الهجرة : لعب هذا العامل في النمو الحضري دورا كبيرا في أغلب أقطار العالم وتعني انتقال الإنسان من مكان لآخر نتيجة جملة من العوامل المؤثرة في حياة السكان تدفعهم إلى تغيير محل إقامتهم وتعزى أغلبها إلى العوامل الطاردة من الريف والمدن الصغيرة وإلى العوامل الجاذبة في المدينة.

والهجرة أما أن تكون عبر الحدود السياسية وتسمى بالهجرة الخارجية أو بين المدن والريف من جهة وبين مدينة ومدينة أخرى داخل البلد الواحد من جهة أخرى فتسمى بالهجرة الداخلية، وتعد الأخيرة من أكثر أنواع الهجرات المؤثرة في نمو المدن وتوسعها.

أما أكبر الآثار الناجمة عن الهجرة فتتمثل بزيادة حجم السكان وتعزيز التحضر والنمو الحضري في المدينة المهاجر إليها وهذا واضح في أغلب المدن الكبرى لما لها من إمكانيات اقتصادية واجتماعية وما يتحقق من ارتفاع في مستوى المعيشة ومستوى الخدمات له الأثر الكبير في تشجيع الهجرة إليها من المدن الأخرى أو الريف.

وعموماً فالزيادة الطبيعية تشكل العامل الرئيس للنمو السكاني في البلاد العربية أكثر ما تكون بسبب الهجرة الداخلية على عكس الدول الأوربية التي لعبت فيها الهجرة دورا مؤثرا في النمو الحضري. ولكن بسبب كون معدلات التحضر في بعض المدن الرئيسة في الدول

العربية أعلى من معدل الزيادة الطبيعية للدولة ككل، فالهجرة تلعب دورا أساسيا في ارتفاع معدلات النمو الحضري وهذا واضح في حالة بيروت، دمشق وعمان وبغداد من خلال مقارنة معدل التحضر فيها البالغ 9.7، 4.7، 5.6، 6.1 مقارنة بمعدلات الزيادة الطبيعية لدولها والبالغة على التوالي 2، 3.2، 3.3، 3.3 خلال عقد التسعينيات.

ومن ثم التالي فإن زيادة سكان المدن سواء بسبب الزيادة الطبيعية أو من جراء الهجرة ستؤدي إلى قيام السكان بالبحث عن مناطق جديدة في المدينة بدل القديمة ولاسيما في أطرافها أو في مركزها مما يسبب مشاكل بيئية جسيمة تعجز الأجهزة عن تفاديها.