أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015
1803
التاريخ: 28-12-2015
4973
التاريخ: 7-2-2018
4248
التاريخ: 30-12-2015
7740
|
أبو القاسم الأزدي الأندلسي، من ولد روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب. أديب شاعر مفلق، أشعر المتقدمين والمتأخرين من المغاربة، وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق ولد بإشبيلية ونشأ بها ونال حظا واسعا من علوم الأدب وفنونه وبرز في الشعر فلم يباره في حلبته مبار ولم يشق غباره لاحق وكان متهما بالفلسفة يسلك في أقواله وأشعاره مسلك المعري وما زال يغلو في ذلك حتى تعدى الحق وخرج في غلوه الى ما لا وجه له في التأويل فأزعجه أهل الأندلس واضطروه إلى الخروج من وطنه وأشار عليه صاحب إشبيلية بذلك درءا للفتنة فخرج متنقلا في البلاد ووصل إلى عدوة المغرب فلقي بها جوهرا القائد مولى المنصور فمدحه ثم رحل إلى الزاب واتصل بجعفر ابن الأندلسية وأخيه يحيى فانتجع بابهما ولزم رحابهما فأكرما وفادته وأحسنا إليه ثم بلغ خبره المعز أبا تميم فاستقدمه وأحسن نزله وبالغ في إكرامه ولما رحل المعز إلى الديار المصرية استأذنه في الرجوع إلى عياله ليأتي بهم ويلحق به فأذن له فخرج قاصدا بلده فلما بلغ برقة نزل على أحد أعيانها للراحة فأضافه أياما فخرج ليلة سكران من بيته فلما أصبح الناس وجدوه ملقى في سانية من سواني البلد مخنوقا بتكة سراويله ولم يعرف سبب ذلك ولا فاعله وكانت وفاته كذلك يوم الأربعاء سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وقد جاوز الأربعين ولما بلغ المعز خبر موته أسف عليه أسفا عظيما وقال هذا الذي كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق فلم يقدر لنا ذلك ومن غرر شعره قصيدته الرائية المشهورة التي مدح بها المعز المذكور وهي: [الكامل]
(فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدكم فلق
الصباح المسفر)
(وجنيتم ثمر الوقائع يانعا ... بالنصر من ورق
الحديد الأخضر)
(وضربتم هام الكماة ورعتم ... بيض الخدور بكل
ليث مخدر)
(أبني العوالي السمهرية والسيوف ... المشرفية
والعديد الأكثر)
(من منكم الملك المطاع كأنه ... تحت السوابغ تبّع
في حمير)
(القائد الخيل العتاق شوازبا ... خزرا إلى لحظ
السنان الأخزر)
(شعث النواصي حشرة آذانها ... قب الأياطل داميات
الأنسر)
(تنبو
سنابكهن عن عفر الثرى ... فيطان في خد العزيز الأصعر)
(جيش تقدمه الليوث وفوقه ... كالغيل من قصب
الوشيج الأسمر)
(وكأنما سلب القشاعم ريشها ... مما يشق من
العجاج الأكدر)
(وكأنما شملت قناه ببارق ... متألق أو عارض مثعنجر)
(تمتد ألسنة الصواعق فوقه ... عن ظلتي مزن عليه كنهور)
(ويقوده الليث الغضنفر معلما ... في كل شثن
اللبدتين غضنفر)
(نحر القبول من الدبور وسار في ... جيش الهرقل
وعزمه الإسكندر)
(في فتية صدأ الدروع عبيرهم ... وخلوقهم علق
النجيع الأحمر)
(لا يأكل السرحان شلو طعينهم ... مما عليه من
القنا المتكسر)
