المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



أهداف الزواج  
  
2670   02:06 صباحاً   التاريخ: 14/9/2022
المؤلف : حبيب الله طاهري
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة وطرق حلها
الجزء والصفحة : ص43ــ48
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-18 765
التاريخ: 14-1-2016 1846
التاريخ: 14-1-2016 2074
التاريخ: 2023-07-24 1243

إن من أهداف الزواج بناء الأسرة التي تتكون بعد ارتباط شخصين برباط مقدس هو الزواج والحصول على الأولاد مكمل لذلك. والزواج في الفكر الإلهي علاقة مقدسة ورباط متين وحسب التعبير القرآني فهو ميثاق غليظ، قال تعالى :

{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21].

وهذا الميثاق الغليظ تنطوي تحته العلاقة العاطفية والمعنوية بين الشخصين وليست العلاقة الجنسية فقط، فيمكن لطرفي الزواج أن يكونا هادفين لتحقيق المقاصد السامية لهذا الرباط المقدس، ويمكن أن يكونا هادفين لتحقيق أغراض وضيعة ومقاصد غير ذات قيمة وأهداف حيوانية. 

إن ما يدعو له الإسلام أن يقدم المرء على الزواج وبالتالي تشكيل الأسرة لأهداف سامية في طليعتها رضى الله تبارك وتعالى وليس لأهداف هابطة وحيوانية، لذا سنتناول في هذا البحث الأهداف السامية والأهداف الهابطة الحيوانية ليطلع الشباب المسلم كي يقبلوا على الزواج تحقيقاً للأهداف السامية. 

أـ الأهداف السامية للزواج (1). 

١- الاستجابة لنداء الفطرة:

في الحقيقة أن الزواج هو الجواب الصحيح والشرعي لنداء الفطرة والغريزة التي أودعها الله سبحانه وتعالى وهو بهذا وذاك يأتي تحقيقاً للطمأنينة والسكن الذي عبر عنه القرآن الكريم، واستمرار النسل البشري حيث أن الغريزة الجنسية تنمو مع نمو الجسم ولا بد للإذعان لها عند بلوغ الجسم، فالزواج المشروع في الواقع هو جواب مقبول من قبل لله تعالى لهذا النداء وهذه الدعوة، ويبقى غرض الزواج ودافعه لدى الإنسان مستمراً حتى مع تقادمه في العمر.

٢- الاستجابة للسنة النبوية:

إن الزواج في الإسلام وظيفة مقدسة لأنها كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني»(2).

٣ - الوقاية من المخاطر:

يأتي الزواج عاملاً للابتعاد عن الخطر وسبباً حافظاً لسلامة الجسم والروح وترك ذلك لا يخلو من أمراض جسمية وروحية إذ أن الإعراض عن الزواج سيسبب عوارض كثيرة في حياة الإنسان محصلتها الخروج من حالة التوازن الطبيعي.

٤- المحافظة على العفة:

حيث أن الزواج من العوامل المهمة لإنقاذ الشاب من الانحرافات والسلوكيات الشائنة لأنه يقيد أهواء الإنسان ويصون جوارحه من ارتكاب المعاصي، لأن الإنسان يستطيع أن يلبي ضغوط غريزته الجنسية من خلال الاتصال بزوجه، ومن هنا يقول الرسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): من تزوج فقد أحرز نصف دينه(3).

٥- الحصول على الهدوء والسكينة:

يكسب الزواج روح الشاب هدوءا وسكينة ويجعل أعماقه المضطربة تخلد إلى الطمأنينة، وهذا هو عين السعادة التي يحيا الإنسان في ظلها وهو في طريقه لتحقيق أهدافه السامية التي يصبو إليها.

لقد اعتبر القرآن الكريم المرأة سكنا للرجل حيث يقول : {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189].

وفي مكان آخر يقول :

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

6ـ المودة والحب:

إن الإنسان بحاجة إلى السكن والطمأنينة وهما يتوفران من خلال المودة والحب اللذين يوفران له فرصة ابعاد الهموم والمعاناة والأزمات التي تعصف به خلال فترات حياته المختلفة.

