أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-02-2015
2445
التاريخ: 2024-09-01
326
التاريخ: 2024-09-27
269
التاريخ: 2024-10-04
283
|
هناك تفاسير اتخذت طريقة الإيجاز في تفسير القرآن وتبيين معانيه ، ابتعدت عن طريقة التفصيل الـتـي مـشـى عـليها أكثر المفسرين الكبار ، محاولين بذلك الى تقريب معاني القرآن الى الأذهان في خـطـوات سـريـعة ومتقاربة ، والأكثر أن يكون ذلك خدمة للناشئة من طلبة العلوم الدينية ، ومن قاربهم من ذوي الثقافات العامة .
1ـ وممن حاز قصب السبق في هذا المضمار ، هو (السيد عبداللّه شُبَّر) في تفسيره الوجيز الذي قـدمـه لـلملأ من المسلمين خدمة موفقة الى حد بعيد ، فهو على وجازته يحتوي على نكات ودقائق تـفسيرية رائقة ، مما قد يفوت بعض التفاسير الضخام فانه لا يفوته أن يكشف لنا عن كثير من النكات الـلـفظية والبيانية والمعنوية ، مع الخوض أحياناً في المعاني اللغوية والمسائل النحوية ، كل هذا ـ كما قال الأستاذ الذهبي ـ في أسلوب ممتع لا يمل قارئه من تعقيد ولا يسأم من طول (1) .
وقـد حرص المؤلف على أن يكون جل اعتماده على ما ورد من التفسير عن أئمة أهل البيت (عليه السلام) وإن كان لا يعزو كل قول الى قائله في الغالب ، كما حرص على أن ينصر المذهب ويدافع عنه سواء في ذلك ما يتعلق بأصول المذهب أم بفروعه وهو بعد ذلك يشرح الآيات التي لها صلة بمسائل علم الكلام شـرحـاً يـتفق مع مذهب أهل العدل ، او الظاهر المتفق عليه لدى أهل الحديث ، ثم لا يفوت المؤلف في تـفسيره هذا ان يشير الى بعض مشكلات القرآن التي ترد على ظاهر النظم الكريم ، ويجيب عنها إجابة سليمة عن تكلف أهل البدع . ولا غرو فانه الأديب البارع والفقيه المحدث الجامع .
ولقد وصف المؤلف تفسيره هذا ، وبين مسلكه فيه ، جاء في مقدمته :
"هـذه كلمات شريفة ، وتحقيقات منيفة ، وبيانات شافية ، وإشارات وافية ، تتعلق ببعض مشكلات الآيات الـقرآنية ، وغرائب الفقرات الفرقانية ، ونتحرى غالباً ما ورد عن خزان أسرار الوحي والـتـنـزيل ، ومعادن جواهر العلم والتأويل ، الذين نزل في بيوتهم جبرائيل ، بأوجز إشارة وألطف عبارة ، وفيما يتعلق بالألفاظ والأغراض والنكات البيانية ، تفسير وجيز فإنه ألطف التفاسير بياناً ، وأحسنها تبياناً ، مع وجازة اللفظ وكثرة المعنى"(2) .
ولقد وفى المؤلف بما وعد ، فقد أسند جواهر تفسيره وجيد آرائه الى معينه الأصل من علوم ائمة أهل البيت (عليه السلام) كما أوجز وأوفى في البيان وإبداء النكت والظرائف في عبارات سهلة قريبة وافية .
قـال الأسـتاذ حامد حفني (أستاذ كرسي الأدب في كلية الألسن العليا بالقاهرة) في مقدمة التفسير الـمـطـبـوع بـالـقاهرة : (و العالم بهذا الفن يدرك لأول وهلة دقة المفسر وإمساكه بخطام هذه الـصناعة ، وجمعه لأدوات المفسر ولعلك وأنت تقرأ تفسير الفاتحة في تفسيره هنا وتوازن ذلك بـمـا جاء في (تفسير الجلالين) تقف بنفسك على قدرات المفسر ، ولا سيما في الأصول اللغوية ، حين يرد لفظ الجلالة (اللّه) الى أصله اللغوي ، وحين يفرق في حصافة منقطعة النظير بين معنى اسـمـه تـعالى (الرحمان ) واسمه تعالى (الرحيم) . وحين لا يكتفي بالفروق اللغوية ، فيزيدك ايـضـاحاً بما حفظه من نصوص وأدعية مرفوعة الى ائمة أهل البيت النبوي (عليه السلام) . وهو في ذلك كله سـهـل الجانب ، معتدل العبارة ، يسوقها في حماس العالم ، وليس في ثورة المتعصب كما لا ينسى وهو يـفـسر أن يشرح الآية بيات أخرى ، وأن يذكر سبب النزول كلما دعا الامر الى ذلك ، وكان عونا له على توضيح المعنى المطلوب من الآية ، وهكذا نلحظ هذا الصنيع في سائر عبارات هذا التفسير الجليل (3) .
