المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحارث بن سُويد
18-8-2016
القضايا التي عرضت على التحكيم الدولي المتعلقة بتحديد الجرف القاري
23-3-2017
المدرسة الموقفية Contingency Management(1970- الآن)
4-5-2016
ماهية الصحافة الإلكترونية
31-1-2022
ابن القاضي
8-8-2016
Group 14
2-3-2017


الجهاد الاجتماعي والعملي للإمام السجّاد ( عليه السّلام )  
  
1290   06:54 مساءً   التاريخ: 12/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص117-122
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

 

إنّ أهّم أهداف القادة الإلهيّين هو إصلاح المجتمع البشريّ بتربيته على التعاليم الإلهية ، ولا بدّ للمصلح أن يمرّ بمراحل من العمل الجادّ والمضني في هذا الطريق الشائك ، فعليه :

1 - أن يربّي جيلا من المؤمنين على التعاليم الحقّة التي جاء بها الدين والأخلاق القيّمة التي ينبغي التخلّق بها ، لكي يكونوا له أعوانا على الخير .

2 - أن يدخل المجتمع بكلّ ثقله ، ويحضر بين الناس ، ويواجه الظالمين والطغاة بتعاليمه ، ويبلغهم رسالات اللّه .

3 - أن يقاوم الفساد الذي يبثّه الظالمون في المجتمع بهدف شلّ قواه ، وتفريغه من المعنويات ، وإبعاده عن فطرته السليمة المعتمدة على الحقّ والخير . كان للإمام ( عليه السّلام ) نشاط واسع في كلّ هذه المجالات ، بحيث يعدّ - بحقّ - في صدر قائمة المصلحين الإلهيين بالرغم من تميّز عصره بتحكّم طغاة بني أمية على الامّة وعلى مقدّراتها وجسم الخلافة الإسلامية التي تقتل من يعارضها وتهدر دمه تحت عنوان الخروج على الإسلام .

ويمكن الحديث عن أوجه نشاطه ( عليه السّلام ) العملي في الجانب الاجتماعي على عدّة أوجه منها :

أ - الأخلاق والتربية ( على مستوى الامّة وأتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) :

ضرب الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) أروع الأمثلة في تجسيد الخلق المحمدي العظيم في التزاماته الخاصة وفي سيرته مع الناس ، بل مع كلّ ما حوله من الموجودات .

فكانت تتبلور فيه شخصية القائد الإسلامي المحنّك الذي جمع بين القابلية العلمية الراقية ، والشرف السامق ، والقدرة على جذب القلوب وامتلاكها ، ومواجهة المشاكل والوقوف لصدّها بكلّ صبر وأناة وهدوء .

فالصبر الذي تحلّى به وتجلّى لنا من خلال ما تحمّله في مأساة كربلاء أكبر شاهد على عظمة صبره .

ومثابرته ومداومته على العمل الإسلامي بارزة للعيان ، وهذا الفصل يمثّل جزءا من نشاطه السياسي والاجتماعي الجادّ .

وحديث مواساته للإخوان والفقراء والمساكين والأرامل والأيتام بالبذل والعطاء والإنفاق ممّا اشتهر عند الخاصّ والعامّ .

وحنوّه وحنانه على العبيد وعلى الأقارب والأباعد بل على أعدائه وخصومه ممّا سارت به الركبان .

وأخبار عبادته وخوفه من اللّه جلّ جلاله وإعلانه ذلك في كلّ مناسبة ملأت الصحف حتى خصّ بلقب « زين العابدين » و « سيّد الساجدين » .

وسنتحدّث عن بعض ذلك فيما بعد بإذنه تعالى ، كما أنّنا أشرنا إلى جانب بسيط جدّا من ذلك سابقا .

ب - الإصلاح والدولة :

لقد شاع عند بعض المؤرّخين أنّ الأئمّة من أبناء الحسين ( عليهم السّلام ) قد اعتزلوا بعد مذبحة كربلاء السياسة ، وانصرفوا إلى الإرشاد والعبادة والانقطاع إلى الدنيا[1].

ويدلّلون على قولهم هذا بتأريخ حياة الإمام السجاد ( عليه السّلام ) ودعوى انعزاله عن الحياة الإسلامية العامة ، ويبدو أنّ سبب هذه التصوّرات الخاطئة لدى المؤرّخين هو ما بدا لهم من عدم احتدام الأئمّة بعد الحسين ( عليه السّلام ) على عمل مسلّح ضد الوضع الحاكم مع إعطائهم الجانب السياسي من القيادة معنى ضيّقا لا ينطبق إلّا على عمل مسلّح من هذا القبيل .

إنّ ما يقال من أنّ الأئمّة من أهل البيت ( عليهم السّلام ) من أبناء الحسين ( عليه السّلام ) اعتزلوا السياسة وانقطعوا عن الدنيا فهو زعم يكذّبه وينفيه واقع حياة الأئمّة الزاخرة كلّها بالشواهد على ايجابية المشاركة الفعّالة التي كانوا يمارسونها .

