المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تشغيل الأجانب
23-2-2017
اجتزاء الصورة Image Cropping
4-1-2022
القول في الفصل بين المعجز والحيل‏
3-08-2015
الطلاق اثنان الثالث بائن
2024-09-29
الاسراف في النقد والتقويم
22-3-2018
Directions for Filtering and Igniting Precipitates
27-3-2016


مكافحة الإسلام للتشاؤم  
  
1368   02:54 صباحاً   التاريخ: 3/9/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص43 ـ 47
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن القرآن الكريم صرح بعد التشاؤم وسوء الظن من الذنوب والمعاصي وحذر المسلمين من سوء ظن بعضهم يبعض فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات: 12].

إن الدين الإسلامي منع الناس من سوء الظن من دون برهان قاطع عليه.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المسلم على المسلم حرام دمه، وماله، وأن يسيء الظن به)(1).

فكما يحرم الحكم بنقل مال أمرئ إلى آخر من دون دليل كاف كذلك لا يهون أن نسيء الظن بالناس فنتهمهم بالشر والسوء قبل ثبوت ذلك بدليل قاطع.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن)(2).

ثم يبين أضرار سوء الظن ومفاسده بعبارة بديعة وبيان ساحر فيقول: (إياك أن تسيء الظن، فإن سوء الظن يفسد العبادة، ويعظم الوزر)(3).

ثم يعد سوء الظن بالمحسنين من الظلم: (سوء الظن بالمحسن شر الإثم وأقبح الظلم)(4).

ويعد سوء الظن بالأحباء سبباً لقطع الأواصر وتوتر العلاقات، فيقول (عليه السلام): (من غلب عليه سوء الظن لم يترك بينه وبين خليله صلحاً)(5).

إن سوء الظن بالإضافة إلى أثره السيئ في روح صاحبه وحياته، له آثار سيئة أيضاً في أخلاق الآخرين وروحياتهم، فقد يجر من أسيء به الظن إلى الإنحراف عن الإستقامة في الطبيعة والأخلاق إلى الفساد والرذائل، كما قال علي (عليه السلام): (سوء الظن يفسد الأمور، ويبعث على الشرور)(6).

ويقول الدكتور ماردن أن بعض أرباب الأعمال يسيئون الظن ببعض عمالهم أو خدمهم، فيظن السرقة به - مثلاً- دائماً أن هذا العامل أو الخادم حتى لو لم يكن كذلك فإنه سيصبح كما يظن به الظن السيئ، فإن سوء الظن وإن لم يظهر بيد أو لسان يؤثر أثره فيسمم روح من أسيء به الظن ويسوقه إلى ما يظن به من السرقة مثلا)(7).

وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا الصدد: (إياك والتغاير في غير موضعه، فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم، والبريئة إلى الريب)(8).

وأن من يصاب بسوء الظن بالآخرين يحرم من سلامة الروح والجسم. أيضاً قال (عليه السلام): (لا يلفى المريب صحيحاً)(9).

وبهذا الصدد يقول الدكتور كارل: (إن بعض العادات تقلل من قدرة الفرد على الحياة، كعادة الانتقاد من كل شيء وإساءة الظن بكل شيء فإن هذه العادات الخلقية السلبية تؤثر في الأعصاب (سمباتيك) والغدد الداخلية، وقد تكون منشأ لخلل عملي أو عضوي)(10).

ويقول الدكتور ماردن: (إن سوء الظن يذهب بالصحة، ويضعف القوى الخلقية، إن الأرواح المتزنة لا تنتظر سوءاً قط، بل تأمل دائماً ان تواجه كل خير، فإنه يعلم أن الخير حقيقة أبدية، وأن ليس السوء إلا من ضعف القوى الخيرة، كما أن الظلام لا يعد في نفسه شيئاً مستقلاً بل هو من عدم الضياء. فاسعوا وراء الضياء فإن النور يذهب الظلام من القلوب)(11).

إن سيئ الظن يصاب بالوحشة من الناس، كما قال علي (عليه السلام): (من لم يحسن ظنه استوحش من كل أحد)(12).

ويقول الدكتور فارمر: (إن الذي يخاف من إبداء فكره ونظره صريحاً في مجلس يبدي كل شخص فيه رأيه ونظره، والذي يلجأ إلى الشوارع الفرعية الضيقة والأزقة قليلة المارة حذراً من ان يلاقي اقرباءه في الشوارع الواسعة او المنتزهات العامة، إن هؤلاء جميعاً يحكمهم الخوف وسوء الظن والتشاؤم)(13).

إن من علل سوء الظن الذكريات السوء التي تختفي في روح الإنسان فتجر الإنسان إلى سوء الظن، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن للقلوب خواطر سوء والعقول تزجر منها)(14).

