أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/12/2022
1404
التاريخ: 13-1-2016
2566
التاريخ: 21-10-2020
2350
التاريخ: 5-5-2022
1758
|
إن أهل الدنيا باشتغالهم بالمعاصي وبعدهم عن أداء الحقوق والواجبات قد غفلوا عن الآخرة، وإنهم في غفلتهم هذه كمثل قوم ركبوا سفينة فانتهت بهم إلى جزيرة فأمرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة وحذرهم المقام وخوفهم مرور السفينة واستعجالها، فتفرقوا في نواحي الجزيرة فقضى بعضهم الحاجة ورجع إلى السفينة فوجد المقام خاليا أوسع الأماكن وأليقها وأوفقها لمراده، وبعضهم توقف في الجزيرة ينظر إلى أزهارها وأنوارها العجيبة وإلى أشجارها ونغمات طيورها الطيبة وألحانها الموزونة الغريبة، ثم تنبه لخطر فوات السفينة فرجع إليها فلم يجد إلا مكانا ضيقاً فاستقر فيه وبعضهم أكبّ على التقاط أحجارها ومعادنها المختلفة الألوان ولم تسمح له نفسه بإهمالها فاستصحب منها كمية وعاد إلى السفينة فلم يجد فيها إلا مكانا ضيقا وزاده ما حمله ضيقا وصارت ثقلا عليه ووبالاً، فندم على أخذها ولم يقدر على رميها ولم يجد مكانا لوضعها، فحملها وهو متأسف على أخذها، وليس ينفعه التأسف بشيء، وبعضهم نسي المركب ولم يبلغه نداء الملاح لاشتغاله بأكل الثمار وتشمم الأنوار والتفرج على الأشجار، وهو مع ذلك خائف على نفسه من السباع، وغير خال من السقطات والنكبات، فلما بلغهم نداء أهل السفينة انصرف بعضهم مثقلا بما معه ولم يجد في المركب موضعا فبقى على الشاطئ حتى مات جوعا، وبعضهم لم يبلغهم النداء وسارت السفينة وتركتهم، فمنهم من افترسه السبع ومنهم من تاه على وجهه حتى هلك أما من وصل إلى المركب وهو مثقل بالأزهار والأحجار فقد استرقته وشغله الحزن بحفظها والخوف من فوتها، وقد ضيق عليه مكانه فلم تلبث أن ذبلت تلك الأزهار، وكمدت ألوان الأحجار وظهر نتن رائحتها حتى تأذى بنتنها فلم يجد حيلة إلا أن ألقاها في البحر، وقد أثر فيه ما أكل منها فلم ينته إلى الوطن إلا بعد أن ظهرت عليه الأسقام بسبب تلك الروائح النتنة، ومن رجع بعد حين لم يفته إلا سعة المحل فتأذى بضيق المكان مدة ولكن لما وصل إلى الوطن استراح، ومن رجع أولا وجد المكان الأوسع ووصل إلى الوطن سالماً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|