المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ابن عربي
24-3-2016
مرشح كهفي cavity filter
26-3-2018
التلوث الكهرومغناطيسي
5-3-2016
Thermal heating
7-4-2021
الأماكن التي يكره الصلاة فيها
2024-10-23
Intrinsically Linked
18-3-2022


الحسود يحترق بنار الخيبة والحرمان  
  
1904   03:18 مساءً   التاريخ: 3-7-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص85 ـ 86
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2022 1661
التاريخ: 2023-05-09 1375
التاريخ: 18-9-2019 2286
التاريخ: 5-9-2021 2486

إن من أهم عوامل التقدم والانتصار في ساحة الحياة لهو النفوذ إلى قلوب الآخرين والتأثير فيهم، فإن من استطاع أن يحكم على القلوب بلياقته وصفاته العالية استفاد في سلوك سبيل التقدم من مساعدة أفراد المجتمع، وملك بذلك مفاتيح الموفقية والنجاح. إن أصحاب الخير كالمصابيح في المجتمع يتقدمون بين أيدي الناس فيقودون أفكارهم ويؤثرون في أخلاقهم تأثيراً عميقاً.

ولكنّ الحسد يعلن بوجهه الكريه فناء الصفات الخيرة والملكات الفاضلة، ويحول بين أفراد المجتمع فلا يدع أن يجد الشخص في قلوب معاشريه موقعاً ذا اهمية، ولا ان يرى بعينه كوكب المحبة يسطع في سماء حياته، وبالتالي يحرمه الحسد عن التنعم بنعمة التعاون ومزايا المساعدة ولكن الحسود أيضاً بإظهاره الحسد باللسان أو اليد يعري رجسه ويعلنه للملأ، فيجر بذلك على نفسه أمواج السخط والكراهية العامة. وأن الإضطراب المحسوس والحزن العميق الذي يجره بالحسد على نفسه يضغط روحه، وهو بذلك يوقد ناراً تتأجج لإحراق روحه الحبيبة.

وأن السبب في احتراق روح الحسود بالقلق والاضطراب النفسي شيء واضح، إذ أن النعم الإلهية تتسع على خلاف ما يتوقع، فهولا يزال لذلك في حزن وألم مخيم على فؤاده. إن الحسد كالعاصفة الشديدة تهب فتقلع شجرة الفضائل من الجذور والأعراق، بحيث لا يجد الحسود في نفسه أي وازع وجداني عن ارتكاب أية جريمة مهما كانت.

حينما رأى قابيل أن قربان (هابيل)، قد قبل بينما لم يتقبل قربانه حسده حتى صمم على قتله وقتله خيانة، أنشب الحسد مخالبه على قلبه فسلبه عاطفة الأخوة والإنسانية، فحطم بالصخرة رأس أخيه وخضّب جسده المقدس بدمائه لا لشيء إلا لأنه أخلص في نيته وكان طاهراً في عمله، لقد شهد العالم الهادئ في ذلك العهد أولى ضحايا الحسد على أثر جناية عظيمة مهولة وقعت على يد ولد آدم (عليه السلام). ولما فعل الحسد ما فعل ندم من عمله الشنيع ولكن لم ينفعه الندم بل لا زال يتألم من وخز ضميره ما بقي على قيد الحياة. ولو كان قد تطرق الفكر الصحيح الواقعي إلى خاطره لكان يفتش عن سبب حرمانه عن الفيوضات الإلهية في نفسه: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة: 27].

يقول العالم الالماني شوبنهاور: (إن الحسد من أخطر عواطف الإنسان، وعلى هذا فيجب على الإنسان أن يحسبه ألد أعدائه في سبيل سعادته ويسعى في دحضه ودفعه).

إنه إذا فشا الحسد بين أفراد المجتمع شاعت فيهم مظاهر كثيرة من المشاجرات المختلفة، وفي مجتمع كهذا مليء بالآلام والمحن يصبح كل واحد منهم - بدل أن يكون مكملاً لنقائص الآخرين ومساهماً في تحسين أوضاعهم - سداً أمام سعادتهم وتقدمهم في الحياة، وأن حسد هؤلاء سيمنع من أي إصلاح بينهم، وبالتالي ينفرط روح النظام والراحة والطمأنينة وينتهي الأمر بهم إلى الفناء والدمار على ما هم فيه من الحضارة والعمران. كما قال الدكتور كارل: (إن المسؤول عن بخلنا وعقمنا هو الحسد فينا، فإنه هو الذي يمنع من وصول آثار تقدم الأمم المتقدمة إلى دول العالم الثالث، وبه ايضاً يمنع من وصول كثير من ذوي القابليات إلى قيادة أممهم).

إن أكثر الجرائم التي تقع اليوم في زوايا هذا المجتمع مصحوبة بأنواع من الشدة والقسوة إنما ينبع من الحسد، ويظهر ذلك بالتعمق في الحوادث. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.