المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أسس تحديد الأجرة
13-4-2016
معرفة علي (عليه السلام) القضاء والفرائض
20-10-2015
دلالة صيغة الامر على الوجوب وعدمها
31-8-2016
Prosodic features in Kamtok
2024-05-18
شروط الابوة
11-1-2016
​ابقار البراون سويس
12-5-2016


رسالة الإمام الحسين إلى زعماء البصرة  
  
1984   07:45 مساءً   التاريخ: 19-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص158-161
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /

وذكر المؤرخون أنّ الإمام الحسين ( عليه السّلام ) - بعد أن قرّر التوجّه إلى العراق - بعث رسالة إلى زعماء البصرة جاء فيها : « أمّا بعد ، فإنّ اللّه اصطفى محمّدا ( صلّى اللّه عليه واله ) من خلقه ، وأكرمه بنبوّته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه إليه ، وقد نصح لعباده ، وبلّغ ما ارسل به ، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ الناس بمقامه ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولّاه ، وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه ، فإنّ السنّة قد أميتت والبدعة قد أحييت ، فإن تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد »[1].

وقد بعث ( عليه السّلام ) عدّة نسخ من هذه الرسالة إلى كلّ من : مالك بن مسمع البكري ، والأحنف بن قيس ، والمنذر بن الجارود ، ومسعود بن عمرو ، وقيس ابن الهيثم ، وعمرو بن عبيد بن معمر ، ويزيد بن مسعود النهشلي ، وأرسل الإمام ( عليه السّلام ) النسخ مع مولى له يقال له : سليمان أبو رزين .

ولم يجب على رسالة الإمام ( عليه السّلام ) غير الأحنف بن قيس ويزيد بن مسعود ، أمّا المنذر بن الجارود فقد سلّم رسول الحسين إلى ابن زياد – وكان حينها واليا على البصرة - فصلبه عشية الليلة التي خرج في صبيحتها إلى الكوفة[2]. وكانت ابنة المنذر زوجة ابن زياد فزعم المنذر أنّه كان يخشى أن يكون الرسول مدسوسا من ابن زياد لكشف نواياه .

جواب الأحنف بن قيس :

وأمّا الأحنف بن قيس - وهو أحد زعماء البصرة - فقد أجاب على رسالة الإمام ( عليه السّلام ) برسالة كتب فيها هذه الآية الكريمة ولم يزد عليها : فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ [3].

وهذا الجواب يعكس مدى تخاذله وتقاعسه في مواجهة الظلم والمنكر .

جواب يزيد بن مسعود النهشلي :

واستجاب الزعيم الكبير يزيد بن مسعود النهشلي إلى تلبية نداء الحقّ ، فاندفع بوحي من إيمانه وعقيدته إلى نصرة الإمام ، فعقد مؤتمرا عامّا دعا فيه القبائل الموالية له وهي : 1 - بنو تميم . 2 - بنو حنظلة . 3 - بنو سعد .

وانبرى فيهم خطيبا فكان ممّا قال : إنّ معاوية مات ، فأهون به واللّه هالكا ومفقودا ، ألا إنّه قد انكسر باب الجور والإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ، وكان قد أحدث بيعة عقد بها أمرا ظنّ أنّه قد أحكمه ، وهيهات الذي أراد ، اجتهد واللّه ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدّعى الخلافة للمسلمين ، ويتأمرّ عليهم بغير رضى منهم مع قصر حلم وقلّة علم ، لا يعرف من الحقّ موطأ قدميه ، فأقسم باللّه قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين .

وهذا الحسين بن عليّ وابن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ذو الشرف الأصيل ، والرأي الأثيل . له فضل لا يوصف ، وعلم لا ينزف . وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه ، وقدمه وقرابته من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) . يعطف على الصغير ، ويحسن إلى الكبير ، فأكرم به راعي رعية ، وإمام قوم وجبت للّه به الحجّة ، وبلغت به الموعظة . فلا تعشوا عن نور الحقّ ، ولا تسكعوا في وهد الباطل . . . واللّه لا يقصّر أحدكم عن نصرته إلّا أورثه اللّه الذلّ في ولده ، والقلّة في عشيرته ، وها أنا قد لبست للحرب لامتها وادّرعت لها بدرعها . من لم يقتل يمت ، ومن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم اللّه رد الجواب » .

ولما أنهى النهشلي خطابه ؛ انبرى وجهاء القبائل فأظهروا الدعم الكامل له ، فرفع النهشلي رسالة للإمام ( عليه السّلام ) دلّت على شرفه ونبله وهذا نصها :

« أمّا بعد ، فقد وصل إليّ كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظّي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وإنّ اللّه لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير ودليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجّة اللّه على خلقه ووديعته في أرضه ، تفرّعتم من زيتونة أحمدية ، هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشد تتابعا في طاعتك من الإبل الضمأى لورود الماء يوم خمسها ، وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد ، وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين استهلّ برقها فلمع »[4].

ويقول بعض المؤرّخين : إنّ الرسالة انتهت إلى الإمام ( عليه السّلام ) في اليوم العاشر من المحرم بعد مقتل أصحابه وأهل بيته ، وهو وحيد فريد قد أحاطت به القوى الغادرة ، فلمّا قرأ الرسالة قال ( عليه السّلام ) : « آمنك اللّه من الخوف ، وأرواك يوم العطش الأكبر » .

ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام بلغه قتله فجزع لذلك ، وذابت نفسه أسى وحسرات[5].

 

[1] مقتل الحسين للمقرّم : 159 - 160 ، وتأريخ الطبري : 4 / 266 ، وأعيان الشيعة : 1 / 590 .

[2] بحار الأنوار : 44 / 339 ، وأعيان الشيعة : 1 / 590 .

[3] سير أعلام النبلاء : 3 / 300 ، والآية ( 60 ) من سورة الروم .

[4] اللهوف : 38 ، وأعيان الشيعة : 1 / 590 ، وبحار الأنوار : 44 / 339 . أعلام الهداية، ج ٥، المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف، ص ١٦٣

[5] اللهوف : 38 ، وأعيان الشيعة : 1 / 590 ، وبحار الأنوار : 44 / 339 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.