(أنسوا بهجران الأنيس كأنهم ... في عبقري البيد
جنة عبقر)
ومنها: [الكامل]
(قوم
يبيت على الحشايا غيرهم ... ومبيتهم فوق الجياد الضمر)
(وتظل تسبح في الدماء قبابهم ... فكأنهن سفائن
في أبحر)
(من كل أهرت كالح ذي لبدة ... أو كل أبيض واضح
ذي مغفر)
ومنها في ذكر الممدوح: [الكامل]
(لي منهم سيف إذا جردته ... يوما ضربت به رقاب الأعصر)
(وفتكت بالزمن المدجج فتكة البراض ... يوم هجائه
ابن المنذر)
(صعب إذا نوب الزمان استصعبت ... متنمر للحادث المتنمر)
(فإذا عفا لم تلق غير مملك ... وإذا سطا لم تلق
غير مظفر)
(وكفاك من حب السماحة أنها ... منه بموضع مقلة
من محجر)
( فغمامه من رحمة وعراصة ... من جنة ويمينه من كوثر)
وقال أيضا يمدحه من قصيدة: [البسيط]
(ألؤلؤ دمع هذا الغيث أم نقط ... ما كان أحسنه
لو كان يلتقط )
(بين السحاب وبين الريح ملحمة ... معامع وظبى في
الجو تخترط)
(كأنه ساخط يرضى على عجل ... فما يدوم رضا منه
ولا سخط)
(أهدى الربيع إلينا روضة أنفا ... كما تنفس عن
كافوره السفط)
(والريح تبعث أنفاسا معطرة ... مثل العبير بماء
الورد يختلط)
(كأنما هي أنفاس المعز سرت ... لا شبهة للندى
فيها ولا غلط)
(تالله
لو كانت الأنواء تشبهه ... ما مر بؤس على الدنيا ولا قنط )
(أبدى الزمان لنا من نور طلعته ... عن دولة ما
بها وهن ولا سقط)
(حتى تسلط منه في الورى ملك ... رنت بدولته
الأملاك والسلط)
(إمام عدل وفى في كل ناحية ... كما قضوا في
الإمام العدل واشترطوا)
(قد بان بالفضل عن ماض ومؤتنف ... كالعقد عن
طرفيه يفضل الوسط)
وقال يمدح جعفر ابن الأندلسية: [الطويل]
(أليلتنا إذ أرسلت واردا وحفا ... وبتنا نرى
الجوزاء في أذنها شنفا)
(ولم يبق إرعاش المدام له يدا ... ولم يبق إعنات
التثني له عطفا)
(تريف ثناه السكر إلا ارتجاجه ... إذا كل عنها
الخصر حملها الردفا)
(يقولون حقف فوقه خيزرانة ... أما يعرفون
الخيزرانة والحقفا)
(جعلنا حشايانا ثياب مدامنا ... وقدت لنا
الظلماء من جلدها لحفا)
(فمن كبد تدني إلى كبد هوى ... ومن شفة توحي إلى
شفة رشفا)
(بعيشك نبه كأسه وجفونه ... فقد نبه الإبريق من
بعد ما أغفى)
(وقد فكت الظلماء بعض قيودها ... وقد قام جيش
الليل للفجر واصطفا)
ومنها في المديح: [الطويل]
(كأن لواء الشمس غرة جعفر ... رأى القرن فازدادت
طلاقته ضعفا)
(وقد
جاشت الدأماء بيضا صوارما ... ومارنة سمرا وفضفاضة زغفا)
(وجاءت عتاق الخيل تجري كأنما ... تخط له أقلام
آذانها صحفا)
(هنالك تلقى جعفرا غير جعفر ... وقد بدلت يمناه
من رفقها عنفا)
(وكائن تراه في الكريهة جاعلا ... عزيمته برقا
وصولته خطفا)
(وكائن تراه في المقامة جاعلا ... مشاهده فصلا
وخطبته حرفا)
وقد بلغ في القصيدة غايات الإجادة ولولا طولها
لأوردتها بتمامها وقال يصف سيفا ليحيى أخي جعفر المذكور: [الكامل]
(لله أي شهاب حرب واقد ... صحب ابن ذي يزن وأدرك
تبعا)
(في كف يحيى منه أبيض مرهف ... عرف المعز بآله فتشيعا)
(وجرى الفرند بصفحتيه كأنما ... ذكر القتيل
بكربلاء فدمعا)
