المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تزايد المعارضة للحكم الأموي  
  
1328   05:07 مساءً   التاريخ: 8/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، 79-81
القسم :

صعّد عبد اللّه بن الزبير معارضته للشام التي بدأها بعد موت معاوية ، حيث كان قد دعا الحجازييّن لمبايعته كخليفة للمسلمين ، فاستجابت له الأكثرية الساحقة منهم ، وشهد العراق من جديد تحرّكات ضد الحكم الأموي .

ويبدو أنّ الذين دعو الإمام الحسين ( عليه السّلام ) إلى العراق عبر الرسائل المتوالية ورحّبوا بممثّله إليهم ثمّ تخلّوا عنه وعن الحسين ( عليه السّلام ) بتلك الصورة المخزية ندموا على موقفهم المذلّ ذاك ، لكن هل الذين تحرّكوا ضدّ الشام كانوا نادمين جميعا ؟

الجواب : كلّا ، فليس جميع الذين تحركوا بعد موت يزيد كانوا يحملون همّ الإسلام ، فقد كان هناك من يريد إخضاع الشام للعراق وإعادة عاصمة الخلافة إلى العراق .

وعلى أيّ حال ، فقد أعلن المتديّنون والسياسيّون معارضتهم ضد حكم الشام ، لكنّهم لم يحققوا شيئا يذكر[1] على صعيد إسقاط الحكم على المدى القريب ، فقتل سليمان بن صرد قائد التوّابين ، ورجع من بقي من جيشه إلى الكوفة ، وفي تلك الغضون أظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي دعوته حاملا شعار يا لثارات الحسين ( عليه السّلام ) .

بدأ المختار بإعداد الشيعة للثورة بعد فشل ثورة التوّابين ، وكان يعرف جيدا أنّ أيّ تحرّك شيعي يقتضي زعامة من أهل بيت الرسالة ( عليهما السّلام ) ، وأنّ الانطلاق ينبغي أن يتمّ باسمهم ومن أفضل من عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) ؟ وإن رفض الإمام الاستجابة لذلك فليس أمامه غير محمد بن علي بن أبي طالب وهو عمّ الإمام السجاد ( عليه السّلام ) .

من هنا كاتب المختار الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) وعمّه معا ، أمّا الإمام ( عليه السّلام ) - فلم يعلن عن تأييده الصريح له ، لكنّه ( عليه السّلام ) أمضى عمله عندما ثأر من قتلة أبيه الحسين ( عليه السّلام ) . أمّا عمه محمد بن الحنفيّة فقد أجاب على سؤال الوفد الذي جاء من الكوفة ليستفسر عن مدى شرعية الانضواء تحت راية المختار قائلا : أما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا فواللّه لوددت أنّ اللّه انتصر لنا من عدوّنا بمن شاء من خلقه[2].

وفهم الوفد تأييد ابن الحنفية لحركة المختار وهكذا استطاع المختار أن يستقطب كبار الشيعة مثل إبراهيم بن مالك الأشتر وغيره .

وأرسل المختار رأسي عبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد إلى الإمام فسجد ( عليه السّلام ) شكرا للّه تعالى وقال :

« الحمد للّه الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى اللّه المختار خيرا »[3].

وقال اليعقوبي : ووجّه المختار بالرأس الخبيث ( أي : رأس ابن زياد ) إلى الإمام عليّ بن الحسين ، وعهد إلى رسوله بأن يضع الرأس بين يدي الإمام وقت ما يوضع الطعام على الخوان بعد الفراغ من صلاة الظهر ، وجاء الرسول إلى باب الإمام ، وقد دخل الناس لتناول الطعام ، فرفع الرجل عقيرته ونادى :

يا أهل بيت النبوّة ! ومعدن الرسالة ، ومهبط الملائكة ، ومنزل الوحي ! أنا رسول المختار بن أبي عبيدة الثقفي ومعي رأس عبيد اللّه بن زياد . . . ولم تبق علوية في دور بني هاشم إلّا صرخت[4] ، ويقول المؤرّخون : إنّ الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) لم ير ضاحكا منذ أن استشهد أبوه إلّا في اليوم الذي رأى فيه رأس ابن مرجانة[5].

وعن بعض المؤرّخين : أنّه لمّا رأى الإمام رأس الطاغية قال :

« سبحان اللّه ، ما اغتّر بالدنيا إلّا من ليس للّه في عنقه نعمة ، لقد ادخل رأس أبي عبد اللّه على ابن زياد وهو يتغدّى »[6].

 

[1] زندگاني عليّ بن الحسين : 92 - حياة الإمام علي بن الحسين ( عليه السّلام ) .

[2] تاريخ الطبري : 6 / 12 - 14 برواية أبي مخنف . وابن نما الحلّي في كتابه : شرح الثأر روى عن والده : أنّه قال لهم : قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين ، فلمّا دخلوا عليه وأخبروه خبرهم الذي جاؤوا لأجله قال لعمّه محمّد : يا عمّ ، لو أنّ عبدا زنجيّا تعصّب لنا أهل البيت لوجب على الناس مؤازرته ، وقد وليّتك هذا الأمر فاصنع ما شئت . فخرجوا وهم يقولون : قد أذن لنا زين العابدين ومحمّد بن الحنفية ، كما روى عنه في بحار الأنوار : 45 / 365 .

[3] رجال الكشي : 127 ح 203 وعنه في . المختار الثقفي : 124 .

[4] تأريخ اليعقوبي : 2 / 259 ط بيروت .

[5] المصدر السابق .

[6] العقد الفريد : 5 / 143 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.