المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



صدقات الامام زين العابدين ( عليه السّلام )  
  
2575   03:55 مساءً   التاريخ: 1/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص30-33
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

وكان من أعظم ما يصبو إليه الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في حياته الصدقة على الفقراء لإنعاشهم ورفع البؤس عنهم ، وكان ( عليه السّلام ) يحثّ على الصدقة ؛ وذلك لما يترتّب عليها من الأجر الجزيل ، فقد قال : « ما من رجل تصدّق على مسكين مستضعف فدعا له المسكين بشيء في تلك الساعة إلّا استجيب له »[1]  .

ونشير إلى بعض ألوان صدقاته وجميل خصاله :

أ - التصدّق بثيابه : كان ( عليه السّلام ) يلبس في الشتاء الخزّ ، فإذا جاء الصيف تصدّق به أو باعه وتصدّق بثمنه ، وكان يلبس في الصيف ثوبين من متاع مصر ويتصدّق بهما إذا جاء الشتاء[2] ، وكان يقول : « إني لأستحي من ربّي أن آكل ثمن ثوب قد عبدت اللّه فيه »[3].

ب - التصدّق بما يحبّ : كان يتصدّق باللوز والسكّر ، فسئل عن ذلك فتلا قوله تعالى : لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[4].

وروي أنّه كان يعجبه العنب ، وكان صائما فقدّمت له جاريته عنقودا من العنب وقت الإفطار ، فجاء سائل فأمر بدفعه إليه ، فبعثت الجارية من اشتراه منه ، وقدّمته إلى الامام ، فطرق سائل آخر الباب ، فأمر ( عليه السّلام ) بدفع العنقود إليه ، فبعثت الجارية من اشتراه منه وقدّمته للإمام ، فطرق سائل ثالث الباب فدفعه الإمام إليه[5].

ج - مقاسمة أمواله : وقاسم الإمام أمواله مرّتين فأخذ قسما له ، وتصدّق بالقسم الآخر على الفقراء والمساكين[6].

د - صدقاته في السرّ : وكان أحبّ شيء عند الإمام ( عليه السّلام ) الصدقة في السر ، لئلّا يعرفه أحد ، وقد أراد أن يربط نفسه ومن يعطيهم من الفقراء برباط الحبّ في اللّه تعالى ، وتوثيقا لصلته بإخوانه الفقراء بالإسلام ، وكان يحثّ على صدقة السرّ ويقول : « إنّها تطفئ غضب الربّ »[7] .

وقد اعتاد الفقراء على صلة لهم في الليل ، فكانوا يقفون على أبوابهم ينتظرونه ، فإذا رأوه تباشروا وقالوا : جاء صاحب الجراب[8].

وكان له ابن عم يأتيه بالليل فيناوله شيئا من الدنانير فيقول له العلوي : إنّ عليّ بن الحسين لا يوصلني ، ويدعو عليه ، فيسمع الإمام ذلك ويغضي عنه ، ولا يعرّفه بنفسه ، ولمّا توفّي ( عليه السّلام ) فقد الصلة ، فعلم أنّ الذي كان يوصله هو الإمام عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) فكان يأتي قبره باكيا ومعتذرا منه[9].

وقال ابن عائشة : سمعت أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صدقة السرّ حتى مات عليّ بن الحسين[10].

وكان ( عليه السّلام ) شديد التكتّم في صلاته وهباته ، فكان إذا ناول أحدا شيئا غطّى وجهه لئلّا يعرفه[11].

وقال الذهبي : إنّه كان كثير الصدقة في السرّ[12].

وكان ( عليه السّلام ) يجعل الطعام الذي يوزّعه على الفقراء في جراب ويحمله على ظهره ، وقد ترك أثرا عليه[13].

ه - ابتغاؤه مرضاة اللّه : ولم يكن الإمام ( عليه السّلام ) يبتغي في برّه وإحسانه إلى الفقراء إلّا وجه اللّه عزّ وجلّ والدار الآخرة ، ولم تكن عطاياه وصدقاته ( عليه السّلام ) مشوبة بأيّ غرض من أغراض الدنيا .

قال الزهري : رأيت عليّ بن الحسين في ليلة باردة وهو يحمل على ظهره دقيقا ، فقلت له : يا بن رسول اللّه ! ما هذا ؟ فأجابه ( عليه السّلام ) : « أريد سفرا ، اعدّ له زادا أحمله إلى موضع حريز » فقال : هذا غلامي يحمله عنك ، فامتنع الإمام من إجابته ، وتضرّع الزهري إليه أن يحمله هو بنفسه عنه ، إلّا ان الإمام أصرّ على ما ذهب إليه ، وقال له : « ولكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري ، ويحسّن ورودي على ما أرد عليه ، أسألك بحق اللّه لمّا مضيت لحاجتك » .

وانصرف الزهري عن الإمام ، وبعد أيام التقى به ، وقد ظنّ أنّه كان على جناح سفر ولم يع مراده فقال له : يا بن رسول اللّه ، لست أرى لذلك السفر الذي تركته أثرا .

فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « يا زهري ، ليس ما ظننت ، ولكنّه الموت وله أستعدّ ، إنّما الاستعداد للموت تجنّب الحرام وبذل الندى في الخير »[14].

 

[1] وسائل الشيعة : 6 / 296 .

[2] تأريخ دمشق : 36 / 161 .

[3] مناقب آل أبي طالب : 4 / 167 عن حلية الأولياء : 3 / 136 - 140 .

[4] مناقب آل أبي طالب : 4 / 167 .

[5] المحاسن : 2 / 361 طبعة المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وفروع الكافي : 6 / 350 .

[6] مناقب آل أبي طالب : 4 / 167 عن حلية الأولياء : 3 / 140 ، وجمهرة الأولياء : 2 / 71 ، وخلاصة تهذيب الكمال : 231

[7] مناقب آل أبي طالب : 4 / 165 عن الثمالي والثوري ، وفي تذكرة الحفاظ : 1 / 75 واخبار الدول : 110 ونهاية الإرب : 21 / 326 ، وكشف الغمة : 2 / 289 عن مطالب السؤول عن حلية الأولياء . وفي الكشف : 2 / 312 عن الجنابذي عن الثوري عنه ( عليه السّلام ) كان يقول : إنّ الصدقة تطفئ غضب الرب . بدون قيد السّر .

[8] مناقب آل أبي طالب : 4 / 166 .

[9] كشف الغمة : 2 / 319 عن نثر الدرر للآبي .

[10] حلية الأولياء وعنه في مناقب آل أبي طالب : 4 / 166 وكشف الغمة : 2 / 290 عن مطالب السؤول عن الحلية : 4 / 136 وفي البداية والنهاية لابن كثير : 9 / 114 ، وصفة الصفوة : 2 / 54 ، الإتحاف بحب الأشراف : 49 والأغاني : 15 / 326 .

[11] مناقب آل أبي طالب : 4 / 166 عن الباقر ( عليه السّلام )

[12] تذكرة الحفّاظ : 1 / 75 .

[13] تأريخ اليعقوبي : 2 / 303 ط بيروت .

[14] علل الشرائع : 1 / 27 وعنه في بحار الأنوار : 46 / 65 - 66 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.