المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



العلاقة مع الأطفال والشباب / تقبّل الطفل كما هو عليه، لا كما ينبغي أن يكون  
  
1538   02:10 صباحاً   التاريخ: 29-6-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص41 ـ 43
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2019 1622
التاريخ: 5-6-2017 2388
التاريخ: 2024-09-16 255
التاريخ: 11-12-2018 1671

ـ قال موسى (عليه السلام): يا ربّ أي الاعمال أفضل عندك؟

قال: حبّ الأطفال، فإني فطرتهم على توحيدي(1).

كيف يمكن إقامة علاقاتٍ صحيحةٍ مع الأطفال؟ وهل يمكن الإبداع في اقامة تلك العلاقات؟ ان أعقد العلاقات وأهمها، هي اقامة العلاقات مع الاطفال، وهي تحتاج الى نوع من الإبداع، والمهارة، الصبر والحلم الكثير.

ان اول ما يحتاج الطفل الية نفسياً، هو الرأفة به وحبه، فإنكم قد تحبّون أطفالكم. ولكن المهم هو كيفية إبراز ذلك الحب أليهم، فإن كل طفلٍ ومن أجل أن يشعر بالاطمئنان، يحتاج الى هذا الحب، لأنه بالحب يأنس الحياة، وتكون علاقته بكم شديدة، وللعلاقة بينكم وبينه ارتباط وثيق بكيفية ابرازكم لذلك الحب(2).

ان شعور الطفل بالاطمئنان يهيء أرضية ارتباطكم به في مجال أوسع، ويتعلم بسبب ذلك كيف يكون له سلوكاً صحيحاً.

إن السبيل المناسب الذي يمكن به إقامة علاقات مع الاطفال هو الحد من الاعتراضات عليهم، وتوجيه الانتقادات اليهم، والحد من الآمال ومن الكلام البذيء فيما يتعلق بأفعالهم، فإنه لا يمكن تأديب الاطفال بالاعتراض الدائم عليهم وعلى سلوكهم، فعلى الابوين والمعلمين التحلي بالصبر والحلم، وان يضعوا برنامجاً لهم، ويخصصوا وقتا لذلك، ولا بد من الالتفات وقبل تطبيق منهج التربية الجديد الى الآثار السيئة للمنهج التربوي السابق، لتأثير المنهج السابق على سلوكهم مدةً طويلةً، ولذا يحتاج الطفل الى وقتٍ اكثر ليتطبع على المنهج التربوي الجديد، ولتزول آثار المنهج القديم.

ومن اجل اقامة علاقات صحيحةً مع الاطفال وتطبيق المناهج المؤثرة في التعامل معهم، نحتاج الى الوقت والفرص المبرمجة لذلك، وما دام لنا مسؤولية الأبوين او المعلمين نحتاج الى صرف وقت أكثر في التربية والتعليم(3)، لنتمكن من اقامة ارتباط أوثق معهم. وقد وقع هذا المنهج التربوي - أعني تعيين وقت لإقامة علاقاته صحيحة ٍفي بيئتي المدرسة والبيت - في حياتنا المعاصرة في خطر، لأن الوقت المبرمج يمنع من التفريط بالوقت أو قضاءه في المجادلة ولغو الحديث.

إذاً فنحن نحتاج في المرحلة الاولى الى التعرّف أكثر على الأطفال، من أجل اقامة العلاقات معهم بنحو أفضل.

ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (رحم الله من أعان ولده على برّه، قلت: كيف يعينه على برّه؟ قال: يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره)(4).

لا بد من التعاطف مع ما يبديه الطفل من مشاعر، وعدم رد رغباته رداً صريحاً وقاطعاً، فإن الاستماع لحديث الطفل والرضا عنه يُمهدان أرضية الارتباط العاطفي معه، فلا ينبغي تعليق الرضا عن الطفل على كون سلوكه صحيحاً دائماً.

إن التعاطف مع مشاعر الطفل - سواء كانت سلبية أو ايجابية - ليس معناه تأييد تلك المشاعر، بل ذلك يُعد أرضية الاطمئنان النفسي لديه، ويوجّه مشاعره الخاطئة توجيهاً صحيحاً.

