المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الجهة المختصة بمحاكمة الرئيس
2023-07-24
اللااستقرارية التبديلية على شكل اخدود
6-6-2017
وجوب التتابع في صوم الثلاثة.
28-4-2016
Introduction
25-12-2016
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون
2024-03-17
المقصود من قوله تعالى : (أمتنا اثنتين) و(أحيينا اثنتين)
22-10-2014


استطراد في وصف المباني العامرة  
  
2379   11:42 صباحاً   التاريخ: 10-6-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:490-499
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2016 2708
التاريخ: 12/12/2022 1650
التاريخ: 28/11/2022 1398
التاريخ: 19-5-2022 1867

 

استطراد في وصف المباني العامرة

واعلم أن المباني دالة على عظيم قدر بانيها، كما ذكرناه في كلام الناصر

(490)

الذي طابت له من الزهراء مجانيها، ولم يزل البلغاء يصفون المباني، بأحسن الألفاظ والمعاني، ورأينا أن نذكر هنا بعض ذلك، زيادة في توسيع المسالك، فمن ذلك قول ابن حمديس الصقلي (1) يصف دارا (2) بناها المعتمد على الله (3) :

ويا حبذا دار قضى الله أنها ... يجدد فيها كل عز ولا يبلى (4)

مقدسة لو أن موسى كليمه ... مشى قدما في أرضها خلع النعلا

وما هي إلا خطة الملك الذي ... يخط إليه كل ذي أمل رجلا

إذا فتحت أبوابه خلت أنها ... تقول بترحيب لداخلها أهلا

وقد نقلت صناعها من صفاته ... إليها أفانينا فأحسنت النقلا

فمن صدره رحبا ومن نوره سنا ... ومن صيته فرعا ومن حلمه أصلا

فأعلت به في رتبة الملك ناديا ... وقل له فوق السماكين أن يعلى

نسيت به إيوان كسرى لأنني ... أراه له مولى من الحسن لا مثلا

كأن سليمان بن داود لم تبح ... مخافته للجن في صنعه مهلا

ترى الشمس فيه ليقة تستمدها ... أكف أقامت من تصاويرها شكلا

لها حركات أودعت في سكونها ... فما تبعت في نقلهن يد رجلا

ولما عشينا من توقد نورها ... تخذنا سناه في نواظرنا كحلا وقال من أخرى يصف دارا بناها المنصور بن أعلى الناس ببجاية (5) :

(491)

اعمر بقصر الملك ناديك الذي ... أضحى بمجدك بيته معمورا

قصر لو أنك قد كحلت بنوره ... أعمى لعاد إلى المقام بصيرا

واشتق من معنى الحياة (6) نسيمه ... فيكاد يحدث للعظام (7) نشورا

نسي الصبيح مع المليح (8) بذكره ... وسما ففاق خورنقا وسديرا

ولو أن بالإيوان قوبل حسنه ... ما كان شيئا عنده مذكورا

أعيت مصانعه على الفرس الألى ... رفعوا البناء وأحكموا التدبيرا

ومضت على الروم الدهور وما بنوا ... لملوكهم شبها له ونظيرا

أذكرتنا الفردوس حين أريتنا ... غرفا رفعت بناءها وقصورا

فالمحسنون تزيدوا أعمالهم ... ورجوا بذلك جنة وحريرا

والمذنبون هدوا الصراط وكفرت ... حسناتهم لذنوبهم تكفيرا

فلك من الأفلاك إلا أنه ... حقر البدور فأطلع المنصورا

أبصرته فرأيت أبدع منظر ... ثم انثنيت بناظري مسحورا

وظننت أني حالم في جنة ... لما رأيت الملك فيه كبيرا

وإذا الولائد فتحت أبوابه ... جعلت ترحب بالعفاة صريرا

عضت على حلقاتهن ضراغم ... فغرت بها أفواهها تكشيرا (9)

فكأنها لبدت لتصهر عندها ... من لم يكن بدخوله مأمورا

تجري الخواطر مطلقات أعنة ... فيه فتكبو عن مداه قصورا

بمرخم الساحات تحسب أنه ... فرش المها وتوشح الكافورا

ومحصب بالدر تحسب تربه ... مسكا تضوع نشره وعبيرا

تستخلف الأبصار منه إذا أتى (10) ... صبحا على غسق (11) الظلام منيرا

 (492)

ثم ذكر بركة فيه عليها أشجار من ذهب وفضة ترمي فروعها المياه، وتفنن فذكر أسودا على حافاتها قاذفة بالمياه أيضا، فقال (12) :