هـذا ، وقد أتم المؤلف تفسيره هذا ـ كما قال في خاتمته ـ في جُمادَى الأولى سنة تسع وثلاثين ومائتين بعد الالف من الهجرة (1239هـ) وقد طبع عدة طبعات ، ولايزال ...
2- التسهيل لعلوم التنزيل ، لأبي القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن جُزى الكلبي الغرناطي توفي سنة (741هـ) . كان من مشاهير العلماء بغرناطة عاكفاً على العلم والاشتغال بالنظر والتحقيق والتدوين ، وقد ألف في فنون من علوم القرآن والفقه والحديث والتفسير . كان المؤلف ممن يرغب في الجهاد ، فقتل شهيداً في معركة " طريف " بالقرب من " جبل طارق " .
وتفسيره هذا موجز شامل لتفسير القرآن كله ، مع إيضاح المشكلات وبيان المجملات وشرح الأقوال والآراء بصورة موجزة وافيه . قال في المقدمة :
" وصنف هذا الكتاب في تفسير القرآن العظيم ، وسائر ما يتعلق به من العلوم ، وسلكت مسلكاً نافعاً ؛ إذ جعلته وجيزاً جامعاً ، قصدت به أربعة مقاصد ، تتضمن أربعة فوائد : 1- جمع كثير من العلم في كتاب صغير الحجم . 2- ذكر نكت عجيبة وفوائد غريبة .3- إيضاح المشكلات ، وبيان المجملات . 4- تحقيق أقوال المفسرين ، وتمييز الراجح من المرجوح " (4) .
وجـعل المؤلف لتفسيره مقدمة وجيزة ذكر فيها ما يتعلق بشؤون القرآن وعلومه الشيء الوفير ، وحـقـق فيها مسائل كثيرة نافعة ، جعلها في اثني عشر باباً ، وهي أشبه بمقدمة (المحرر الوجيز) لابن عطية ، ولعلها مأخوذة منها فإن المؤلف اعتمد في تفسيره هذا الوجيز على تفسير ابن عطية ، والـكـشاف للزمخشري ، وغيرهما من تفاسير أدبية ولغوية كانت معروفة آنذاك ، و على أي تقدير فهو تفسير لطيف وجامع كامل في بابه وقد طبع عدة طبعات .
3ـ تـفـسير الجلالين ، اشترك في تأليف هذا التفسير ، جلال الدين المحلي ، وجلال الدين السيوطي فـقـد ابـتـدأ جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي ـ المتوفى سنة (864هـ) وكان علامة عـصـره ـ في تفسير القرآن من أول سورة الكهف الى آخر القرآن ، ثم شرع في تفسير الفاتحة ، وبعد أن أتمها اخترمته المنية فلم يفسر ما بعدها . فجاء جلال الدين السيوطي المتوفى (911هـ) فأكمل الـتفسير ، فابتدأ بتفسير البقرة وأنتهى عند آخر سورة الاسراء ، ووضع تفسير الفاتحة في آخر تـفـسـيـر الجلال المحلي لتكون ملحقة به . وقد نهج السيوطي في التفسير منهج المحلي ، من إيجاز المطالب ، وذكر ما يفهم من كلام اللّه تعالى ، والاعتماد على أرجح الأقوال ، وإعراب ما يحتاج اليه ، والـتـنبيه على القراءات المختلفة المشهورة ، على وجه لطيف ، وتعبير وجيز ، بحيث لا يكاد قارئ تـفـسـير الجلالين يلمس فرقاً بيناً بين طريقة الشيخين فيما فسراه ، اللهم في مواضع قليلة لا تبلغ العشرة .
والتفسير قيم في بابه ، وحظى بكثرة الانتشار ورواجه بين رواد العلم ، وقد طبع مرارا وطار صيته .
4ـ صفوة التفاسير ، تأليف الأستاذ محمد علي الصابوني ، من أساتذة كلية الشريعة بمكة المكرمة. كان لـه نـشـاط فـي علوم القرآن والتفسير ، ومن ثم قام بتأليف عدة كتب في التفسير وعلوم القرآن ، أكـثـرهـا مختصرات ، كمختصر تفسير ابن كثير ، ومختصر تفسير الطبري ، والتبيان في علوم الـقرآن ، وروائع البيان في تفسير آيات الاحكام ، وقبس من نور القرآن ، وصفوة التفاسير ، وهو الكتاب الذي نحن بصدده .
وهـو تـفـسـيـر مـوجز ، شامل جامع بين المأثور والمعقول ، مستمد من أوثق التفاسير المعروفة كـالطبري والكشاف وابن كثير والبحر المحيط وروح المعاني ، في أسلوب ميسر سهل التناول ، مـع الـعناية بالوجوه البيانية واللغوية قال في المقدمة : " وقد أسميت كتابي (صفوة التفاسير) ، وذلك لأنه جامع لعيون ما في التفاسير الكبيرة المفصلة ، مع الاختصار والترتيب ، والوضوح والبيان " .
