تأثير استعمالات الأراضي

لعل من خصوصيات اهتمام الجغرافي ، دراسة أساس استخدام الأرض Land - Use Concept ، ودراسة الجوانب المرئية من المكان، والاستخدامات المقامة عليه، ثم المظهر العام للاندسكيب ، ويشير تعريف " ويرلي" Webberley للريف إلى الاستخدامات الأوسع للأرض ، وإلى انخفاض عائد العمل ورأس المال إلى الوحدة المساحية إذا ما قورن ذلك بالاستخدام المكثف حيث يرتفع مستوى العائد، وفي هذا الصدد ، صنف " ويرلي" الأراضي التي تستخدم بشكل أولى في الزراعة والغابات مع ما يرتبط بها من مستوطنات ريفية، بالريف في مقابل المناطق التي تسود فيها الاستخدامات السكنية والصناعات التحويلية والمشاريع التجارية.

وفي هذه النطاقات تظهر مجموعة من السمات يرتبط بعضها بنمط استخدام الأرض وبعضها الآخر بالبناء الاجتماعي ، فبالنسبة لاستخدام الأرض يمكن تحديد الملامح التالية:

أ- أن هذه الاستخدامات تشكل نوعا من الاستخدام الريف - حضري ولكنها إلى الريف أكثر ميلا.

ب- تظهر بهذا النطاق وبشكل خاص ، استخدامات الأرض الترفيهية مثل المنتزهات العامة، والملاعب ، وميادين الجولف ، وأماكن ركوب الخيل ، ومواضع قضاء الإجازات.

ت- أن هذه النطاقات تمثل مرحلة من الكثافة السكنية المنخفضة على حافة المنطقة الحضرية.

ث- تتسم هذه النطاقات بوجود العديد من الاستخدامات الحكومية التي تتطلب مساحات واسعة مثل : المطارات ، المصحات ، المستشفيات ، الخزانات ، المقابر.

ج- تتسم بوجود استخدامات الأرض غير المرغوب فيها داخل المدن مثل : أعمال الصرف الصحي، المذابح ، مستودعات البترول ، مقالب القمامة.

ح- تنتشر بها أعمال المحاجر، وخاصة الرمال والزلط المستخدم في التوسع العمراني المجاور.

د- تضم المراكز التجارية العملاقة تلك التي لا تتطلب مساحات أرضية تجارية فقط ، ولكن مساحات كبرى لانتظار السيارات.

ذ- أما عن الخصائص الاجتماعية لقطاعات الهامشية ، فهي ليست مرئية كما هو الحال في جانب استخدام الأرض ، ولكن المسوح الاجتماعية قد أفرزت الملامح التالية:

- تتسم هذه النطاقات بكثافة سكانية منخفضة أو معتدلة و بتحركات العالية للسكان.

- أن القرى شبه الحضرية تحتوي على خليط من السكان الأصليين والقادمون الجدد.

ومما سبق يتبين أن استعمالات الأراضي تعكس العيد من الاعتبارات التي توضح المشكلات العمرانية في المدن، وكذلك الإمكانات والاتجاهات العريضة للتنمية العمرانية للحضر ومنها:

- أنها تعكس الدور الإقليمي لكل من هذه التجمعات.

- وضح الجوانب الطبيعية والتأثير الجغرافي والبيئي (مورفولوجية المدينة ).

- تفسر الهيكل الاقتصادي لكل مدينة (القاعدة الاقتصادية).

- تعكس الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية والإدارية.

- توضح مدى توافر شبكات البنية الأساسية والمرافق ومحاور الحركة.

- الخلفية التاريخية وتأثيرها في استعمالات الأراضي.

ومن العوامل التي تحكم توطن استعمالات الأراضي الحضرية ما يلي:

- محاور الطرق الرئيسية وخاصة الطرق الإقليمية والسكك الحديدية، والموقع والظروف الطبيعية والبيئية والمجاري المائية.

- الارتباطات الإقليمية والتي تحكم بصورة أساسية في توطن الأنشطة الخدمية خاصة الإقليمية منها وكذلك الأنشطة الصناعية، عناصر الجذب السياحي بالمدن وخاصة المدن ذات البعد التاريخي أو الأثري.

- شبكات المرافق الأساسية وهي تعتبر في نطاق محدود من العوامل التي تؤثر بصورة أساسية على توطن الأنشطة الصناعية والإنتاجية.

- القرارات السياسية والجوانب الإدارية وخاصة بالنسبة للمشروعات الصناعية الكبيرة والخدمات الإقليمية ذات المستوى العالي .