وضراغم سكنت عرين رياسة ... تركت خرير الماء فيه زئيرا

فكأنما غشى النضار جسومها ... وأذاب في أفواهها البلورا

أسد كأن سكونها متحرك ... في النفس لو وجدت هناك مثيرا

وتذكرت فتكاتها فكأنما ... أقعت على أدبارها لتثورا

وتخالها والشمس تجلو لونها ... نارا وألسنها اللواحس نورا

فكأنما سلت سوف جداول ... ذابت بلا ناء فعدن غديرا

وكأنما نسج النسيم لمائه ... درعا فقدر سردها تقديرا

وبديعة الثمرات تعبر نحوها ... عيناي بحر عجائب مسجورا

شجرية ذهبية نزعت إلى ... سحر يؤثر في النهى تأثيرا

قد صولجت أغصانها فكأنما ... قنصت بهن (13) من الفضاء طيورا

وكأنما تأبى لواقع (14) طيرها ... أن تستقل بنهضها وتطيرا

من كل واقعة ترى منقارها ... ماء كسلسال اللجين نميرا

خرس تعد من الفصاح فإن شدت ... جعلت تغرد بالمياه صفيرا

وتريك في الصهريج موقع قطرها ... فوق الزبرجد لؤلؤا منثورا

ضحكت محاسنه إليك كأنما ... جعلت لها زهر النجوم ثغورا

ومصفح الأبواب تبرا نظروا ... بالنقش فوق شكوله (15) تنظيرا

تبدو مسامير النضار كما علت ... تلك النهود من الحسان صدورا (16)

 (493)

خلعت عليه غلائلا ورسية (17) ... شمس ترد الطرف عنه حسيرا

وإذا نظرت إلى غرائب سقفه ... أبصرت روضا في السماء نضيرا

وعجبت من خطاف عسجده التي ... حامت لتبني في ذراه وكورا

وضعت به صناعه (18) أقلامها ... فأرتك كل طريدة تصويرا

وكأنما للشمس فيه ليقة ... مشقوا بها التزويق والتشجيرا

وكأنما باللازورد (19) مخرم ... بالخط في ورق السماء سطورا

وكأنما وشوا عليه ملاءة ... تركوا مكان وشاحها مقصورا ثم مدح المنصور بعد ذلك، وختم القصيدة بقوله:

يا مالك الأرض الذي أضحى له ... ملك السماء على العداة نصيرا

كم من قصور للملوك تقدمت ... واستوجبت بقصورك (20) التأخيرا

فعمرتها وملكت كل رياسة ... منها ودمرت العدا تدميرا قلت: لم أر لهذه القصيدة من نظير، في معناها اليانع النضير، ولفظها العذب النمير، الذي شمر فيه قائلها عن ساعد الإجادة أي تشمير، غير أن فيها عندي عيبا واحدا، وهو ختمها بلفظ التدمير، وعلى كل حال فالحسن والإحسان، يقادان في أرسان، لعبد الجبار بن حمديس المذكور ذي المقاصد الحسان، وخصوصا في وصف المباني والبرك، فما أبقى لسواه في ذلك حسنا ولا ترك.

ومن ذلك قوله في وصف بركة تجري إليها المياه من شاذروان من أفواه

 (494)

طيور وزرافات وأسود، وكل ذلك في قصر أطنب في وصفه في قصيدة طويلة (21) :

والماء منه سبائك فضية (22) ... ذابت على دوحات (23) شاذروان وكأنما سيف هناك مشطب ألقته يوم الحرب كف جبان

كم شاخص فيه يطيل تعجبا ... من دوحة نبتت (24) من العقيان

عجبا له تسقي الرياض ينابعا ... نبعت من الثمرات والأغصان

خصت بطائرة على فنن لها ... حسنت فأفرد حسنها من ثاني

قس الطيور الخاشعات بلاغة ... وفصاحة من منطق وبيان

فإذا أتيح الكلام تكلمت ... بخرير ماء دائم الهملان

وكأن صانعها استبد بصنعة ... فخر الجماد بها على الحيوان

أوفت على حوض لها فكأنها ... منها على العجب العجاب رواني

فكأنها ظنت حلاوة مائها ... شهدا فذاقته بكل لسان

وزرافة في الجوف من أنبوبها ... ماء يريك الجري في الطيران

مركوزة كالرمح حيث ترى له ... من طعنه الخلق انعطاف سنان

وكأنما ترمي السماء ببندق ... مستنبط من لؤلؤ وجمان

لو عاد ذاك الماء نفطا أحرقت ... في الجو منه قميص كل عنان

في بركة قامت على حافاتها ... أسد تذل لعزة السلطان

نزعت إلى ظلم النفوس نفوسها ... فلذلك انتزعت من الأبدان

وكأن برد الماء منها مطفئ ... نارا مضرمة من العدوان

وكأنما الحيات من أفواهها ... يطرحن أنفسهن في الغدران

وكأنما الحيتان إذ لم تخشها ... أخذت من المنصور عقد أمان

 (495)

وهاتان القصيدتان لابن حمديس - كما في المناهج - مع طولهما تدلان على الإبداع الذي ابتكره، والاختراع الذي ما ولج سمع أحد من الفضلاء إلا شكره (25) .

