دراسة اثر الظواهر، والعوائق الجغرافية الطبيعية، والبشرية. والظواهر التي صنعها الانسان على العمليات العسكرية، وتجاهل صن تزو لأثر العوامل الجغرافية البشرية على سير العمليات العسكرية، لا يعني بأية حال ضالة تأثيرها ، او انعدامه. وقد درس علماء الجغرافيا طبيعة العلاقة بين الظواهر الجغرافية، والعمليات العسكرية على ارض المعركة في كثير من كتاباتهم التي ظهرت اثناء الحرب العالمية الاولى وبعدها. ففي تلك الفترة شعر كثير من الجغرافيين بأهمية خبراتهم، وكفاءاتهم، وضرورة وضعها في خدمة المعركة التي هي في حقيقة الأمر خدمة لبلادهم. وقد وجد علماء الجغرافيا السياسية، أن خبراتهم يمكن أن تقدم الخدمة ظروف المعركة الآنية، اضافة الى ما اعتادوا على تقديمه من دراسات لتحليل طبيعة العلاقة بين السياسة والجغرافيا.
والجغرافيا العسكرية كما اصبح هذا الفرع من الجغرافيا السياسية يسمى، هو مبحث قدیم، اجاد فهم عناصره القائد والمفكر الصيني صن تزو وتلامذته من القادة العسكرين. وقد ظهر اول مؤلف بعنوان الجغرافيا العسكرية عام ۱۹۰۰ للجغرافي الانجليزي ماجوايرMaguire. ويعني هذا الحقل من الدراسات الجغرافية بالاستفادة من معلومات وخبرات الجغرافي الخبير بطبيعة السطح الجغرافي الطبيعي، والبشري لمنطقة ما، لاستغلالها والاستفادة منها في العمليات العسكرية. وقد اعتبرت الجغرافيا العسكرية الفرع التطبيقي للجغرافيا السياسية (Applied Brach of Political Geography). حيث أن معرفة طبيعة الأرض الجغرافية الطبيعية، والبشرية لأرض المعركة هو ذو اهمية كبيرة للمعركة، وللخطط العسكرية، واتجاه المدفعية, وقد شجع رئيس اتحاد الجغرافيين الامريكيين (AAG) في خطاب الرئاسة عام ۱۹۱۷، علماء الجغرافيا أن يضعوا معلوماتهم، وخبراتهم العلمية، تحت تصرف حكوماتهم، ليساعدوها في شن حرب ناجحة. ونتيجة لهذا الاتجاه، ظهر فرع جديد للدراسات الجغرافية، هو المساحة التصويرية (Photogrammetry)، نظرا لتزايد اهمية الخريطة والصور المساحية للأغراض العسكرية. كما اهتم الباحثون الجغرافيون بالمساحة، حيث تم في تلك الفترة مسح مناطق الجبهات المتوقعة بتفاصيل دقيقة لخدمة المدفعية. وانصرف العديد من الجغرافيين لتقديم دراسات عن البيئة الطبيعية والبشرية للكثير من جبهات القتال في اوروبا، والشرق الاوسط وافريقيا، وابراز اهميتها اثناء الحرب. وتخصص البعض في دراسة طبيعة العلاقة بين العمليات العسكرية (Military Campaigning)، والظروف الجغرافية الطبيعية.
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية زاد الاهتمام الحكومي بالجغرافيا السياسية وخاصة الجانب التطبيقي (العسكري) منها. ففي بريطانيا مثلا، زاد استخدام اساتذة الجغرافيا في الحكومة. والجيش، حيث استعانت تلك المؤسسات بخبرات الجغرافيين في تنظيم دورات تدريبية للقوات المسلحة. وبعد ان وضعت دائرة المساحة العسكرية يدها على عملية صنع، وطباعة الخرائط في بريطانيا، تم استحداث دائرة الخدمات الطبوغرافية في جامعة أكسفورد لإعداد خرائط ومخططات لخدمة العمليات العسكرية الأرضية. وفي الولايات المتحدة استعانت القوات المسلحة بخبرات ۳۵۰ جغرافي من اصل ۲۰۰۰ جغرافي يعملون في المؤسسة الأكاديمية الأمريكية. كما عمل ۵۰۰ جغرافي أخر في الحكومة الفدرالية.
أما في المانيا فقد شغل الجغرافيون مناصب عديدة في الدائرة المركزية لصنع الخرائط العسكرية، واصدار كتيبات تتضمن معلومات، وصور، وخرائط عن المناطق الجغرافية ذات الاهتمام. كما تم عام 1945 انشاء مجموعة عمل (Forschugsstaffel) للتعاون مع الهيئة العليا لقيادة القوات المسلحة (OKW) وتطوير طرق، ووسائل حديثة، لتقييم السطح الجغرافي، وتوقيعه على خرائط، كما اسس الجغرافي شولز کامفنكل (Schulz Kampfhenkel) مجموعة عمل اخرى غايتها تحليل الاراضي بصورة علمية، لأغراض الجغرافيا العسكرية. وكما هو الحال في بريطانيا، انصرف كثير من الجغرافيين الألمان الى معالجة مشكلات خاصة مرتبطة بالجغرافيا العسكرية (Militageographie)، وجغرافية الدفاع (Wehrgeographie). وفي كل انحاء أوروبا استمر التركيز على دراسة امور ومشاكل ذات اهمية عسكرية، مثل التنبؤ والارصاد الجوية، ونماذج السطح الجغرافي (Terrain Models)، والتصوير الجوي، والجغرافية العامة لمناطق الصراع. والجنود هم اولی من غيرهم بالتمتع بالحس الجغرافي. وتمتع الجند بالحس الجغرافي وتفاعله معه، وإدراكه للأشكال الأرضية التي تحيط به، أمر لا يتأتى الا بالتدريب المستمر. ويمتاز الجغرافيون عادة بحس يفتقر اليه الكثيرون، ربما بسبب تدريباتهم، وخبراتهم الطويلة وتفاعلهم مع الظواهر الجغرافية الطبيعية والبشرية. ولقياس مدى عمق الحس الجغرافي عند الجنود الانجليز ، طلب من مجموعة من الضباط من هم برتبة ملازم ونقيب، تحديد بعض الظواهر الجغرافية المحيطة بقاعدتهم, وقد كانت النتيجة اخفاق الجميع باستثناء شخص واحد في تحديد موقع أحد السلاسل الجبلية.
وتفتقر كثير من جيوش العالم الحديثة الى برامج تدريبية لضباطها تتعلق بفهم طبيعة السطح الجغرافي، وطرق التفاعل معه، وامكانيات استخدام السطوح الجغرافية المختلفة في خطط عسكرية تكتيكية. فقديما كانت الجيوش تدرب ضباطها على فن استخدام أشكال سطح الأرض، لغابات حربية دفاعية ،او هجومية. وقد كان ذلك يتم من خلال تدريس مساقات تتعلق بالدراسات الطبوغرافية، ودراسات تتعلق بالتاريخ العسكري، من خلال دراسة أرض المعركة للحروب القديمة، وكيفية استخدامها من قبل الجيوش المتحاربة. كما كان الضباط يتلقون مساقات في الرسم العسكري Military Skechig، ودروس في مبادئ التحصينات Principles of Fortifications وكيفية الاستفادة من السطح الجغرافي في بناء التحصينات وتعزيز الارض للأغراض الدفاعية.
ففي الأكاديميات العسكرية الامريكية على سبيل المثال، يتلقى طلبة السنة الأولى مساقا في العلاقة بين السطح الجغرافي، والبنية الجيولوجية، والتحصينات العسكرية. وفي السنة الثانية مساقا في الرسم الطبوغرافي، وفي السنة الثالثة مساقا في الرسم العسكري لمظهر الأرض Landscape، بالإضافة إلى الهندسة العسكرية، وتتضمن مساقات الرسم الحسابات المساحية، والحجمية، والاسطح والانحدار. ودراسة الطبوغرافيا تتضمن تصنيفا لأشكال سطح الارض وتوزيعاتها الجغرافية، بالإضافة الى التصنيفات الجيولوجية. كما يتلقى التلاميذ مساقات في علم الحرب والتنظيم العسكري للدول، والاستراتيجية العسكرية، والعمليات العسكرية، وحركة الجيوش في الهجوم والدفاع. اما في الكلية العسكرية الملكية في ساند هيرست - Royal Military College at Sand hurst ، فان طلاب القسم المبتدأ Junior Department يدرسون الرسم والمسح العسكري، والرسم الجغرافي المنظر الارض، بالإضافة الى مساقات في الجغرافيا، والجيولوجيا، والطبوغرافيا العسكرية Military Topography . أما طلبة القسم المتقدم-Senior Depart ment، فانهم يدرسون المسح العسكري Military Survying اضافة الى مساق في التحصينات، وبناء الجسور.
ويرى القائد العسكري والمفكر الصيني صن تزو، ان من اهم مسؤوليات القائد العسكري فهم طبيعة الارض. وان فهم ودراسة الصفات الجغرافية لأرض المعركة، هو احد اهم العناصر الاساسية التي تساعد الجيش على تحقيق النصر. وقد حدد من تزو ثلاثة مهام رئيسة للقائد العسكري: اثنتان منهما لها ابعاد جغرافية. وتشمل الاولى تقدير القائد لوضع العدو، والثانية حساب الابعاد والمسافات، والثالثة تحديد درجة صعوبة السطح الجغرافي. وقد كتب صن تزو يقول "اذا اقتنع القائد بانه قادر على مهاجمة العدو، الا ان جنوده ليس لديهم علم بتفاصيل سطح الارض، فعليه ان لا يهاجم، لأن فرص نجـاحـه تـتـضـائل للنصف". وفي مكان آخر في مذكراته كتب يقول "اعرف عدوك ، اعرف نفسك، نصرك لن يتعرض للخطر. اعرف الارض، اعرف الطقس، نصرك سيكون مجمل".
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|