علاقة الإعلان والدعاية

تمهيد

موضوع الترويج يعتبر عاملا مهما لتسويق السلع والمنتجات وخصوصاً في ظل التنافس الشديد في هذا المضمار، وهذا ما جعل الإعلان بجميع أشكاله يشكل وسيلة للتعريف بمواصفات المنتج عبر شركات متخصصة تبسط وتختزل المعلومات التي يتطلب إيصالها إلى المستهلك وإقناعه باقتناء المنتج الذي يتوافق مع إمكانياته المادية ويحاكي ذوقه ورغباته عبر أنماط استهلاكية مختلفة. هذا الواقع الذي نتحدث عنه لا يعني أن نترك الأشكال الإعلانية للحالة العشوائية التي لا تراعي النواحي الجمالية وتوزعها بشكل مدروس بحيث لا تشكل حالة ضاغطة لمن يود التعرف على طبيعة السلع، وهذا يتطلب دراسة حقيقية لجميع المدن ووضع تصورات، ودور اللوحة الإعلانية في كل شارع عبر شكل متناسق يراعي التباعد المطلوب بين لوحة وأخرى عبر أشكال لها جماليتها من جهة ووضعها في مواقع تجعل كل من يريد أن يتعرف على السلعة المراد الترويج لها بشكل بسيط وسهل الذي جعلنا نتحدث بهذا الإطار هي موافقة حكومات بعض الدول على مقترحات اللجان المشكلة بخصوص الإعلان الطرقي والجسور وتجميل المدن والساحات والشوارع على أن تقوم المؤسسة العربية للإعلان بوضع الدراسات لإعداد الخرائط الإعلانية بالتنسيق مع الوحدات الإدارية واللجنة الإعلامية في كل مدينة، وهذا بحد ذاته يعتبر عاملا مساعدا لتنظيم الأشكال الإعلانية لتقوم بوظيفتها الدعائية والترويجية وبنفس الوقت تعطي شكلا جماليا داخل المدن عبر توزعها بشكل متوازن ومدروس ويغطي الشوارع والساحات كافة بشكل متناسق وموضوعي.

التنظيم والتدخل في وضع الإعلانات إن كان على أسطح الأبنية أو في الشوارع أمر لابد منه، لكي تحافظ على الشكل الحضاري والجمالي من جهة والوصول إلى الغاية المرجوة من توزع اللوحات الإعلانية بطريقة مدروسة وفي جميع المدن الرئيسية كي نصل إلى النتائج المرادة، فاللافت للنظر انه في ظل تحول المدن الرئيسية وخاصة مدينة عمان إلى كثرة اللوحات الإعلانية عبر أشكال مختلفة يخلق واقعا ضاغطا يستدعي التدخل المباشر لإعادة توزيعها بالشكل الذي يؤمن التناسق المطلوب عبر دراسة واقعية تعيد تنظيمها بشكل معقول ومقنع. لابد من القول إن طبيعة الحياة وعامل الوقت جعل الدعاية والإعلان يأخذ بعده لإعطاء معلومات للمستهلك وتكاد تشكل مصدرا مهما له لاقتناء السلعة عبر ثقته بالشركات التي تروج لمنتجاتها، وهي تتلخص بالمصداقية حول المعلومات المراد إيصالها، وكلما كانت قريبة من فهم طبيعة المستهلك وما يريده، تعمقت الثقة أكثر وهذا يعود إلى قدرة الاختصاصيين في مجال الدعاية على إيصال المعلومة ومكونات المنتج بشكل سهل ومقنع، والمصداقية في هذا المجال تعتبر الشكل الأهم لترسيخ القناعة لدى المستهلك، نتمنى أن تصل إلى شكل إعلاني متميز بعرض المواصفات لأي سلعة أو منتج يساهم في تقديم المساعدة الحقيقية للمستهلك لتكوين وتقديم خيارات متعددة تعتمد المصداقية في شرح مكونات السلعة وبنفس الوقت تكون اللوحات الإعلانية المتواجدة في شوارعنا وساحاتنا أكثر تنظيما عبر توزعها المدروس في مدننا الرئيسية لتصل إلى حالة تكاملية تجمع الشكل الدعائي والجمالي والحضاري.