المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أهمية العهود ومفاسد نقضها  
  
1444   01:38 صباحاً   التاريخ: 12/9/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص127 ـ 129
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2016 19115
التاريخ: 22-11-2016 2778
التاريخ: 12/9/2022 1445
التاريخ: 12/9/2022 1168

إن من مسؤوليات الإنسان الخطيرة في الحياة حفظ العهود التي يلتزم العمل بها. وهو يحس بقبح نقضها وحسن الوفاء بها في جميع الأمور الفردية والإجتماعية من أي دين كان أو لم يكن، فإن إدراك لزوم الوفاء بالعهد من فطرة الإنسان، وهو من أسس سعادته إن للأسس التي تبنى في ضمير كل إنسان من دور الطفولة تأثيراً كبيراً في ما يفعل في مستقبل حياته أو يترك، ومن هنا يتضح ضرورة الالتفات إلى التربية الصحيحة والاستفادة من نتائجها المثمرة والثمينة والاحتراز عن الأمور التي تضر بأساس الفطرة، إذ هي التي تشكل أسس الصحة والسلامة الأخلاقية.

إن الأخلاق تحكم باحترام وتقدير كل قرار قولي يعقد بين الطرفين وإن لم يكن له ضمان رسمي وقانوني، وأن نقض العهد يعد في الحقيقة تحرراً عن قيود الشرف والفتوة، وأن التجاوز عن العهود من دون موافقة الطرفين نوع من عدم المروءة. وقد قال بوذرجمهر: (أن نقض العهد يبعد عن الفتوة بفواصل بعيدة جداً).

إن الذي ينحرف عن الصراط المستقيم فينقض العهد بكل سهولة ويسر، إنما يبذر بعمله هذا المضر بذور التأثر والعناد في صدور الآخرين عليه، وسيضطر إلى أن يتحمل الخجل منهم من عمله هذا، ثم هو يحاول أن يغطي على عمله هذا ولو بالمعاذير المتناقضات، ولكنه لا يظفر بالتالي إلا بإثبات شخصيته المنافقة وغير المستقيمة في الوجود.

إن نقض العهود أكثر العوامل اثراً في تشتيت شمل المجتمع الإنساني وأن شيوعه بينهم يسبب لهم الضعف والانحطاط، ويوهن حبال المودة بين الناس ولا شك أن المجتمع الذي يحكمه التشتت وفقدان الثقة المتبادلة سيفقد توازن الحياة وتعادله، ولا يطمئن أحد بأحد حتى أقرب الأقرباء إلى أقربهم. وقد راج سوق نقض العهود والخداع ضمن الانحطاط الأخلاقي الذي أصيب به الناس في هذا العصر، وقد تفشت صفة المجاملة في الأخلاق العامة، بصورة رهيبة.

أنه يوجد في المجتمع أفراد لا ينظرون مواعيدهم باللاإعتناء واللاقيديّة فحسب، بل يعدون الخداع نوعاً من الحذق والذكاء والفطنة، ويباهون به على الآخرين.

إن الوفاء بالعهد من عوامل التعايش الإجتماعي، وهو من أركان سعادة المجتمع، وله الأثر الكبير في جميع شؤون حياة الناس، وهو الأساس الذي يبتني عليه التقدم والموفقية والاطراد.

أسر على عهد الحجاج بن يوسف الثقفي جماعة من الخوارج وأتي بهم إلى الحجاج، فاستعرضهم الحجاج وأمر في كل واحد منهم بما شاء، فلما بلغ إلى آخر رجل منهم ارتفع صوت المؤذن للصلاة، فتهيأ الحجاج للصلاة ودفع الأسير إلى رجل من الأشراف كان معه فى القصر وقال له أمسكه الليلة وأحضره غداً بين يدي حتى ارى فيه رأيي. فخرج الرجل بالأسير من القصر، فقال له الأسير أنا لست من هؤلاء الخوارج، وإني أرجو الله من لطفه ورحمته البراءة من هذه التهمة، فإني قد وقعت بيدهم اسيراً بلا ذنب، وإني أرجوك أن تأذن لي ان أقضي ليلتي هذه مع عائلتي وأولادي وأوصيهم بوصاياي، وإني أعدك أن أحضر لديك صباح غد فسكت الرجل، ولكنه لما رأى إصرار الرجل والتماسه منه ذلك وافق على طلبه، ولكنه لم يمض شيء من الوقت حتى اضطرب الرجل وندم من ذلك وظن أنه سيقع ذلك عرضة لغضب الحجاج. وأصبح الرجل في اضطراب عجيب، ولكنه ما أن حان الموعد المقرر حتى لاحظ بكل تعجب حضور الرجل الأسير على باب بيته. فلم يتمالك نفسه من الحيرة والعجب، فالتفت إلى الأسير وقال له: ولماذا حضرت حين الموعد؟، وأجاب الأسير قائلاً: من عرف الله بالعظمة والقدرة وأشهده على عهده وجب عليه الوفاء به. 

ذهب الرجل والأسير معه إلى الحجاج وبين له ما جرى بينه وبين الأسير، فتأثر الحجاج بإيمان الرجل ووفائه مع ما هو عليه من الشقاء والقساوة، وصمم على إصدار أمر بإطلاق سراحه، فالتفت إلى الرجل المحافظ وقال له: أتحب أن اهب لك هذا لأسير؟ فأجاب الرجل: لو فعلت لمننت عليّ بذلك كثيراً. فوهب له الأسير، وأخرجه الرجل معه من القصر وأطلقه.

افترضوا لو أن مؤسسة تجارية استهانت بمسؤوليتها ولم تعتن بمقرراتها فهل ينتهي تخلفاتها عن مواعيدها إلا إلى فقدان الثقة والاعتبار بين الناس وأنها - وقد توسمت اخطاءها - لا تسير إلا في طريق الاضمحلال، ولا شيء يهب للمجتمع الثبات والاستقرار كالثقة المتبادلة بين أفراده، ولا تستقر العلاقات المتبادلة بين الناس على أساس الثقة المتبادلة ولا تتجلى روح الثقة المتبادلة - وهي من لوازم الحياة السعيدة - إلا فيما إذا اهتم كل أحد بقوله كما يهتم بالمكاتبات الرسمية الحقوقية والقانونية الدولية، وتقيد في أعماله في جميع شؤون الحياة بحفظ العهود معتقداً ان ذلك من وظائفه القطعية، فيسلم البائع ـ مثلا - البضاعة في الموعد المقرر الى المشتري، ويؤدي المدين دينه في موعده إلى الدائن ... وحينذاك ترتفع أكثر المشاجرات بين البشر، ويترقى مستوى الحياة بينهم إلى أرقى المستويات.

والشرط الأول في العهود أن ينظر الشخص إلى إمكانياته وقدراته، فيحذر من عقد قرار خارج عن حدود قدراته وقواه، إذ أنه لو لم يتمكن من تحقيق قراره حتى ولو كان ذلك بسبب عدم القدرة والاستطاعة عد مسؤولاً عن ذلك، فهو بالطبع يجعل نفسه بذلك في معرض اللوم والنقد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.