أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
2151
التاريخ: 7-10-2015
3038
التاريخ: 23-3-2016
2895
التاريخ: 13-08-2015
2368
|
أبو عمر الزاهد المطرز الباوردي غلام ثعلب اللغوي. من أئمة اللغة وأكابر أهلها وأحفظهم لها قال أبو علي بن أبي علي التنوخي عن أبيه ومن الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة في اللغة فيما بلغني وكان لسعة حفظه يطعن عليه بعض أهل الأدب ولا يوثقونه في علم اللغة حتى قال عبيد الله بن أبي الفتح لو طائر طار في الجو لقال أبو عمر الزاهد حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي ويذكر في معنى ذلك شيئا وكان المحدثون يوثقونه.
قال الخطيب البغدادي: رأيت جميع شيوخنا يوثقونه
ويصدقونه وكان يسأل عن الشيء فيجيب عنه ثم يسأل عنه بعد سنة فيجيب بذلك الجواب
ويروى أن جماعة من أهل بغداد اجتازوا على قنطرة الصراة وتذاكروا ما يرمى به من
الكذب فقال أحدهم أنا أصحف له القنطرة وأسأله عن معناه فننظر ما يجيب.
فلما دخلوا عليه قال له الرجل: أيها الشيخ ما
الهرطنق عند العرب فقال كذا وكذا وذكر شيئا فتضاحك الجماعة وانصرفوا فلما كان بعد
شهر أرسلوا إليه شخصا آخر فسأله عن الهرطنق فقال أليس قد سئلت عن هذه المسألة منذ
كذا وكذا ثم قال هو كذا وكذا كما أجاب أولا قال القوم فما ندري من أي الأمرين نعجب
من حفظه إن كان علما أم من ذكائه إن كان كذبا فإن كان علما فهو اتساع عجيب وإن كان
كذبا فكيف تناول ذكاؤه المسألة وتذكر الوقت بعد أن مر عليه زمان فأجاب بذلك الجواب
بعينه وحكى أن معز الدولة ابن بويه قلد شرطة بغداد غلاما تركيا من مماليكه اسمه
خواجا فبلغ ذلك أبا عمر الزاهد وكان يملي
كتابه اليواقيت في اللغة فقال للجماعة في مجلس الإملاء اكتبوا ياقوتة خواجا
الخواج في أصل اللغة الجوع ثم فرع على هذا بابا وأملاه عليهم فاستعظموا كذبه
وتتبعوه فقال أبو علي الحاتمي وكان من أصحابه أخرجنا في أمالي الحامض عن ثعلب عن
ابن الأعرابي: الخواج: الجوع.
وحكى رئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن عمن
حدثه: أن أبا عمر الزاهد كان يؤدب ولد القاضي أبي عمر محمد بن يوسف فأملى على الغلام
نحوا من ثلاثين مسألة في النحو وذكر غريبها وختمها ببيتين من الشعر وحضر أبو بكر
بن دريد وأبو بكر بن الأنباري وأبو بكر بن مقسم العطار المقرئ عند القاضي أبي عمر
فعرض عليهم تلك المسائل فما عرفوا منها شيئا وأنكروا الشعر فقال لهم القاضي ما
تقولون فيها فقال ابن الأنباري أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن ولست أقول شيئا وقال
ابن مقسم مثل ذلك واعتذر باشتغاله بالقراءات.
وقال ابن دريد: هذه المسائل من موضوعات أبي عمر
الزاهد ولا أصل لشيء منها في اللغة وانصرفوا فبلغ ذلك أبا عمر فاجتمع بالقاضي
وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء عينهم ففتح القاضي خزانته وأخرج له تلك
الدواوين فلم يزل أبو عمر الزاهد يعمد إلى كل مسألة منها ويخرج لها شاهدا من تلك
الدواوين ويعرضه على القاضي حتى استوفى جميع المسائل ثم قال وهذان البيتان أنشدهما
ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي بخطه على ظهر الكتاب كما ذكر أبو عمر وانتهت
القصة إلى ابن دريد فلم يذكر أبا عمر الزاهد بلفظه إلى أن مات وقال رئيس الرؤساء
أيضا رأيت أشياء كثيرة مما أنكر على أبي عمر ونسب فيها إلى الكذب فوجدتها مدونة في
كتب اللغة وخاصة في الغريب المصنف لأبي عبيد.