فمن ذلك علاقات الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) بالامّة والزعامة الجماهيرية الواسعة النطاق والتي كان يتمتّع بها على طول الخط[2] ؛ فإنّ هذه الزعامة لم يكن ليحصل عليها الإمام ( عليه السّلام ) صدفة أو على أساس مجرّد الانتساب إلى الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بل على أساس العطاء والدور الايجابي الذي كان يمارسه الإمام في الامّة بالرغم من إقصائه عن مركز الحكم ؛ فإنّ الامّة لا تمنح - على الأغلب - الزعامة مجانا ، ولا يمتلك الفرد قيادتها ويحتلّ قلوبها بدون عطاء سخيّ منه تستشعره الامّة في مختلف مجالاتها ، وتستفيد منه في حلّ مشكلاتها والحفاظ على رسالتها .

ومع أنّ مزاولات الإمام ( عليه السّلام ) الدينية كلّها من صميم العمل السياسي وخاصّة في عصره حيث لم يسمع نغم الفصل بين السياسة والدين بعد ، نجد في طيّات حياة الإمام ( عليه السّلام ) عيّنات واضحة من التدخّلات السياسية الصريحة ، فهو كما يبدو من النصوص الصادرة عنه تجده رجلا مشرفا على الساحة السياسية ، يدخل محاورات حادّة ، ويتابع مجريات الأحداث ، ويدلي بتصريحات خطيرة ضد الأوضاع الفاسدة التي تعيشها الامّة وإليك بعض النماذج على ذلك :

1 - قال عبد اللّه بن الحسن بن الحسن : كان عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب يجلس كلّ ليلة هو وعروة بن الزبير في مؤخّر مسجد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد العشاء الآخرة ، فكنت أجلس معهما ، فتحدّثا ليلة ، فذكروا جور من جار من بني اميّة والمقام معهم ، فقال عروة لعليّ : يا عليّ إنّ من اعتزل أهل الجور واللّه يعلم منه سخطه لأعمالهم ، فكان منهم على ميل ثم أصابتهم عقوبة اللّه رجي له أن يسلم ممّا أصابهم .

قال : فخرج عروة ، فسكن العقيق .

قال عبد اللّه بن الحسن : وخرجت أنا فنزلت سويقة[3].

أمّا الإمام ( عليه السّلام ) فلم يخرج ، بل آثر البقاء في المدينة طوال حياته ؛ لأنّه كان يعدّ مثل هذا الخروج فرارا من الزحف السياسي وإخلاء للساحة الاجتماعية للظالمين ، يجولون فيها ويصولون[4].

ولعلّ اقتراح عروة بن الزبير - وهو من أعداء أهل البيت ( عليهم السّلام )[5] - كان تدبيرا سياسيا منه أو من قبل الحكّام لإبعاد الإمام ( عليه السّلام ) عن الحضور في الساحة السياسية والاجتماعية ، لكنّه ( عليه السّلام ) لم يخرج وظلّ يواصل مسيرته الجهادية .

2 - قال ( عليه السّلام ) : « إنّ للحق دولة على العقل ، وللمنكر دولة على المعروف ، وللشرّ دولة على الخير ، وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخرق دولة على الرفق ، وللبؤس دولة على الخصب ، وللشدّة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوت الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة ، فنعوذ باللّه من تلك الدول ومن الحياة في النقمات »[6].

وإذا كانت الدولة في اللسان العربي هي الغلبة والاستيلاء - وهي من أبرز مقومات السلطة الحاكمة - فإنّ الإمام ( عليه السّلام ) يكون قد أدرج قضية السلطة السياسية في سائر القضايا الحيوية والطبيعية التي يهتمّ بها ويفكّر في إصلاحها .

فمن يا ترى ؟ ومن هي البيوتات الشريفة المغلوبة في عصره ( عليه السّلام ) ؟

وهل التعوّذ باللّه تعالى من دولة السلطان يعني أمرا غير رفض وجوده والتنديد بسلطته ؟ وهل يتصوّر السياسي أن يكون له حضور أقوى من هذا في مثل ظروف الإمام ( عليه السّلام ) وموقعه وضمن تخطيطه الشامل في قيادة حركيّة الإسلام ؟ وهل يصدر مثل هذا من رجل ادّعي أنّه ابتعد عن السياسة أو اعتزلها ؟ .

ج - مقاومة الفساد :

وإذا كان من أهم واجبات المصلح وخاصة المصلح الإلهي مقاومة الفساد ومحاربة المفسدين في الأرض ؛ فإنّ الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) قام بدور بارز في أداء هذا الواجب .

وقد تميّز عصره ( عليه السّلام ) بمشاكل اجتماعية من نوع خاص ، وقد تكون موجودة في كثير من العصور ، إلّا أنّ بروزها في عصره كان واضحا ومكثّفا ، كما أنّ الإمام ( عليه السّلام ) قام بمعالجتها بأسلوبه الخاصّ ، ممّا أعطاها صبغة فريدة تميّزت في جهاد الإمام ( عليه السّلام ) وأهمها مشكلة الفقر العام ومشكلة الرقّ والعبيد .

 


[1] نشأة الشيعة والتشيّع ، للشهيد السيّد محمد باقر الصدر .

[2] قد أشرنا إلى حادثة استلام الإمام ( عليه السّلام ) للحجر بعد أن انفرج الحجيج له ، راجع الصفحة 111 من الكتاب .

[3] مختصر تأريخ دمشق : 17 / 21 .

[4] جهاد الإمام السجاد ( عليه السّلام ) : 154 .

[5] لاحظ تنقيح المقال : 2 / 251 .

[6] تأريخ دمشق : 41 / 410 ، مختصر ابن منظور : 17 / 255 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.