المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

طبقة السفلى (التروبوسفير)
21-7-2016
الواقع الجاهلي
8-11-2020
صفات المتقين / يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه، ولا يضيع مَا اسْتُحْفِظَ
2024-03-18
عبد الحميد بن يحيى الكاتب
30-12-2015
Introduction to Roots
14-11-2016
القياس - اعمال تصريف المياه
2023-09-16


إختيار الأسلوب الأفضل في النقاش  
  
1503   05:27 مساءاً   التاريخ: 27-08-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج10 ، ص313- 315.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا إجتماعية في القرآن الكريم /

قال تعالى : {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت: 46].
[هذه الآية] تتناول كيفية مجادلة المسلمين لأهل الكتاب ، فهي توصيهم بانتخاب أفضل أسلوب للنّقاش والبحث [ف] تقول : {وَلَا تُجَادِلُوا اهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِىَ احْسَنُ}.
وهذا مفهوم عام وجامع وأساسي.
و«الجدال» : في اللغة هو إبرام الحبل وإحكامه ، فإذا تباحث اثنان في أمرٍ وأراد كلٌ منهما حرف صاحبه عن رأيه يقال «جادله» والمراد منه هنا النّقاش والبحث المنطقي.
أمّا فيما يرتبط بالمراد من جملة {بِالَّتِى هِىَ احْسَنُ} ، فإن بعض المفسرين قالوا إنّ المراد منها هو التعامل معهم بلين ولطف ومحبة ، ففي قبال الخشونة اللين ، وفي قبال الغضب ، الصّبر ، وفي قبال الشرّ ، حب الخير ، وفي قبال التسرُّع ، التأني.
وعلى أيّة حال ، فإنّ تعبير بجملة (بالتي هي أحسن) جامع جدّاً يشمل كلّ الأساليب الصّحيحة والمناسبة للبحث والنّقاش ، سواءً كان ذلك بالألفاظ أو في محتوى الكلام ، أو في لحن القول أو في الحركات والسلوك العملي ، وعليه يكون مفهوم الجملة هو أنّ الحديث معهم لابدّ أنْ يكون مؤدباً ، وأنْ لحن القول لابدّ أنْ يكون حبيباً وأنْ محتوى الكلام لابدّ أن يكون منطقيّاً وبرهانيّاً ، فينبغي أنْ يكون الصّوت خالياً عن العربدة والغوغاء والضجيج ، وأن تكون حركات اليد والعين والحاجبين المكملّة للبيان على هذا المنوال.
وكلّ ذلك من أجل أنّ الهدف من النّقاش والمجادلة ليس حب السّيطرة والإستعلاء ، وإنّما هو إقناع الطرّف المقابل ونفوذ الحقّ إلى أعماق روحه ، وأنْ يتخذ الموقف الصّحيح في‏ قبال الإسلام ، فهؤلاء المعاهدون لابدّ أنْ يعرفوا أنّ روح الإسلام روح السّلام والصّفاء ، والآية توصي المسلمين بأن يتعاملوا مع غير المسلمين معاملة سلمية.
وبطبيعة الحال ، فإنّ هذه الأمور يجب أنْ لا تكون بنحو يتصور المقابل أنّ المسلمين ضعفاء عاجزين فيسي‏ء استغلال عطفهم ولينهم. ثُمّ تستثني الآية مجموعة من هؤلاء وتقول : {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} وهي إشارة إلى الذين رفضوا العيش بسلام إلى جنب المسلمين ، وأساءوا استغلال محبّة المسلمين لهم ومداراتهم ولينهم ، حيث عادوا الحق وعاندوه مع أنّهم كانوا قد قرأوا علامات نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله في كتبهم ، وكانوا يحاولون إخفائها وكتمانها ، وكانت ميولهم ميول عدوانية وغير مسالمة ، بعيده عن الاحترام والمحبّة ، فمثل هؤلاء لا شكّ في ضرورة استثنائهم من تلك الأحكام الرّؤوفة.
وجاء في تتمّة الآية عدّة جمل لطيفة اخرى في هذا المجال حيثُ يقول تعالى : {وَ قُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى انْزِلَ إلَيْنَا وَ انْزِلَ إِلَيْكُمْ وإلهُنَا وَ إلهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
وهذا في الحقيقة نموذج واضح ورائع للمجادلة بالّتي هي أحسن ، أي أنّ القرآن الكريم لم يكتفِ بذكر الكليّات في هذا المجال ، بل عرض مصاديق واضحة في الأثناء.
وهذه العبارة تدل بوضوح على ضرورة الإعتماد على النّقاط المشتركة لتحكيم اسس العيش السّليم المشترك ، وهي الإيمان باللَّه الواحد والإيمان بكل الكتب السّماوية وأمثال ذلك.
ولكنّ التّأكيد والإصرار على الجهات المشتركة لا يعني قبول المسلمين لبدع هؤلاء وانحرافاتهم وتراجعهم عن معقتداتهم ، وقد تكون جملة {وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ، إشارة لطيفة لهذا المعنى.
ونقرأ في حديث مفصل عن الإمام الصّادق عليه السلام الذي يرشدنا فيه إلى نموذج «للمجادلة بالتي هي أحسن» ويأمرن ا بالتّأمل في آخر سورة «ليس» ، وملاحظة كيفيّة مجادلة منكري المعاد بطرق مختلفة وبمنطق لطيف وبرهاني قوي في نفس الوقت‏ «1».
هذا وقد جاء مضمون الآية بشكل آخر في سورة النّحل ، حيث يقول تعالى‏ : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ}. (النّحل/ 125)
والملفت للنّظر هو أنّ هذه الآية هي أول الإرشادات الأخلاقيّة العشرة التي وردت في تلك السّورة في مورد التّعامل الصّحيح مع المخالفين.
وفي الواقع فإن الجملة الأولى أي : {أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ} ناظرة إلى الاستدلالات العقليّة في قبال أرباب الاستدلال والفكر.
وعبارة {والمُوعَظِةِ الحَسَنَةِ} إشارة إلى الأسلوب العاطفي في المجادلة مع غير أرباب الإستدلال العقلي ، أي أولئك الذين يدورون مدار المسائل العاطفيّة ، وخصوصاً وأنّ وصف «الموعظة» بالحسنة ، إشارة إلى ضرورة خلوها من الخشونة والإستعلاء وتحقير الطرف المقابل وإثارة إحاسيسه وأمثال ذلك ، ولا شك في أنّ مثل هذه الموعظة تكون مؤثرة.
و{وجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هي أَحسَنُ} إنّما هي مع أولئك الذين مُلِئَت أذهانهم بالشّبهات والشكوك ، فينبغي مجادلتهم عن طريق المناظرات الصّحيحة وإخلاء أذهانهم من تلك الشّبهات تمهيداً لقبول الحق.
________________________
(1) إقتباس من تفسير نور الثّقلين ، ج 4 ، ص 163 ، ذيل الآية مورد البحث.



وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .