أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2018
2168
التاريخ: 23-7-2016
34296
التاريخ: 19-1-2020
2961
التاريخ: 22-3-2018
1696
|
ما هي العلاقة بين الأدب والنقد إذا كان لا بد من اقتران الادب بالنقد؟ من المسلّم به بادئ ذي بدء أن نشأة الادب ترافق ــ غالباً ــ نشأة الامة، وأن الشعر ــ مثلاً ــ مظهر لما يضطرم في روح الامة من مشاعر؛ بيد ان النقد ليس كذلك، إذ قد يوجد شعر ولا يوجد قبل الإسلام بقرن من الزمن على وجه التقريب كان قد بلغ ذروة عالية من الإتقان، وإن كانت أصوله الأولى قد ضاعت، بل لعله وصل الذروة التي ظل شعراء العربية يطمحون إلى ارتقائها على مر العصور، من الناحية الشكلية على الأقل، بيد أن النقد الجاهلي لم يكن كذلك طبعاً، ولم يرتق أية ذروة، وذلك إذا لم نغال فننكر وجوده أصلاً.
وقد يكون من الطبيعي أن يتأخر ارتقاء النقد الأدبي؛ فالنقد ظاهرة تقترن بنضج عقلي قوامه التعليل، وليس الشعر ظاهرة عقلية طبعاً، إذ يكفي فيه نزوع الطبع، وقوة البديهة، ولذا فقد اتفق أن وجد الشعر العربي الجاهلي وارتقى، ولم يوجد النقد العربي الجاهلي ولم يرتق، فالبداوة تنشئ شعراً، وإذا أردنا ألا نغالي فلنقل: إن الشعر يقوى في البدو، ويضعف في الحضر، بينما يضعف النقد في البدو ، ويقوى في الحضر، وقد يقال في ذلك: إن الثقافة العقلية تفسد البديهية الشعرية، لأنها تفتح امام الذهن اكثر من سبيل، وتضع امامه أكثر من احتمال، فيحار الشاعر بين التفكير والتعبير، اما البديهة فإنها تبرز ما يجيش في طبع المرء قبل المرء قبل أن تمسه حدة العقل، وهكذا نحس في شعر البديهة بنبض الحياة اكثر مما نحس بمنطق العقل، وقد يفسر هذا ما يقال من أن الشعر الجاهلي شعر غنائي، فالشعر الجاهلي حداء ذاتي، والحداء والغناء صنوان ينبعان من أنغام النفس لا من شوائب الفكر، من الذات لا من الموضوع.
يمكن القول إذن إن العصر الجاهلي شهد نضج الشعر القائم على قوة الطبع البدوي، ولم يكن ثمة سبيل إلى نضج النقد القائم على قوة العقل الحضري أو الذوق الحضري، غير أن هذا لا يعني أنه لم يكن هنالك نقد أصلاً، فالنقد ــ في بذوره الاولى التي هي التأثر بالشعر إعجاباً أو إعراضاً ــ وجد منذ وجد الشعر على أن المشكلة في الجاهلية أن هذا الإحساس كان غائماً خفياً لم يبلغ أن يتحول مبدأ عقلياً، لأن الإحساس مرحلة تتقدم التعليل، ولكنها لا تغني عن التعليل، والنقد أمران في النهاية ــ إذا أردنا ألا نخوض في مسائله: احساس وتعليل، أو ذوق وعقل، والنقد الذوقي كان معروفاً في أطواره الاولى في الجاهلية على نحو يلائم الحياة البدوية، اما التعليل فكان يعرض أحياناً على استحياء، وهكذا نستطيع ان نخلص إلى أن النقد الجاهلي كان غنائياً مثلما كان الشعر الجاهلي غنائياً.
ما هي سمات النقد الغنائي الجاهلي إذن؟ لعل أبرز ما يوضح هذه السمات ما يروى عن قبة النابغة التي كانت تضرب له في سوق عكاظ، ففي هذه القبة حدد النابغة ملامح الذوق النقدي الذي ينكر على الشاعر أن يعبر كما يريد، أو كما يحس، ويطلب منه أن يعبر كما يريد له العرف أو المثل، وإن سلك سبيل الغلو مبتعداً عن الصدق، ففي "الموشح" أن النابغة الذبياني كانت "تضرب له قبة حمراء من أدم سوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. قال: فأولى من أنشده الأعشى: ميمون بن قيس أبو بصير، ثم أنشده حان ابن ثابت الانصاري:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى وأسيافنا يقطرن من نجدة دمـا
ولدنا بني العنقاء وابني محــرق فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا أبنما
فقال له النابغة، أنت شاعر، ولكنك أقللك جفانك وأسيافك، وفخرت بمن ولدت، ولم تفخر بمن ولدك.
إن حساناً كان يفخر، ويغلو غلواً معقولاً من خلال الاعراف الجاهلية التي تمجد الكرم والنجدة والنسب، غير أن النابغة لا يكتفي بما هو معقول إذا كان هنالك ما ليس بمعقول، وقد نسب إليه أيضاً ، ــ وقد يكون النقد لغيره إلا أنه ينسج على منواله ــ طعن آخر، قالوا: "قال حسان: "لنا الجفنات الغر" ولو قال "ابيض" لكان أحسن، لأن الغرة بياض قليل في لون آخر، وقال: "يلمعن بالضحى"، ولو قال: "يشرقن بالدجى" لكان أحسن، لأن الإشراق أقوى من اللمعان، والضيف أكثر ما يجيء ليلاً، وقال: "وأسيافنا يقطرن"، ولو قال: "يجرين" لكان أحسن، لأن الجري أكثر من القطر". النابغة إذن يريد المثل، وإن كان غير معقول، فليس من المعقول أن تلمع الجفان بالدجى، أو تجري السيوف بالدم، ومن المعقول ان تلمع الجفنات بالضحى، وتقطر السيوف بالدم، والمعقول هنا هو المقاربة بين الشعر والممكن، او المحتمل، بحيث يصبح الشعر انطباعاً صادقاً لذات الشاعر عن العالم المحيط به، وأغلب الظن ان حساناً نفسه لم يكن يريد إلى الصدق، وإنما كان يعبر تعبيراً عفوياً، فالطبع البدوي العفوي ربما كان يميل إلى المبالغة في القول كما كان يميل إلى المبالغة في الحياة، لأنه لا يعرف الحدود الوسطى، وإنما يطمح إلى الحدود القصوى، ولكنه ــ على كل حال ــ لم يكن يريد أيضاً إلى الغلو، وهذا ما اساء إليه، فثمة مثل أعلى، أو حد أقصى للمعاني، على الشاعر أن يبلغه دونما تفكير في مطابقته لمشاعره، او عدم مطابقته. وفي الرواية أن هنالك من احتج لحسان، وأن هنالك من احترس من مثل زلله، غير أن هذا لا يعني أن هؤلاء نبهوا على ما يخالف رأي النابغة في القصد إلى بلوغ الغاية من الشيء، وإنما هي مخالفات جزئية شكلية. وهكذا، فإن قبة النابغة حددت مبدأ رئيسياً من مبادئ النقد، هو أن على الشاعر لا يصدر عن طبعه، وإنما عن مثله، سواء أكان هذا المثل مطابقاً لطبعه أم لم يكن، وربما كان هذا أخطر ما اورثته هذه القبة لتأريخ النقد العربي، إذ أنكرت مبدأ الصدق الذي يلزم الشاعر بالصدور عن مشاعره لا عن مشاعر غيره، أو عن مشاعر اخرى قد تخالف مشاعره، ولكي ندرك خطر هذا المبدأ، علينا أن نفكر في مقدار جهلنا بالشعراء على الرغم من غزارة شعرهم، إننا نجد في ديوان الشاعر الجاهلي كل شيء إلا ذاته، على الرغم مما يفترض من أن شعره ذاتي، فهو ذاتي لأنه ليس بموضوعي، لا لأنه صورة ذات الشاعر، إنه صورة المثل، والعرف، والمجتمع، والبيئة، والذوق العام، ولكنه ليس صورة الشاعر، ولقد أفضى هذا المبدأ مثلاً في مسألة المدح إلى أن يكون الكرم هو الضفة الأساسية التي يمدح بها من أهل للمدح، على الرغم من اختلاف صفاتهم، اما في الغزل، بالأمر أوضح، إد أصبح للمرأة الجاهلية في غزل الشعراء أنموذج وحيد لا يتغير، ومع أن الذوق قد يتغير، بل لابد ان يتغير في امر ذاتي كالميل إلى المرأة، فإنه لم يتغير في دواوين الجاهلية لسبب واضح هو أن كل من يتغزل ينبغي إلى المثل الأعلى في جمال المرأة ــ كما يقره العرف ــ دون صفات المرأة التي يتغزل بها، إذا سلمنا بأنه يتغزل بامرأة حقاً، وكانت النتيجة أن المحبين كانوا متعددين، لكن المحبوبة واحدة وهي ذات خصر دقيق، وعجز ممتلئ، وشعر أثيث، وبشرة بيضاء، على نحو ما يبدو جلياً في وصف امرئ القيس لتلك المرأة المهفهفة البيضاء:
مهفهفة، بيضاء، غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل(1)
تصد وتبـدي عن أسـيل وتتـقـي بناظرة من وحش وجرة مطفل
وجيد، كجيد الريم، ليس بفاحش إذا هـي نصتــه، ولا بمعطــل
وفرع، يزين المتن، أسود فاحم أثيث، كقنو النخلة، المتعثكـل
غدائــرهُ مستشـزرات إلى العــــــلا تضيل العقاص في مثنى ومرســل
وكشح، لطيف، كالجديـر مخصـر وسـاق، كأنبوب السقـي، المــذلل
ويضحي فتيت المسك فوق فراشها نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
وتعطو برخص، غير شئن، كأنـه أساريع ظبي، أو مساويك إسحــل
تضــيء الظـلام بالعشــاء كأنـــها منــارة مـمسى راهــب، متبتل
إلـى مثلــها يرنو الحليــم صبابــة إذا ما اسبكرت بين درع ومجول
كسكر المقاتاة البياض بصفـرة غذائهــا غيــر الماء، غير محلــل
هذه المرأة هي الأنموذج، مع بعض الفروق طبعاً، وإن المرء ليتساءل عما إذا كان الشاعر الجاهلي لم يحب امرأة سمراء قط، أو ذات خصر غير دقيق، وليس من المعقول أن تكون نساء الجاهلية نسخة واحدة مكرورة، او يكون شعراء الجاهلية ذوقاً واحداً مكرواً، ولكن ما ليس بمعقول كان الأنموذج الذي يلغي الذوات الفردية في ذات جماعية.
ولم تقتصر مساوئ قبة النابغة على مسألة الصدق، وإنما كان لها اثر بالغ في إشاعة مبدأ النقد "الانفعالي" الذي يجعل النقد استجابة انفعالية نفسانية عابرة لمؤثر جمالي معين، فإذا بهذا الشاعر أشهر الإنس، وإذا بذلك الشاعر شهر الإنس والجن، وإذا بهذا البيت أفضل الأبيات، وبديهي أنه ليس ثمة مجال هنا لمعيار معين، بل إن هذا الذي كان أشعر ذات يوم، ولبيت من الأبيات، او لفظ من الألفاظ، وأيضاً، فإن هنالك، تبعاً لذلك، عدداً ممن هم أشعر الشعراء، وذلك بالقياس إلى عدد النقاد، بل إلى ناقد واحد في أوقات متباعدة، أو إزاء أشعار مختلفة، ولننظر أيضاً إلى ما وراء ابن قتيبة : "كان النابغة تضرب له قبة حمراء من آدم بسوق عكاظ، وتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، فأنشده الأعشى أبو بصير، ثم أنشده حسان بن ثابت، ثم الشعراء، ثم جاءت الخنساء السليمة، فأنشدته، فقال لها النابغة: والله لولا أن أبا بصير أنشدني (آنفاً) لقلت إنك أشعر الجن والإنس، فقال حسان: والله لأنا أشعر منك ومن أبيك ومن جدك، فقبض النابغة على يده، ثم قال: يا بن أخي إنك لا تحسن أن تقول مثل قولي:
فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت ان المنتأى "عنك واسع"
إن عبارة "أشعر الناس" أو "شعر القوم" ذاتها إنما هي عبارة مضللة، فليس هنالك شاعر بعينه أشعر ــ على الاطلاق ــ من غيره، إذ ليس الشعر صفة من صفات الإنسان التي يفضل بها غيره، وإنما هو حالة من حالاته، وحالة الإنسان لا تكتسب صفة الدوام، وإنما هي تتغير، فتقوى، وتضعف، تبعاً لتغير النفس إزاء صروف الزمان، ولا جرم أن النفس الإنسانية لا يسبر لها غورا في تعدد احوالها إزاء أحوال الحياة، وإذن فإن شاعراً ما قد يكون مبدعاً في حالة من الحالات، لكنه ليس مبدعاً ضرورة، على الدوام، وفي جميع الحالات، ومشكلة المفاضلة بين الشعراء يعسر حلها، لأنها ترتبط بكثير من الامور المعقدة، من مثل ماهية الشعر، وماهية الإبداع، إذ كيف نقارن مثلاً بين شاعر وآخر مع اختلاف زمانهما أو مكانهما أو حالتهما؟ وفي الغزل نفسه طبيعة خاصة متعلقة بنفس الشاعر، وحالته، أو تجربته، وإنما يتفاوت الغزل أو الشعر عامة بقدر طاقة الشاعر على نقل مشاعره إلينا، ولذا فالشاعر لا يفضل غيره من حيث هو شاعر، وعلى سبيل الإطلاق، وإنما يفضله في قدرته على نقل تجربة معينة، على نحو معين، وفي وقت معين، لا يكتسب صفة الدوام او الإطلاق.
