أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
4396
التاريخ: 31-3-2017
1560
التاريخ: 1-07-2015
1732
التاريخ: 1-07-2015
1616
|
(إن) ( الإمام لطف فيجب نصبه على الله تعالى تحصيلا للغرض ).
اختلفوا في أنّ نصب الإمام بعد انقراض زمان
النبوّة هل يجب أم لا؟ وعلى تقدير وجوبه على الله تعالى أم علينا عقلا أم سمعا ؟
فذهب أهل السنّة إلى أنّه واجب علينا سمعا.
وقالت المعتزلة والزيدية بل عقلا.
وذهب الإماميّة إلى أنّه واجب على الله
عقلا ، واختاره المصنّف. وذهب الخوارج إلى أنّه غير واجب مطلقا. وذهب أبو بكر
الأصمّ إلى أنّه لا يجب مع الأمن ؛ لعدم الحاجة إليه ، وإنّما يجب عند الخوف وظهور
الفتن. وذهب الغوطي وأتباعه إلى عكس ذلك ، أي يجب مع الأمن ؛ لإظهار شعائر الشرع
ولا يجب عند ظهور الفتن ؛ لأنّ الظلمة ربّما لا يطيعونه وصارت سبب زيادة الفتن.
تمسّك أهل السنّة بوجوه :
الأوّل : ـ وهو العمدة ـ إجماع الصحابة
حتّى جعلوا ذلك أهمّ الواجبات واشتغلوا به عن دفن رسول الله صلى الله عليه وآله ،
وكذا عقيب موت كلّ إمام.
روي أنّه لمّا توفّي النبيّ صلى الله عليه وآله خطب أبو بكر فقال : يا أيّها الناس ، من
كان يعبد محمّدا صلى الله عليه وآله فإنّ محمّدا قد مات ، ومن كان يعبد ربّ
محمّد فإنّه حيّ لا يموت ، لا بدّ لهذا الأمر ممّن يقوم به ، فانظروا وهاتوا
آراءكم رحمكم الله ، فتبادروا من كلّ جانب ، وقالوا : صدقت لكنّا ننظر في هذا
الأمر ، ولم يقل أحد أنّه لا حاجة إلى الإمام. (1)
الثاني : أنّ الشارع أمر بإقامة الحدود
وسدّ الثغور وتجهير الجيوش للجهاد وكثير من الأمور المتعلّقة بحفظ النظام وحماية
بيضة الإسلام ممّا لا يتمّ إلاّ بالإمام ، وما لا يتمّ الواجب المطلق إلاّ به وكان
مقدورا فهو واجب...
الثالثة : أنّ في نصب الإمام استجلاب منافع
لا تحصى ، واستدفاع مضارّ لا تخفى ، وكلّ ما هو كذلك فهو واجب.
أمّا الصغرى فتكاد أن تكون من الضروريّات
بل المشاهدات ، وتعدّ من العيان الذي لا يحتاج إلى البيان ؛ ولهذا اشتهر أنّ ما يزع
السلطان أكثر ممّا شرّع القرآن ، وما يلتئم بالسنان لا ينتظم بالبرهان ؛ وذلك لأنّ
الاجتماع المؤدّي إلى صلاح المعاش والمعاد لا يتمّ بدون سلطان قاهر يدرأ المفاسد ،
ويحفظ المصالح ، ويمنع ما تتنازع إليه الطباع وتتنازع عليه الأطماع ، وكفاك شاهدا
ما يشاهد من استيلاء الفتن والابتلاء بالمحن بمجرّد هلاك من يقوم بحماية الحوزة ،
ورعاية البيضة ، وإن لم يكن على ما ينبغي من الصلاح والسداد ، ولم يخل عن شائبة
شرّ وفساد ، ولهذا لا ينتظم أمر أدنى اجتماع ـ كرفقة طريق ـ بدون رئيس يصدرون عن
رأيه ومقتضى أمره ونهيه ، بل ربّما يجري مثل هذا فيما بين الحيوانات العجم ـ
كالنحل ـ لها عظيم يقوم مقام الرئيس ينتظم به أمرها ما دام فيها ، وإذا هلك انتشرت
الأفراد انتشار الجراد ، وشاع فيما بينهم الهلاك والفساد.
لا يقال : فغاية الأمر أنّه لا بدّ في كلّ
اجتماع من رئيس مطاع منوط به النظام والانتظام ، لكن من أين يلزم عموم رئاسته جميع
الناس وشمولها أمر الدين على ما هو المعتبر في الإمام.
لأنّا نقول : انتظام أمر عموم الناس على
وجه يؤدّي إلى صلاح الدين والدنيا يفتقر إلى رئاسة عامّة فيهما ؛ إذا لو تعدّد
الرؤساء في الأصقاع والبقاع لأدّى إلى مخاصمات ومنازعات موجبة لاختلال أمر النظام
، ولو اقتصرت رئاسته على أمر الدنيا لفات انتظام أمر الدين الذي هو المقصود الأهمّ
والعمدة العظمى.
