أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1530
التاريخ: 24-12-2017
818
التاريخ: 3-08-2015
1271
التاريخ: 3-08-2015
693
|
إنّ نبيّنا محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله أفضل المرسلين وخاتم النبيّين ، وأنّه لا نبيّ بعده ، وأنّ دينه باق إلى يوم الدين ـ كما هو اتّفاق جميع أهل الملل ـ وإن وقع الخلاف في تعيين ذلك الخاتم.
ووجه ذلك أنّ ختم النبوّة ما ادّعاه النبيّ الذي ثبت نبوّته ، وكلّ ما
هو كذلك فهو حقّ. وكما قال تعالى : {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ
رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
فإن قلت : الآية تدلّ على ختمه على قراءة من قرأ خاتم النبيّين ـ بكسر
التاء ـ كما عن غير عاصم ، وأمّا على قراءة فتح التاء ـ كما عن عاصم ، وهي ممّا
تداول بين أهل الشرع ـ فلا ؛ لأنّ الخاتم ـ بفتح التاء ـ اسم لما يجعل في الاسم أو
ما يختم به المكتوب فيكون من باب التشبيه البليغ ، ويكون وجه الشبه ما هو من خواصّ
المشبّه به كالزينة فلا تكون الآية على هذا دالّة على كونه صلى الله عليه وآله آخر النبيّين كما هو المدّعى.
قلت أوّلا : إنّ خاتم النبيّين ـ بفتح التاء ـ مفسّر بآخر النبيّين.
وثانيا : إنّ من خواصّ المشبّه به كونه محيطا للفصّ (1) والإصبع بقدره
، فيستفاد كونه محيطا؛ لكونه أوّل النبيّين ميثاقا وآخرهم مبعثا ، أو محيطا لعلوم
جميع النبيّين وأخلافهم كما في قوله تعالى : {فَبِهُدَاهُمُ
اقْتَدِهْ } [الأنعام: 90] فيكون أفضل ،
فيجب كونه ناسخا لا منسوخا ؛ حذرا عن ترجيح المرجوح.
وثالثا : إنّ بعض المفسّرين جعل خاتم النبيّين ختم النبوّة. وعن الرضا
عليه السلام أنّه قال : «قال النبيّ صلى الله عليه وآله : خلق الله عزّ وجلّ مائة
ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ أنا أكرمهم على الله ، ولا فخر ، وخلق الله عزّ
وجلّ ألف وصيّ وأربعة وعشرين ألف وصيّ فعليّ أكرمهم وأفضلهم » (2).
روي عنه صلى الله عليه وآله أنّه : قال : « لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل
» (3).
مضافا إلى قوله تعالى : {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } [الأنعام:
90] ، وقوله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلَى
خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، واقتضاء ختم
النبوّة الأفضليّة كما لا يخفى.
وإلى مثل ما ذكرنا أشار المصنّف مع بيان الشارح القوشجي بقوله : (
وظهور معجزة القرآن وغيره مع اقتران دعوى عليه يدلّ على ثبوته ) يعني أنّ نبيّنا
محمّدا صلى الله عليه وآله ادّعى النبوّة
واقترن بدعواه ظهور المعجزة ، وكلّ من كان كذلك كان نبيّا ...
أمّا أنّه ادّعى النبوّة ؛ فللتواتر. وأمّا أنّه أظهر المعجزة ؛
فلأنّه أتى بالقرآن وهو معجز. وأمّا أنّه أتى بالقرآن ، فللتواتر.
وأمّا أنّه معجز ؛ فلأنّه صلى الله عليه وآله تحدّى به ودعا إلى الإتيان بسورة من مثله مصاقع (3) البلغاء والفصحاء
من العرب العرباء ـ مع كثرتهم كثرة رمال الدهناء ، وحصى البطحاء وشهرتهم لغاية
العصبيّة ، ولحميّة الجاهليّة وتهالكهم على المباهاة والمباراة ـ فعجزوا حتّى
آثروا المقارعة بالسيوف على المعارضة بالحروف ، وبذلوا المهج والأرواح دون
المدافعة بالأبدان والأشباح ، فلو قدروا على المعارضة لعارضوا ، ولو عارضوا لنقل
إلينا ؛ لتوفّر الدواعي وعدم الصارف ، والعلم بجميع ذلك قطعي كسائر العاديّات لا
يقدح فيها احتمال أنّهم تركوا المعارضة مع القدرة عليها ، أو عارضوا ولم ينقل
إلينا لمانع كعدم المبالاة والاشتغال بالمهمّات.
وإلى هذا أشار بقوله
: ( والتحدّي مع الامتناع وتوفّر الدواعي يدلّ على الإعجاز ) وأيضا أتى بأمور أخر خارقة
للعادة بلغت كلّها حدّ التواتر وإن كانت تفاصيلها من الآحاد.
وإلى هذا أشار بقوله
: ( والمنقول معناه متواترا من المعجزات يعضده).
__________________
(1) كذا في الأصل
، ولعلّ الصحيح : « كالفصّ ».
(2) « الخصال » : 641 ، ح 18 و 19 ؛ « بحار الأنوار » 11 : 30 ، ح
21.
(3) « بحار الأنوار » 79 : 243 باب علل الصلاة
... ذيل ح 1.
(4) مفردها « مصقع » وهو الشخص البليغ الذي لا يرتج
في كلامه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|