المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأبناء وسيلة اختبار للآباء والأمهات  
  
1837   01:03 صباحاً   التاريخ: 5-7-2022
المؤلف : حبيب الله طاهري
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة وطرق حلها
الجزء والصفحة : ص70ــ75
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-19 1270
التاريخ: 12-1-2016 1994
التاريخ: 23-3-2021 2481
التاريخ: 12-1-2016 1851

إن من جملة أهداف الزواج وما يلفت نظر الزوجين إليه ويسعيان بجد لتحقيقه وينتظران ذلك بشوق ولهفة هو الولد لأنهما يريان فيه نافذة على الكمال، ويريان مستقبلاً وضاء وسعادة الدنيا والآخرة تكمن في وجود الولد، وقد اعتبر الإسلام هذا الهدف مقدساً وقد نقل عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: [تزوجوا بكراً ولوداً، ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقراً، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة](١).

ولينتبه الزوجان أن وجود الولد هو اختبار لكل منهما حيث ينبغي عليهما أن يربياه تربية صالحة وأن لا يدعاه ينحرف عن الطريق السوي لأن الولد الشقي - نعوذ بالله تبارك وتعالى - يبعث على الشقاء في الدنيا والعذاب الإلهي في الآخرة لذا ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28].

وقال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14].

وإذا كان الولد صالحاً فهو يبعث على السعادة، والأولاد من ناحية التربية الصالحة أو عدمها يقسمان إلى قسمين: صالح وطالح.

١- الولد الصالح:

إن الأولاد الذين يقوم الآباء والأمهات بتربيتهم تربية صالحة ويمنعوهم من مرافقة أصدقاء السوء ويضعونهم عند المعلم الصالح ويوجهونهم نحو المسجد وابعادهم عن مراكز الفساد والمنكر ليصبحوا متدينين هم الأولاد الذين يعتبرون مصدر شرف وعزة وكرامة للوالدين والعشيرة والوطن، وليس ذلك مختصاً بالدنيا فحسب بل أن الولد الصالح يكون سبباً لرفع درجات الوالدين ودعاء خير لهما ليصدق عليه أنه من الباقيات الصالحات وقد أكدت الروايات أن عمل المرء لا ينقطع بعد موته في ثلاث أحدها الولد الصالح، قال تعالى: .

{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46].

ومما لا شك فيه أن الولد المدمن على الخمر لا يمكن أن يكون زينة الحياة الدنيا وهنا يقول عز من قائل :

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14](2).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :

(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)(3).

وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) :

[الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة](4).

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:

(ميراث الله من عبده المؤمن الولد الصالح يستغفر له)(5) .

ونقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله :

(من سعادة الرجل الولد الصالح)(6).

وعنه أيضاً (صلى الله عليه وآله وسلم) :

[ميراث الله عز وجل من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده](7).

والروايات والأحاديث الشريفة التي وردت بشأن الولد الصالح كثيرة، وقد جاء على لسان النبي زكريا (عليه السلام) في القرآن الكريم: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38].

وجاء على لسان إبراهيم الخليل (عليه السلام) في القران الكريم: .

{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: 100، 101].

وورد على لسان المؤمنين في الآية القرآنية الكريمة:

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

لذا ينبغي السعي لتربية الأولاد تربية صحيحة حتى يكونوا أولاداً صالحين ومصداقاً واقعياً لمفهوم قرة أعين ليصل الإنسان بذلك إلى طريق السعادة.

٢- الولد الطالح:

وهو الولد الذي لم يقم والداه بتربيته تربية صالحة ولم يؤديا واجبهما تجاهه، فسلك بذلك طريق الفساد وتمرد على العقيدة والدين وهو ليس زينة للحياة الدنيا بل أنه مدعاة خزي وشنار وفي هذا المجال يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

ـ ولد السوء يهدم الشرف ويشين السلف(8).

ـ ولد السوء يَعِّرُّ السلف ويفسد الخلف(9 ).

- أشد المصائب سوء الخلف(10).

فعلى الآباء والأمهات أن يسعوا السعي الحثيث لاجتياز هذا الاختبار الإلهي بسلام وإلا فسوف تلاحقهم النتائج التي ستجلب لهم الآلام والمصاعب في الدنيا والآخرة فإذا لم يعمل الآباء والأمهات بواجباتهم تجاه أولادهم فسوف يصبح الأولاد كابن النبي نوح (عليه السلام) وأما إذا أدى الوالدان المسؤولية المطلوبة بتربية أبنائهم تربية صالحة فإنهم سيخرجون من تيه الضلالة إلى نور الهدى والصلاح وينجون من الانحرافات - نعوذ بالله تعالى من ذلك:

وللوالدين الدور الأهم في صلاح أو فساد أولادهم، وقد ورد اللعن على الوالدين الذين يحملان أولادهما على عقوقهما، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

يا علي لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما(11).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):

رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما(12).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): رحم الله من أعان ولده على بره قال: قلت: كيف يعينه على بره؟ قال: يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه، ولا يخرق به(13).

وهناك من الآباء من يستنكر أي تصرف يصدر من أولادهم مما يؤدي إلى قيام هؤلاء الأولاد بعقوق الوالدين من خلال ارتكابهم أعمالاً أخرى جراء حملهم على ذلك من قبل الآباء والأمهات أنفسهم، وهذا ما يكون مصداقا للعن الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الوالدين اللذين يقومان بحمل أولادهما على عقوقهما ولهذا يجب على الآباء والأمهات أن يبذلوا جهودهم كي لا يكونوا سبباً في شقاء أولادهم وعقوقهم لهم.

_________________________________________

(١) وسائل الشيعة ج١٤ ص٣٣.

(2) تفسير نمونه (لنموذجي) ج ١٢ ص ٤٤٦.

(3) المحجة البيضاء ج ١ ص ٢٠ .

(4) من لا يحضره الفقيه ج٣ ص٣٠٩.

(5) البحار ج١٤ ص.٩.

(6) البحار ج ١٤ ص٩٨.

(7) البحار ج١٤ ص ١٠١.

(8) ميزان الحكمة ج ١٠ ص ٧٠٣ نقلاً عن الغرر.

(9) المصدر السابق.

(10) ميزان الحكمة ج ١٠ ص ٧٠٣ نقلاً عن الغرر.

(11) وسائل الشيعة ج١٥ ص١٢٣.

(12) وسائل الشيعة ج ١٥ ص ١٩٩.

(13) المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.