وأمّا الكبرى فبالإجماع ، واحتجّ المصنّف
بأنّ الإمام لطف من الله تعالى في حقّ عباده ؛ لأنّه إذا كان لهم رئيس يمنعهم في
المحظورات ، ويحثّهم على الواجبات كانوا معه أقرب إلى الطاعات ، وأبعد عن المعاصي
، وهو لطف ومفقود منهم بدونه ، واللطف واجب عليه تعالى بناء على أصلهم.
واعترض عليه بأنّ نصب الإمام إنّما يكون
لطفا إذا خلا عن المفاسد كلّها ، وهو ممنوع ؛ فإنّ أداء الواجب وترك الحرام مع عدم
الإمام أكثر ثوابا ؛ لكونهما أقرب إلى الإخلاص ؛ لانتفاع احتمال كونهما من خوف
الإمام. (2)
ولو سلّم فإنّما يجب لو لم يقم لطف آخر
مقامه كالعصمة مثلا لم لا يجوز أن يكون زمان يكون الناس فيه معصومين مستغنين عن
الإمام عليه السلام ؟
وأيضا إنّما يكون لطفا إذا كان الإمام
ظاهرا قاهرا زاجرا عن القبائح قادرا على تنفيذ الأحكام وإعلاء لواء الإسلام ، وهذا
ليس بلازم عندكم ، فالإمام الذي ادّعيتم وجوبه ليس بلطف ، والذي هو لطف ليس بواجب.
والمصنّف أشار إلى الجواب عن الأوّل بقوله
: ( والمفاسد معلومة الانتفاء ). وعن الثاني بقوله: ( وانحصار اللطف فيه معلوم
للعقلاء ). والظاهر أنّهما مجرّد دعوى.
وأشار إلى الجواب عن الثالث بقوله : (
ووجوده لطف وتصرّفه لطف آخر وعدمه منّا ). يعني أنّ وجود الإمام لطف سواء تصرّف أو
لم يتصرّف على ما نقل عن عليّ عليه السلام أنّه قال : « لا تخلو الأرض عن قائم لله
بحجّة ، إمّا ظاهر مشهور أو خائف مغمور ؛ لئلاّ يبطل حجج الله تعالى وبيّناته » (3).
وتصرّفه الظاهر لطف آخر ، وإنّما عدم
تصرّفه من جهة العباد وسوء اختيارهم ، حيث أخافوه وتركوا نصرته ففوّتوا اللطف على
أنفسهم.
وردّ بأنّا لا نسلّم أنّ وجوده بدون
التصرّف لطف.
فإن قيل : إنّ المكلّف إذا اعتقد وجوده كان
دائما يخاف ظهوره وتصرّفه ، فيمتنع من القبائح.
قلنا : مجرّد الحكم بخلقه وإيجاده في وقت
ما كاف في هذا المعنى ، فإنّ ساكن القرية إذا انزجر عن القبيح خوفا من حاكم من قبل
السلطان مختف في القرية بحيث لا أثر له كذلك ينزجر خوفا من حاكم علم أنّ السلطان
يرسله إليها متى شاء ، وليس هذا خوفا من المعدوم بل من موجود مترقّب كما أنّ خوف
الأوّل من ظهور مترقّب » (4).
أقول : لا يخفى ما فيه فيما ذكره الشارح
القوشجي عن الردّ والإيراد لمن لاحظ ما ذكرناه بعين الإنصاف لا العناد.
وصل : هذا الاعتقاد من أصول الدين من جهة
ملاحظة ثبوت الإمامة المطلقة لواحد من أهل الدين على وجه النيابة الخاصّة عن خاتم
النبيّين على جميع المكلّفين في أمر الدنيا والدين بحسب إمكان ذلك ووقوعه في
الجملة ، بل ثبوتها في الجملة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام الذي يكون سببا
لإكمال الدين كما نطق به القرآن المبين حيث قال : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]، بعد نصب الرسول صلى الله عليه وآله له في غدير [ خم ] ... بمعنى أنّ الاعتقاد
بثبوت الإمامة المطلقة العامّة بل الخاصّة في الجملة من أصول الدين ، ومنكره
كالخوارج خارج عن الدين وإن كان من حيث الاعتقاد بوجوبه ، وكون ذلك الثبوت على وجه
الوجوب من أصول المذهب ، وكان منكره كالأشاعرة خارجا عن المذهب كما أشرنا إليه.
_____________________
(1) هذه الرواية ذكرها التفتازاني في « شرح المقاصد
» 5 : 236.
(2) انظر « شرح المقاصد » 5 : 237 وما بعدها.
(3) « الإرشاد
» 1 : 228 ، من كلامه عليه السلام في مدح العلماء وتصنيف الناس وفضل العلم والحكمة.
(4) « شرح تجريد العقائد »
للقوشجي : 365 ـ 366.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|