فـهـو تـفـسير توسط فيه المؤلف في مسلكه العلمي ، ليسهل فهمه على طلبة العلم بأسلوب سهل وعـبـارات مـيـسـرة ، وإيضاحات جيدة في بيان تحليلي تربوي قريب التناول طبع الكتاب في ثلاث مجلدات ، وكان تاريخ التأليف سنة (1400هـ).
5ـ الـوجـيز في تفسير القرآن العزيز، تأليف الاستاذ محمد علي دخيل ، من ذوي النشاطات الدينية الحريصة على الاسلام والدفاع عنه ، الى جنب تربية النشأ الجديد تربية اسلامية عريقة ، ومن ثم كـانـت تـآليفه تدور حول هذا المحور ، مثل : ثواب الاعمال وعقابها ، علي في القرآن ، دراسات في القرآن الكريم ، قصص القرآن الكريم ، المصحف المفسر ، الوجيز ـ الذي هو مورد دراستناـ فقد تم تآليفه سنة (1405هـ) ، وطبع سنة (1406هـ ) ، في مجلد واحد كبير ، في (829) صفحة .
وهـو تـفسير موجز شامل ، يغلب عليه اللون التربوي التحليلي ، متناسباً مع مستوى الجيل الحاضر الـتـزم فيه بنص الطبرسي في مجمع البيان مع مراعاة الاختصار. يبين فيه مجمل المعنى من دون أن يـتوسع فيه او يتعرض للأدب والبلاغة ، وانما يذكر اللغة والتفسير الموجز ، مع ذكر الأحاديث الـواردة ، عـن النبي او أحد الائمة (عليهم السلام) بحذف الاسناد ، احياناً ، كما يتعرض لمواضع الاستدلال في الـمـذهـب الامـامـي في ظرافة وايفاء . وقد ألحق بآخره بحثاً حول العقائد والأخلاق والقصص ، كدراسات موضوعية في التفسير ، كما تعرض في الختام لجانب من التفسير العلمي لآيات متناسبة في ذلـك ومـن ثـم فهو تفسير جامع في وضعه ، وشاف كاف لابنا الجيل الحاضر ، لمن اراد الايجاز والاختصار.
6ـ تـقـريـب الـقرآن الى الاذهان ، تفسير مزجي لطيف ، شرح معاني الآيات على طريقة المزج بين الاصـل والشرح ، مع بيان اللغة واسباب النزول لدى الحاجة ، وتعرض لمسائل الفقه والكلام عند المناسبة بصورة موجزة يقع في ثلاثين جزء حسب تجزئة القرآن ، وكان تأليفه سنة (1383هـ) وتم طبعه سنة (1400هـ).
تأليف الفقيه العلامة السيد محمد الشيرازي ، من أعلام النهضة الاسلامية المعاصرة ، صاحب بحوث ودراسـات اسـلامـيـة مـوسـعـة ، وفي متنوع جوانبها. وله حول القرآن كتابات غير هذا ، منها : (تسهيل القرآن ) في عشرة اجزاء ، و(توضيح القرآن) في ثلاثة اجزاء ، و(تبيين
القرآن ) ، و(الجنة والنار في القرآن ) ، لم تخرج الى عالم الطباعة .
7ـ الـنـهـر الماد من البحر المحيط ، تفسير أدبي ، ونحوي لغوي ، تأليف أبي حيان محمد بن يوسف الانـدلسي الغرناطي ، المتوفى سنة (745هـ) اختصره من تفسيره الكبير (البحر المحيط) وطـبـع عـلـى هامشه ، وهو تفسير لطيف حوى النكات الأدبية الرائعة التي كان أودعها في تفسيره الكبير ، وحذف منه الأبحاث الجدلية المسهبة ، ولخصها في هذا التفسير قال في المقدمة : لما صنفت كـتـابـي الـكبير المسمى بـ (البحر المحيط) ، عجز عن قطعه لطوله السابح . فأجريت منه نهراً تـجـري عـيـونه ، وتلتقي بأبكاره فيه عيونه ، لينشط الكسلان في إجتلاء جماله ، ويرتوي الظمآن بارتشاف زلاله. وربما نشاء في هذا النهر مما لم يكن في البحر ، وذلك لتجدد نظر المستخرج للئاليه ، المبتهج بالفكرة في معانيه ومعاليه وما أخليته من أكثر ما تضمنه البحر من نقوده ، بل اقتصرت على يـواقـيـت عـقـوده ، ونـكـبت فيه عن ذكر ما في البحر من أقوال اضطربت بها لججه ، وإعراب متكلف تقاصرت عنه حججه (5) .
وهناك مختصر آخر للبحر المحيط لتاج الدين الحنفي النحوي تلميذ أبي حيان ، سماه (الدر اللقيط من البحر المحيط) مطبوع بالهامش ايضاً.
_______________________
1- راجع : التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص187 .
2- تفسير شبر ، ص38 .
3- تفسير شبر ، مقدمة الدكتور حامد حفني داود .
4- التسهيل لعلوم التنزيل (المقدمة) ، ج1 ، ص3 .
5- النهر الماد (المقدمة) ، بهامش البحر المحيط ، ج1 ، ص4-10 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|