(يكفيك مما شئت في الهيجاء أن ... تلقى العدا
فتسل منه أصبعا)
وقال أيضا يمدح المعز وهي أول قصيدة مدحه بها
حين قدم عليه بالقيروان: [الكامل]
(هل من أعقة عالج يبرين ... أم منهما بقر الحدوج
العين)
(ولمن ليال ما ذممنا عهدها ... مذ كن إلا أنهن شجون)
(المشرقات كأنهن كواكب ... والناعمات كأنهن غصون)
(بيض وما ضحك الصباح وإنها ... بالمسك من طرر
الحسان لجون)
(أدمى لها المرجان صفحة خده ... وبكى عليها
اللؤلؤ المكنون)
ومنها: [الكامل]
(لأعطشن الروض بعدهم ولا ... يرويه لي دمع عليه هتون)
(أأعير لحظ العين بهجة منظر ... وأخونهم إني إذا
لخؤون)
(لا الجو جو مشرق ولو اكتسى ... زهرا ولا الماء
المعين معين)
ومنها:
[الكامل]
(عهدي بذاك الجو وهو أسنة ... وكناس ذاك الخشف
وهو عرين)
(هل يدنيني منه أجرد سابح ... مرح وجائلة النسوع
أمون)
ومنها في المديح: [الكامل]
(الروض ما قد قيل في أيامه ... لا أنه ورد ولا نسرين)
(والمسك ما كتم الثرى من ذكره ... لا أن كل
قراره دارين)
(ملك كما حدثت عنه رأفة ... فالخمر ماء والشراسة
لين)
(شيم لو أن اليم أعطي رفقها ... لم يلتقم ذا
النون فيه النون)
(تالله لا ظلل الغمام معاقل ... تأتي عليه ولا
النجوم حصون)
(وراء حق ابن الرسول ضراغم ... أسد وشهباء
السلاح متون)
(الطالبان المشرفية والقنا ... والمدركان النصر والتمكين)
(وصواهل لا الهضب يوم مغارها ... هضب ولا البيد
الحزون حزون)
(جنب الحمام وما لهن قوادم ... وعلا الربود وما
لهن وكون)
(فكأنما تحت الغبار كواكب ... وكأنما تحت الحديد
دجون)
(عرفت بساعة سبقها لا أنها ... علقت بها يوم
الرهان عيون)
(وأجل علم البرق فيها أنها ... مرت بجانحتيه وهي
ظنون)
ومنها: [الكامل]
(انظر إلى الدنيا بإشفاق فقد ... أرخصت هذا
العلق وهو ثمين)
(لو
يستطيع البحر لاستعدى على ... جدوى يديك وإنه لقمين)
(أمدده أو فاصفح له عن نيله ... فلقد تخوف أن
يقال ضنين)
(واعذر أمية إن تغص بريقها ... فالمهل ما سقيته والغسلين)
(ألقت بأيدي الذل ملقي عمرها ... بالثوب إذ فغرت
له صفين)
وهذه القصيدة أطول قصائده وهي نيف وثمانون بيتا
اقتصرنا منها على ما أوردناه وقال أيضا في مجلس أنس حضره عند الأمير جعفر: [الكامل]
(وثلاثة لم تجتمع في مجلس ... إلا لمثلك والأريب
أريب)
(الورد في رامشنة من نرجس ... والياسمين وكلهن عجيب)
(فاصفر ذا واحمر ذا وابيض ذا ... فأتت بدائع
أمرهن عجيب)
(فكأن هذا عاشق وكأن ذاك ... معشق وكأن ذاك رقيب)
وقال أيضا في شمعة: [الطويل]
(لقد أشبهتني شمعة في صبابتي ... وفي هول ما
ألقى وما أتوقع)
(نحول وحزن في فناء ووحدة ... وتسهيد عين
واصفرار وأدمع)
وقال أيضا: [الوافر]
(وليل بت أسقاها سلافا ... معتقة كلون الجلنار)
(كأن حبابها خرزات در ... علت ذهبا بأقداح النضار)
(بكف مقرطق يزهى بردف ... يضيق بحمله وسع الإزار)
(أقمت لشربها عبثا وعندي ... بنات اللهو تعبث بالعقار)
(ونجم الليل يركض في الدياجي ... كأن الصبح
يطلبه بثار)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|