انه ليس من الصحيح الوقوف أمام رغبات ومشاعر الطفل إذا كان في حالة توتر وغضب، بل لا بد من اختيار السكوت، لان الحديث معه قد يزيد فى توتره أكثر، هذا ومن جهة اخرى فإنه لا بد من اعطاء الطفل فرصة تطبيق تجاربه والتعرّف على عواقبها المنعكسة على سلوكه، ليتعلم كيف يوفّق بينها في الحياة، ويذوق طعم الانتكاسة في بعضها، وليكون أساسه قوياً عند مواجهة مصاعب الحياة، فلا بد من اعطاء الفرصة الكافية للطفل في هذا المجال.

غير ان بعض الآباء وللأسف يحاولون - وبمجرد حصول أقل اذى لطفلهم، أو عندما يمنعه من تحقيق رغبته مانع، أو عندما يفقد شيئاً - وفي أسرع وقت رفع ذلك من دون أن يدعوا الطفل يذوق ولو للحظةٍ واحدةٍ طعم المحنة، ومثل هؤلاء الأطفال يكونون قليلي التحمل سريعي الألم نفسياً، وفي غاية الحساسية لأدنى الامور، إذ هم بذلك سيواجهون الاندحار والهزيمة في أول مواجهة، فهم لا طاقة لهم على تحمّل مشاق الامور والصعوبات، حيث يستولي عليهم دائماً الشعور بالعجز واليأس.

والذي يقتضيه الحال أحياناً هو السكوت عن الطفل - في حالات غضبه - ليرى نفسه تماماً، كما يرى الشخص نفسه في المرآة، وعندما يهدأ وتطفأ نار الغضب في نفسه سيقيّم سلوكه حينئذ.

إنه لا بدّ من الاهتمام بما يبديه الاطفال من مشاعر، وعدم تجاهل شخصياتهم وذلك بعدم إخضاع سلوكهم للانتقاد الكثير، والى الصياح والتهريج، فإن الاطفال ليسوا غرضاً لتشفّي نفوسنا، فإنه لو أردنا في مثل ذلك الحال نصيحتهم ووعظهم أو انتقاد أفعالهم ووضع معايبهم نصب أعينهم، سوف يهربوا منا ويتّخذوا لأنفسهم موقفاً دفاعياً، وذلك لأنهم في وضعٍ لا يساعدهم أبداً على استماع شيء مما نقول.      

ان الاطفال تؤثر فيهم مختلف المشاكل والحوادث التي تواجههم لقلة بضاعتهم من التجربة، ولذا تراهم يحاولون إبعاد هذه الحالة السيئة - عدم الارتياح - عن أنفسهم بالتعبير عن مشاعرهم، ولذا لا بد من التعاطف مع ما يبدوه من أحاسيس، لأن ذلك أفضل سبيل لتوثيق العلاقات مع الاطفال، ولأنه يحدّ وبسرعة من الضغوط النفسية لديهم، وكل ذلك بفضل التعبير عن مشاعرهم الذي يضطرّهم بالعودة الى وضعهم الطبيعي مرة أخرى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار: ج104، ص97.

2ـ ان ضرورة ابراز الحب مما يسلّمه الجميع، ولكن المهم هو كيفية تطبيق ذلك على مصاديقه الجزئية، فإن الافراط في الحب كالتفريط في عدمه في الضرر، وهذان مع التضاد بينهما، هما من الناحية التربوية في النتيجة سواء، ثم ان قلة الحب في الانسان تكون سبباً في سلب الرغبة منه عند القيام بأي عمل، وقد تمنع من القيام به، هذا ومن جهة اخرى، فإن الإفراط في الحب يجعل منه الانسان كسولاً، ومثل هذا الانسان لا يتمكن من القيام بكسب التجارب بنفسه، ولا من اتخاذ التصميم، ولا يتمكن من ارادة شيء، أو يرى لنفسه شخصية ووجوداً.

3ـ ان الاطفال بحاجة الى تعيين وقتٍ وبرنامجٍ صحيحين لقضاء اوقات فراغهم، ولذا من اللازم على كل عائلة توفير فرصة ولو في الاسبوع مرة لنزهة الاطفال حسب أعمارهم ورغباتهم.

4ـ الكافي: ج6، ص50. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.