ويقول الدكتور هلن شاختر: (إن الذين لا يثقون بأنفسهم يتحسسون أكثر من اللازم، فيتألمون من قليل المصاب، ثم تبقى ذكريات هذه الآلام في نفوسهم من حيث لا يشعرون فتؤثر في أفعالهم وأعمالهم وأقوالهم وأفكارهم، فيصابون بضيق الخلق وسوء الظن وهم لا يعلمون لماذا يصابون بذلك إذ أن الذكريات المؤلمة والسيئة تخفي نفسها في باطن شعورنا ولا تظهر لنا بسهولة، وبعبارة أخرى أن الإنسان يفر بطبعه من الذكريات المؤلمة وهو لا يحب بنفسه أن يعيد هذه الذكريات من ذاكرته فيضعها نصب عينه، ولكن العدو هذا المختفي في الذاكرة لا ينتهي عن السوء والبغضاء أبداً فيجعل روحنا وأخلاقنا وأعمالنا كما يشاء، حتى أننا قد نرى ونسمع من أنفسنا او الآخرين أعمالاً وأقوالاً لا نرى لها مبرراً فنتعجب لها، ولكنا إذا تحققنا عرفنا أنها وليدة الذكريات المؤلمة المدخرة في الذاكرة)(15).

إن ذوي الطبائع الدنيئة يجعلون أنفسهم مقياساً لطبائع الآخرين فيرون رذائل صفاتهم منعكسة فيهم، وقد أشار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، إلى هذه الحقيقة بعبارة رشيقة إذ قال: (الشرير لا يظن بأحد خيراً، لأنه لا يراه إلا بطبع نفسه)(16).

ويقول الدكتور مان: (إن من أنواع ردود الفعل للدفاع عن النفس وسد النقص القاء التبعة على الآخرين، وذلك بأن ندفع عن أنفسنا ما نحس به من أفكار ودوافع وننسبها إلى الآخرين. وذلك يكون لدفع القلق عن النفس. وهو نوع قبيح من القياس بالنفس وحينما يشتد هذا الدفاع يصل الإنسان إلى المرحلة المرضية لهذه الصفة ويصبح مريضاً نفسياً. وقد يكون هذا الدفاع نتيجة الجريمة، فحينما نرتكب عملا إجراميا ينبه فينا هذا الإحساس، فلكي ندفع عن أنفسنا ننسب نفس العمل إلى الآخرين ايضاً(17).

حينما دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، المدينة مهاجراً إليها من مكة، جاء إليه رجل وقال يا رسول الله إن أهل هذا البلد رجال خير طيبون، فنعم ما صنعت إذ هاجرت إليهم. قال (صلى الله عليه وآله): (صدقت). ثم جاءه آخر وقال: إن أهل هذا البلد رجال سوء ليتك لم تهاجر إليهم. قال (صلى الله عليه وآله): (صدقت)، فسأله بعض من حضر عن تصديقه لهما؟ فقال (صلى الله عليه وآله): (أخبر كل منهما عما في نفسه، فكان كل منهما صادقاً)، يعني أن كلام كل منهما صادق على نفسه.

ولا يخفى أن المراد من سوء الظن المنهي عنه هو انحراف الفكر وميل النفس إلى جانب الظن السيئ والإصرار عليه، والذي يحرم بعد هذا هو ترتيب الأثر على هذا الظن. وإلا فالظنون والأوهام التي تعبر على الفكر ثم لا يرتب صاحبها أي أثر عليها، فبما أنها ليست باختيار الإنسان بل هي خارجة عن الاختيار، فامتناع الإنسان عنها ايضاً خارج عن الاختيار، فلا يصلح ان يقع مورداً للتكليف الشرعي.

وعطفاً على ما مضى نقول: بما ان مرارة حياة المتشائمين تنشأ من هذا العيب المشين، لذلك لا بد أن يمعن النظر في منشأ هذه النظرة المتشائمة لديهم، فإذا عرف لديهم السبب عولجوا من طريقه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر الترمذي: كتاب البر، الباب 18، وابن ماجة كتاب الفتن، الباب2، وصحيح مسلم، كتاب البر: الباب32، ومسند أحمد، ج2، ص277، وج3، ص491.

2ـ نهج البلاغة: المترجم، ص174.

3ـ غرر الحكم: ص154.

4ـ المصدر السابق: 434.

5ـ المصدر السابق: ص698.

6ـ المصدر السابق: ص433.

7ـ عن الفارسية: بيروزي فكر.

8ـ غرر الحكم: ص152.

9ـ المصدر السابق: ص835.

10ـ عن الترجمة الفارسية: راه ورسم زندكَي.

11ـ عن الفارسية: بيروزي فكر.

12ـ غرر الحكم: ص712.

13ـ عن الترجمة الفارسية: راز خوشبختي.

14ـ غرر الحكم: ص29.

15ـ عن الترجمة الفارسية: رشد شخصيت. 

16ـ غرر الحكم: ص80.

17ـ عن الترجمة الفارسية: أصول روانشناسي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.