المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



العلاقة المبنية على القناعة الجادة؟  
  
1635   10:07 صباحاً   التاريخ: 13/10/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص66 ــ 67
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

اذا بني الارتباط بين الطرفين على أساس القناعة ستتضح النتيجة، ويباشر الطرفان العمل على الوصول اليها، والقناعة هي تخطيط الشخص الذي يسعى للارتباط، فيحدد الغاية ولم هذه دون تلك، أي يضع الأساس والنقاط الجوهرية التي ستحركه نحو المرأة، المال، الجمال، النسب، الحسب، الشهرة، الموقع، الخلق، الوعي، الفكر، الثقافة، الدين، الاختلاف، الخ ، فان دراسة المحركات هي ضرورية جداً، تجعل من الشاب في غاية الانتباه واليقظة، وستغيب هنا كل الوان الخيانات ولا حاجة الى السهر والحديث الغرامي ولا نكلف الشعراء في كتابة مئات القصائد في المناسبة الواحدة، بل ستغيب جملة من المحرمات والمشاكل والظنون السيئة وسيكون للارتباط معنى صحيحاً عقلانياً يفوق الغريزة ويحددها ويضبطها، وفي حال اغفال الرشد والعقلانية ستبرز الغريزة والهوى والميول الشهوانية لتتحكم بالعلاقة والارتباط وستظهر جملة من توابعها من مشاكل ومهازل وتفكك واشياء كثيرة، فان بنيت العلاقة على القناعة الغرائزية الزائفة ستنتج علاقة ليست جيدة في اغلب حالاتها، سيظهر للرجل ان ارتباطه من الأول لم يكن صحيحاً، بل التحدي لم يكن بالصورة المطلوبة وفي الموقع الصحيح، ولذا تجدون جملة من المشاكل المستمرة التي تنتهي بالغالب الى الانفصال والتباعد والمحاكم، في حين تجد ان الارتباط المبني على القناعة والبحث الصحيح تكون نهايته صحيحة وعلاقة مستديمة قائمة على الود والمحبة والعطف. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.