وقال أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان
الأسدي: لم يتكلم في اللغة أحد من الأولين والآخرين بأحسن من كلام أبي عمر الزاهد
أخذ أبو عمر عن أبي العباس ثعلب وصحبه زمانا طويلا فنسب إليه وعرف الغلام ثعلب
وأخذ عنه أبو علي الحاتمي الأديب الكاتب اللغوي وأبو القاسم بن برهان وغيرهما.
وروى عنه أبو الحسن محمد بن رزقويه وأبو علي بن
شاذان وغيرهما. وقال أبو الحسن المرزباني: كان إبراهيم بن أيوب بن ماسي ينفذ إلى
أبي عمر الزاهد كفايته وقتا بوقت فقطع ذلك عنه مدة لعذر ثم أنفذ إليه جملة ما كان
انقطع عنه وكتب إليه رقعة يعتذر بها من تأخير رسمه فرده وأمر بعض من كان عنده من
أصحابه أن يكتب له على ظهر رقعته: [مجزوء الكامل]
(أكرمتنا فملكتنا ... وتركتنا فأرحتنا)
وكانت صناعة أبي عمر الزاهد التطريز فنسب إليها.
وكان جماعة من الأشراف والكتاب يحضرون مجلسه للسماع منه وكان قد جمع جزءا في فضائل
معاوية فكان لا يمكن أحدا من السماع منه حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء.
وعن محمد بن العابس بن الفرات قال: كان مولد أبي
عمر الزاهد سنة إحدى وستين ومائتين وقال الخطيب البغدادي توفي يوم الأحد لثلاث
عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وذلك في خلافة المطيع لله
ودفن يوم الاثنين في الصفة التي تقابل قبر معروف الكرخي وبينهما عرض الطريق وعن
أبي الحسن بن رزقويه توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة والصحيح الأول ولأبي عمر من الكتب شرح الفصيح لثعلب وفائت الفصيح
جزء لطيف واليواقيت في اللغة والمرجان في اللغة والكتاب الحضري في الكلمات وغريب
الحديث صنفه على مسند أحمد بن حنبل وكتاب المكنون والمكتوم وفائت المستحسن وكتاب
ما أنكره الأعراب على أبي عبيدة فيما رواه والموشح والسريع والتفاحة وفائت الجمهرة
وفائت العين وتفسير أسماء القراء والمداخل في اللغة وحل المداخل والنوادر وكتاب
العشرات وكتاب البيوع وكتاب الشورى والمستحسن في اللغة وكتاب القبائل وكتاب يوم
وليلة وكتاب الساعات وغير ذلك وأملى في آخر كتابه اليواقيت في اللغة قوله : [الرجز]
(لما فرغنا من نظام الجوهرة ... إعورت العين وفض
الجمهرة)
(ووقف الفصيح عند القنطرة)
وعن أبي على الحاتمي: أنه اعتل فتأخر عن مجلس
أبي عمر فسأل عنه فقيل إنه كان عليلا فجاءه من الغد يعوده فاتفق أنه كان قد خرج
إلى الحمام فكتب على باب داره بالإسفيداج: [المتقارب]
(وأعجب شيء سمعنا به ... عليل يعاد فلا يوجد)
قال: وهو من شعره. وحدث عباس بن محمد الكلواذي
قال: سمعت أبا عمر الزاهد يقول ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة وفي قضائها رفعة
فاحمدوا الله تعالى على ذلك وسارعوا في قضاء حوائجهم ومسارهم تكافئوا عليه.
وحكى أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي قال:
أنشد أبو العباس اليشكري في مجلس أبي عمر الزاهد يمدحه: [الطويل]
(أبو عمر يسمو من العلم مرتقى ... يزل مساميه
ويردى مطاوله)
(ولو أنني أقسمت ما كنت حانثا ... بأن لم ير
الراءون حبرا يعادله)
(هو
الشخت جسما والسمين فضيلة ... فأعجب بمهزول سمان فضائله)
(تدفق بحرا بالمسائل زاخرا ... تغيب عمن لج فيه سواحله)
(إذا قلت شارفنا أواخر علمه ... تفجر حتى قلت
هذي أوائله)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|