فالإنسان وفي أي مرحلة من مراحل عمره بحاجة إلى محبة الآخرين له، تلك المحبة الصادقة والخالصة وهذا الطموح يشكل جانبا من الشخصية الإنسانية وهو ما يعتبر من خصائص الزواج الذي يلبي هذا التطلع لأن حب الزوج والزوجة لبعضهما البعض حب خالص وغالباً ما يكون دون مطامع وطموحات فقد ورد في الآية 21 من سورة الروم: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

٧- الوصول إلى الكمال:

مما لا شك فيه أن الزواج يقود إلى التكامل المادي والمعنوي حيث يحس كل من الرجل والمرأة أنه أصبح انساناً كاملاً في ظل الزواج، حيث إن البنت تكون قد دخلت المرحلة التي تؤهلها للقيام بدور الأم وكذا الشاب الذي يصبح رجلا بعد الزواج فإنه يكون مؤهلا لدور الأبوة، وهذا يتحقق من خلال الزواج الذي يشعر في ظله كل من الزوج والزوجة بالطمأنينة والاقتراب من الله عز وجل، وأما إذا كان الزواج ذا أهداف مادية وحيوانية فستصاحبه منذ الأيام الأولى المشاكل والهموم مما يؤدي إلى أن يكون هذا الزواج مدعاة للشقاء .

تكثير النسل:

ومن الأهداف الأساسية للزواج الحصول على الولد وبالتالي حفظ النسل البشري، وقد وردت تأكيدات على اختيار المرأة الولود في الزواج والامتناع عن الزواج بالمرأة العقيم(4).

قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم):

(تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غدا في القيامة حتى أن السقط يجيء محبنطيا على باب الجنة فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: لا حتى يدخل أبواي الجنة قبلي)(5).

ب - الأهداف المادية والحيوانية:

١- ارضاء الذوق والرغبة وهذا أمر لا تحمد عقباه.

٢- الاهتمام بالجانب الجنسي بالشكل الذي يسوق المرء إلى المستوى الحيواني.

٣- الحصول على المال والثروة والجمال(6).

٤- اتخاذ المرأة للعمل في شؤون الزراعة أو الصناعة.

٥- التفاخر والتظاهر وطلب الجاه خاصة إذا كانت الزوجة من طبقة مرفهة.

٦- التخلص من تبعات الشؤون الحياتية وهمومها ووضع ذلك على عاتق الزوج وهو نوع من الاستغلال.

٧- العطف على شخص دون أن تكون هناك رابطة قلبية وغالباً ما يكون مثل هذا الزواج فاشلا.

٨- التغرير بشخص ما لتحقيق رغبات خاصة وفي هذه الحال سيكون الله تبارك وتعالى له بالمرصاد. وغير ذلك من الأهداف التي يجب الابتعاد عنها لأن المرء مكلف بأن يأخذ بنظر الاعتبار الله تبارك وتعالى في جميع الأمور وأن تكون نيته خالصة لوجهه الكريم والزواج من الأمور التي يقوم بها المرء قربة إلى الله تعالى، وإذا كان مثل هذا الزواج ذانية إلهية فسيكون عامل خير وبركة ويسهل عز وجل مثل هذا الزواج ويجعله مباركا ميمونا تكلله السعادة.

إن التركيز على الزواج من امرأة ذات شأن وجاه هو في الواقع نوع من سوء الظن بالله تعالى والشرك به لأن الزواج في هذه الحالة يتعلق بفرد يمتلك العزة والجاه هو غير الله تعالى، وهذا ما يؤاخذ الله تبارك وتعالى الإنسان عليه، وقد وردت الأحاديث في السنة النبوية مؤكدة على الابتعاد عن الأهداف التي سرعان ما تزول حيث ورد في الرواية: عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو كمالها وكل إلى ذلك، وإذا تزوجها لدينها رزقه الله المال والجمال(7).

_____________________________________

(١) راجع كتاب نظام حياة لأسرة – للدكتور علي قائمي - ص ٥٥ .

(٢) المستدرك - ج ٢- ص ٥٣١.

(3) وسائل الشيعة - ج ١٤ - ص ١٥.

(4) وسائل الشيعة -ج ١٤ باب ١٥ و ١٦ من أبواب مقدمات النكاح - ص ٣٢.

(5) وسائل الشيعة - ج١٤- ص٣.

(6) وسائل الشيعة -ج ١٤- باب ١٤ من أبواب مقدمات النكاح - ص ٣٠.

(7) المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.