2- البيئة الاجتماعية والثقافية  Socio-cultural Environment : 

تؤثر البيئة الاجتماعية والثقافية ليس فقط على سلوك وتصرفات المستهلكين الذين يشكلون السوق بل أيضاً على المديرين الذين يخططون وينفذون برامج التسويق الدولي، وبما أن النجاح في رسم السياسات التسويقية الدولية يعتمد في الدرجة الأولى على تفهم الثقافة، فها هي الثقافة؟ لقد ورد أن مصطلح الثقافة يحمل أكثر من (164) تعريفاً فالبعض يتصورها على أنها الشيء الذي يميز الإنسان عن غيره من الناس، أو أنها نقل المعرفة، أو أنها مجموعة إنجازات تاريخية أنتجتها حياة الإنسان الاجتماعية، ويمكن القول بأن الثقافة هي مجموعة من المعتقدات والقيم التقليدية والتي تنقل، ويشترك فيها أفراد المجتمع من جيل إلى آخر، كما ويمكن تعريف الثقافة بأنها "مجموعة معقدة من القيم والمثاليات والمواقف والرموز ذات الدلالات، والتي تساعد على الاتصال و التفسير والتقييم بصفتهم أفراد في المجتمع ويتقاسمها الأفراد فيما بينهم، وينقلوها للأجيال اللاحقة" والثقافة رمزية المضمون وتشاركية الممارسة ونمطية الشكل الخاص لممارستها. ان عناصر الثقافة وأبعادها هي: Elements of Cutlure: 

- اللغة : لغة الحديث، والكتابة، واللغة الرسمية، واللغة الجماعية.

- الدين: مواضيع الترغيب والترهيب، المعتقدات، أيام العطل، الاحتفالات الدينية.

- القيم والاتجاهات: نمو الوقت، العمل، الثروة، الإنجاز.

- التعليم: الرسمي، المهني، الابتدائي، الثانوي، العالي.

- القانون: العام، الدستوري، الدولي.

- السياسة: الوطنية، القومية، الوحدة، الفكر السياسي.

- الثقافة المادية: المواصلات، الاتصالات، الاختراعات، الطاقة. 

- المؤسسات الاجتماعية : الأقارب، الزواج، الأسرة، الطبقات الاجتماعية.

- الأخلاق والجمال: الألوان، التراث، الموسيقى. 

لا يتأثر سلوك المستهلك بالثقافة العامة للمجتمع الذي يعيش فيه الأفراد فقط، وإنما يتأثر أيضاً بالثقافات الفرعية Sub Culture التي ينتمي إليها الأفراد، فالثقافة الفرعية هي مجموعة من الأفراد - مدربين الثقافة الكلية - يتقاسمون المعتقدات، القيم والعادات، والتي تختلف في بعض جوانبها مما هو عليه المجتمع ككل، فكل واحد منا عضو في ثقافة فرعية، وقد تعتمد هذه الثقافة على أساس العرق، أو الأصل، الدين، الخصائص الطبيعية - الجسمية، مثل لون البشرة، الموقع الجغرافي، ومثال الثقافة الفرعية في الأردن، الأردنيون من أصل شيشانية وشركسية، حيث ما زال هؤلاء يحتفظون جيلاً بعد جيل بالقيم والعادات واللغة الخاصة بهم.

فالديانات السماوية العظمى في العالم هي الإسلام واليهودية والمسيحية لا حدود دولية لها، وبالتالي قد تساهم في التجانس الثقافي بين الدول، كما وأنها تلعب دوراً هاماً في التأثير على الأنماط السلوكية للأفراد والعادات الشرائية ، كما وأن بعض الفرص التعليمية في الدول المتقدمة المتوفرة لأشخاص في الدول النامية قد تساهم أيضاً في إحداث التشابه في العادات والقيم والتقاليد والأذواق بين الدول، فاللغات الأجنبية تستخدم من قبل الطبقات المتعلمة وهي تساهم في التجانس الثقافي، وقد نجد تنوعاً كبيراً في الثقافة وظهور أنماط وعادات وقيم موروثة مختلفة حتى داخل الدولة الواحدة نتيجة لاختلاف اللغات والديانات وأنظمة التعليم وعوامل ثقافية أخرى. 

فاللغة هي عمود الثقافة ، إلا أنه يجب أن ندرك بأن الاتصال لا يأخذ دائماً شكل اللغة، فالسلوك بحد ذاته هو شكل من أشكال الاتصال، بذلك على رجل التسويق أن يفهم ويحلل الدلائل والمعاني من اللغة الصامتة قبل تنفيذ ممارسة الأعمال في الدول الأجنبية ، فالوقت له معاني مختلفة في البلدان فالأمريكي والآسيوي لا يعنيان نفس الشيء حينما يقولون (لماذا لا تأتي في وقت ما؟) ففي الثقافة الأمريكية تأخذ الجملة نبرة رسمية مفادها يجب أن يكون هناك ملاحظة تسبق الزيارة وفي الثقافة الآسيوية فالجملة تعني بالضبط كما قيلت أي نستقبلك في أي وقت وبدون موعد مسبق، وفي كثير من الدول غير الغربية يأخذ الوقت معنى أقل جدية، فالناس لهم متسع كبير من الوقت، ولا يرون أي حاجة للعجلة فتظهر عدم الثقة في المواعيد . 

إن معظم كتاب الإدارة يتفقون على الخصائص الآتية للثقافة :

- خاصية الاكتساب، أي أن الثقافة يمكن تعلمها.

- خاصية المشاركة، أي أن الثقافة ليست فردية .

- خاصية الانتقال من جيل إلى آخر.

- خاصية الرمزية، حيث تعتمد على القدرة الإنسانية في استخدام شيء ما، للدلالة على شيء آخر.

- خاصية التكامل والارتباط، فالتغير في جزء ما يترتب عليه تغيير في جزء آخر، (أي أنها تتغير عبر الزمن).

- الهيكل، البعد البنائي للثقافة.

- التكيف، مقدرة الأفراد على التغير أو قبول التغيير.

إن حضارة الشركة محلية أو عالمية، أو إن ثقافتها تحدد الإطار العام لرسالتها أي خصائصها الفريدة التي تميزها عن غيرها من الشركات سواء محلياً أو دولياً، وكذلك استراتيجياتها، كما أنها تعكس أيضا مجمل سلوك الشركة تجاه أطراف التعامل معها.