ثانياً : التسويق والعلوم السلوكية   

التسويق هو التخطيط والتنظيم والرقابة على موارد الشركة المتصلة بالمستهلك، ورسم السياسات، ومباشرة النشاط، في محاولة لإشباع حاجات ورغبات و مطالب جماعات المستهلكين الفعليين والمرتقبين للحصول على الربح المناسب. ينظر هذا التعريف إلى المستهلك على أنه نقطة البداية في العملية التسويقية كذلك نقطة الارتكاز التي تعمل حولها الموارد المختلفة. لذلك فإن الحاجة إلى تفهم حاجات المستهلك وسلوكه هي مسألة لا تقبل المناقشة بقصد تحقيق كفاءة تسويقية عالية. وتقدم العلوم السلوكية مجموعة من المفاهيم تتعلق بهذه الحاجات والرغبات لتحقيق التجاوب المطلوب. ومهمة رجل التسويق هي ان يشتق من هذه المفاهيم السلوكية ما يمكنه من دراسة المستهلك والسوق. وهناك اربعة اسباب لارتباط التسويق بالعلوم السلوكية هي :

1- أن المفاهيم السلوكية والادوات العلمية هي مسألة ضرورية لتحقيق أهداف الشركة. ان تفهم النواحي الاجتماعية والنفسية المتصلة بالمستهلك الفعلي والمحتمل، تمكن الشركة من تهيئة نفسها لكي تنتج السلعة المناسبة، وان تختار سياسة التوزيع والإعلان والترويج للمبيعات وفق استراتيجية معينة تتفق مع النواحي الاجتماعية والسيكولوجية.

2- لدراسة العلوم السلوكية في ميدان التسويق هو أن هذا النشاط التسويقي إذا تم بكفاية سوف يحقق الرفاهية للمجتمع ذلك لارتباط التسويق بالمجتمع . ومن البديهي أن تساعد المفاهيم السلوكية والادوات التي تقدمها على تحسين درجة الاشباع العام للمستهلك عموماً. يمكن أن تساعد هذه المفاهيم والادوات رجل التسويق على تقدير طبيعة الحاجات البشرية وتحديد مدى تجاوب ومسايرة السلع المنتجة لهذه الحاجات.

3- لدراسة العلوم السلوكية هو أن تفهم النواحي الاجتماعية والنفسية للمستهلك تمكن من تشخيص المشاكل العديدة التي تواجه المستهلكين والتي منها تحديد ميزانية الاسرة وطريقة الانفاق وتحديد نسبة المشتريات الآجلة وطريق التسويق.

4- لاستخدام المدخل السلوكي ليس فقط تحسين استراتيجية التسويق ولكن تطوير المفاهيم السلوكية ذاتها. اذ ليست العلوم السلوكية ذاتها اذ ليست العلوم السلوكية وحدها هي التي تعطي اضافات إلى ميدان التسويق ولكن التسويق يقدم الكثير من الاضافات التي يمكن أن تفيد منها العلوم السلوكية، ومع ذلك يدرك الباحثون والتطبيقيون ببطء هذه العلاقة المتداخلة .