على ان عبارة "أشعر الناس" تذكرنا بالسعي وراء الحدود القصوى للأشياء مرة أخرى، فليس يرضي العربي أن يكون هنالك جميل، وجيد ، بل لا بد من الأجمل والاجود ، ولا يرضيه في المرأة أيضاً أن يكون الشعر معبراً عن صاحبه تعبيراً صادقاً، فلا بد أن يكون الشعر أفضل ما قيل، أو ما يمكن أن يقال، بل لا يرضيه كما رأينا أن يكون صاحبه أشعر الإنس، فلا بد أن يكون أشعر الإنس والجن، وإن الأمر ليغدو أغرب عندما نلاحظ أن النابغة حكم للأعشى بأنه أشعر الناس لأنه تقدم في الزمن على الخنساء حين أنشد شعره، فليس هنالك سبيل إذن إلى المقارنة القائمة على معيار معين، وإنما هي استجابة انفعالية عابرة نزقة تنم على طبع العربي، وتؤكد مسألة النقد الغنائي مرة اخرى.
ولم يكن النابغة وحده مسؤولاً عن النقد الانفعالي، وها هو ذا الحطيئة أيضاً يجعل زهيراً أشعر الشعراء "سئل الحطيئة: من أشعر العرب؟ فقال:
الذي يقول:
ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
يعني زهيراً. قال: ثم من؟ قال: الذي يقول:
من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب
(يعني عبيدا).
اما لبيد فإنه يقدم امرأ القيس: " أخيرني أبان بن عثمان البجلي قال: مر لبيد بالكوفة في بني نهد، فاتبعوه رسولاً سؤولاً يسأله: من أشعر الناس! قال: الملك الضليل، فأعادوه إليه، قال: ثم: الغلام القتيل. وقال غير أبان: ابن العشرين، يعني طرفة ــ قال: ثم من؟ قال: الشيخ أبو عقيل، يني نفسه".
ويلاحظ أن النقاد الجاهلي كان من الشعراء، وأنهم كانوا يفترضون أن الشاعر هو الناقد، ولذلك كانوا يسألونه، وكما كان هذا الشاعر ينظم بيتاً فقد كان يصدر حكماً، وإن فليس من المغالاة أن يكون حكمه غنائياً، إذا كان شعره غنائياً، وواضح أن الطبع الجاهلي لا بد أن يظهر في النقد مثلما ظهر في الشعر، إذا كان الناقد هو الشاعر. وهذا الطبع انفعالي ذوقي غفل من التعليل، لن العصر الجاهلي إنما هو عصر الفطرة البدوية القائمة على تقلبات الاهواء والأمزجة.
وإذا كانت البذور تفضي إلى الثمرة وتكون كامنة فيها، فإن بذور النقد الجاهلي أفضت إلى أن يتجلى النقد العربي بعد ذلك في شكل معين، قد يكون هذب عن النقد الجاهلي، غير أنه لا يختلف عنه؛ ذلك أننا لا نجد تطوراً جوهرياً في النقد يبتعد به عن الجزئية والغنائية. وعلى الرغم من أن تطور النقد لا يقترن بتطور الشعر ضرورة، فإن الملاحظ أن تطور النقد العربي كان مقترناً بتطور الشعر العربي، فإذا سلمنا بأن أي تغير جوهري لم يتم في الشعر العربي على نحو يخرج به عن الجزئية والغنائية، فقد ينبغي أن نسلم بذلك في النقد أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح القصائد العشر: التبريزي.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|