أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2015
3231
التاريخ: 11-04-2015
3608
التاريخ: 27/10/2022
2255
التاريخ: 20-10-2015
3267
|
وكان من أعظم ما يصبو إليه الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في حياته الصدقة على الفقراء لإنعاشهم ورفع البؤس عنهم ، وكان ( عليه السّلام ) يحثّ على الصدقة ؛ وذلك لما يترتّب عليها من الأجر الجزيل ، فقد قال : « ما من رجل تصدّق على مسكين مستضعف فدعا له المسكين بشيء في تلك الساعة إلّا استجيب له »[1] .
ونشير إلى بعض ألوان صدقاته وجميل خصاله :
أ - التصدّق بثيابه : كان ( عليه السّلام ) يلبس في الشتاء الخزّ ، فإذا جاء الصيف تصدّق به أو باعه وتصدّق بثمنه ، وكان يلبس في الصيف ثوبين من متاع مصر ويتصدّق بهما إذا جاء الشتاء[2] ، وكان يقول : « إني لأستحي من ربّي أن آكل ثمن ثوب قد عبدت اللّه فيه »[3].
ب - التصدّق بما يحبّ : كان يتصدّق باللوز والسكّر ، فسئل عن ذلك فتلا قوله تعالى : لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[4].
وروي أنّه كان يعجبه العنب ، وكان صائما فقدّمت له جاريته عنقودا من العنب وقت الإفطار ، فجاء سائل فأمر بدفعه إليه ، فبعثت الجارية من اشتراه منه ، وقدّمته إلى الامام ، فطرق سائل آخر الباب ، فأمر ( عليه السّلام ) بدفع العنقود إليه ، فبعثت الجارية من اشتراه منه وقدّمته للإمام ، فطرق سائل ثالث الباب فدفعه الإمام إليه[5].
ج - مقاسمة أمواله : وقاسم الإمام أمواله مرّتين فأخذ قسما له ، وتصدّق بالقسم الآخر على الفقراء والمساكين[6].
د - صدقاته في السرّ : وكان أحبّ شيء عند الإمام ( عليه السّلام ) الصدقة في السر ، لئلّا يعرفه أحد ، وقد أراد أن يربط نفسه ومن يعطيهم من الفقراء برباط الحبّ في اللّه تعالى ، وتوثيقا لصلته بإخوانه الفقراء بالإسلام ، وكان يحثّ على صدقة السرّ ويقول : « إنّها تطفئ غضب الربّ »[7] .
وقد اعتاد الفقراء على صلة لهم في الليل ، فكانوا يقفون على أبوابهم ينتظرونه ، فإذا رأوه تباشروا وقالوا : جاء صاحب الجراب[8].
وكان له ابن عم يأتيه بالليل فيناوله شيئا من الدنانير فيقول له العلوي : إنّ عليّ بن الحسين لا يوصلني ، ويدعو عليه ، فيسمع الإمام ذلك ويغضي عنه ، ولا يعرّفه بنفسه ، ولمّا توفّي ( عليه السّلام ) فقد الصلة ، فعلم أنّ الذي كان يوصله هو الإمام عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) فكان يأتي قبره باكيا ومعتذرا منه[9].
وقال ابن عائشة : سمعت أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صدقة السرّ حتى مات عليّ بن الحسين[10].
وكان ( عليه السّلام ) شديد التكتّم في صلاته وهباته ، فكان إذا ناول أحدا شيئا غطّى وجهه لئلّا يعرفه[11].
وقال الذهبي : إنّه كان كثير الصدقة في السرّ[12].
وكان ( عليه السّلام ) يجعل الطعام الذي يوزّعه على الفقراء في جراب ويحمله على ظهره ، وقد ترك أثرا عليه[13].
ه - ابتغاؤه مرضاة اللّه : ولم يكن الإمام ( عليه السّلام ) يبتغي في برّه وإحسانه إلى الفقراء إلّا وجه اللّه عزّ وجلّ والدار الآخرة ، ولم تكن عطاياه وصدقاته ( عليه السّلام ) مشوبة بأيّ غرض من أغراض الدنيا .
قال الزهري : رأيت عليّ بن الحسين في ليلة باردة وهو يحمل على ظهره دقيقا ، فقلت له : يا بن رسول اللّه ! ما هذا ؟ فأجابه ( عليه السّلام ) : « أريد سفرا ، اعدّ له زادا أحمله إلى موضع حريز » فقال : هذا غلامي يحمله عنك ، فامتنع الإمام من إجابته ، وتضرّع الزهري إليه أن يحمله هو بنفسه عنه ، إلّا ان الإمام أصرّ على ما ذهب إليه ، وقال له : « ولكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري ، ويحسّن ورودي على ما أرد عليه ، أسألك بحق اللّه لمّا مضيت لحاجتك » .
وانصرف الزهري عن الإمام ، وبعد أيام التقى به ، وقد ظنّ أنّه كان على جناح سفر ولم يع مراده فقال له : يا بن رسول اللّه ، لست أرى لذلك السفر الذي تركته أثرا .
فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « يا زهري ، ليس ما ظننت ، ولكنّه الموت وله أستعدّ ، إنّما الاستعداد للموت تجنّب الحرام وبذل الندى في الخير »[14].
[1] وسائل الشيعة : 6 / 296 .
[2] تأريخ دمشق : 36 / 161 .
[3] مناقب آل أبي طالب : 4 / 167 عن حلية الأولياء : 3 / 136 - 140 .
[4] مناقب آل أبي طالب : 4 / 167 .
[5] المحاسن : 2 / 361 طبعة المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وفروع الكافي : 6 / 350 .
[6] مناقب آل أبي طالب : 4 / 167 عن حلية الأولياء : 3 / 140 ، وجمهرة الأولياء : 2 / 71 ، وخلاصة تهذيب الكمال : 231
[7] مناقب آل أبي طالب : 4 / 165 عن الثمالي والثوري ، وفي تذكرة الحفاظ : 1 / 75 واخبار الدول : 110 ونهاية الإرب : 21 / 326 ، وكشف الغمة : 2 / 289 عن مطالب السؤول عن حلية الأولياء . وفي الكشف : 2 / 312 عن الجنابذي عن الثوري عنه ( عليه السّلام ) كان يقول : إنّ الصدقة تطفئ غضب الرب . بدون قيد السّر .
[8] مناقب آل أبي طالب : 4 / 166 .
[9] كشف الغمة : 2 / 319 عن نثر الدرر للآبي .
[10] حلية الأولياء وعنه في مناقب آل أبي طالب : 4 / 166 وكشف الغمة : 2 / 290 عن مطالب السؤول عن الحلية : 4 / 136 وفي البداية والنهاية لابن كثير : 9 / 114 ، وصفة الصفوة : 2 / 54 ، الإتحاف بحب الأشراف : 49 والأغاني : 15 / 326 .
[11] مناقب آل أبي طالب : 4 / 166 عن الباقر ( عليه السّلام )
[12] تذكرة الحفّاظ : 1 / 75 .
[13] تأريخ اليعقوبي : 2 / 303 ط بيروت .
[14] علل الشرائع : 1 / 27 وعنه في بحار الأنوار : 46 / 65 - 66 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|