وقال أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي (26) يصف قصرا بمصر يسمى منزل العز بناه حسن بن علي [بن يحيى] بن تميم بن المعز العبيدي (27) :

منزل العز كاسمه معناه ... لا عدا العز من به سماه

منزل ودت المنازل في أع ... لى ذراه لو صيرت إياه

فأجل فيه لحظ عينيك تبصر ... أي حسن دون القصور حواه

سال في سقفه النضار ولكن ... جمدت في قراره الأمواه

وبأرجائه مجال طراد ... ليس تنفك من وغى خيلاه

تبصر الفارس المدجج فيه ... ليس تدمى من الطعان قناه

وترى النابل المواصل للنز ... ع بعيدا من قرنه مرماه

وصفوفا من الوحوش وطير ال ... جو كل مستحسن مرآه

سكنات تخالها حركات ... واختلاف كأنه إشباه

 

(496)

كمحيا الحبيب حرفا بحرف ... ما تعدى صفاته إذ حكاه

ورده وجنتاه، نرجسه الفت ... ان عيناه، آسه عارضاه

وكأن الكافور والمسك في الطي ... ب وفي اللون صبحه ومساه

منظر يبعث السرور ومرأى ... يذكر المرء طيب عصر صباه وقال أبو الصلت أمية الأندلسي المذكور يذكر بناء بناه علي (28) بن تميم ابن المعز العبيدي:

لله مجلسك المنيف قبابه ... بموطد فوق السماك (29) مؤسس

موف على حبك المجرة تلتقي ... فيه الجواري بالجواري الكنس

تتقابل الأنوار من جنباته ... فالليل فيه كالنهار المشمس

عطفت حناياه دوين سمائه ... عطف الأهلة والحواجب والقسي

واستشرفت عمد الرخام وظوهرت ... بأجل من زهر الربيع وأنفس

فهواؤه من كل قد أهيف ... وقراره من كل خد أملس

فلك تحير فيه كل منجم ... وأقر بالتقصير كل مهندس

فبدا للحظ العين أحسن منظر ... وغدا لطيب العيش خير (30) معرس

فاطلع به قمرا إذا ما أطلعت ... شمس الخدور عليك شمس الأكؤس

فالناس أجمع دون قدرك رتبة ... والأرض أجمع دون هذا المجلس ويعجبني قول أبي الصلت أمية المذكور يصف حال زيادة النيل ونقصانه:

ولله مجرى النيل منها إذا الصبا ... أرتنا به من مرها عسكرا مجرا

إذا زاد يحكي الورد لونا وإن صفا ... حكى ماءه لونا ولم يعده نشرا (31)

 (497)

وقال رحمه الله تعالى يصف الرصد الذي بظاهر مصر:

يا نزهة الرصد اللائي قد اشتملت ... من كل شيء حلا في جانب الوادي (32)

فذا غدير، وذا روض، وذا جبل ... والضب والنون والملاح والحادي وهو مأخوذ من قول الأول يصف قصر أنس بالبصرة (33) :

زر وادي القصر، نعم القصر والوادي ... لا بد من زورة من غير ميعاد

زره فليس له ند يشاكله ... من منزل حاضر إن شئت أو بادي

تلقى به السفن والظلمان حاضرة ... والضب والنون والملاح والحدي وقال رحمه الله تعالى يذكر الهرمين (34) :

بعيشك هل أبصرت أحسن منظرا ... على طول ما عاينت من هرمي مصر

أنافا بأعنان (35) السماء، وأشرفا ... على الجو إشراف السماك أو النسر (36)

وقد وافيا نشزا من الأرض عاليا ... كأنهما ثديان (37) قاما على صدر وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى في الباب الخامس.

وعلى ذكر الأنهار والبرك فما أحسن قول بعض الأندلسيين يصف بركة عليها عدة فوارات (38) :

غضبت مجاريها فأظهر غيظها ... ما في حشاها من خفي مضمر

 (498)

وكأن نبع الماء من جنباتها ... والعين تنظر منه أحسن منظر

قضب من البلور أثمر فرعها ... لما انتهت باللؤلؤ المتحدر وقال ابن صارة الأندلسي (39) يصف ماء بالرقة والصفاء (40) :

والنهر قد رقت غلالة خصره ... وعليه من صبغ الأصيل طراز

تترقرق الأمواج فيه كأنها ... عكن الخصور تهزها الأعجاز وما أحسن قول بعض الأدباء ولم يحضرني الآن اسمه (41) :

والنهر مكسو غلالة فضة ... فإذا جرى سيلا فثوب نضار

وإذا استقام رأيت صفحة منصل ... وإذا استدار رأيت عطف سوار وقال ابن حمديس المغربي يصف نهرا بالصفاء (42) :

ومطرد الأمواج يصقل متنه ... صبا أعلنت للعين ما في ضميره

جريح بأطراف الحصى كلما جرى ... عليها شكا أوجاعه بخريره وهذا النهج متسع، ولم نطل السير في هذه المهامه، وإنما ذكرنا بعض كلام المغاربة ليتنبه به منتقصهم من سنة أوهامه، ولأن في أمرها عبرة لمن عقل، إذا أصدأ مرآة حسنها ولطالما كان لمتنها صقل.

(499)

__________

(1) أبو بكر عبد الجبار بن محمد بن حمديس الصقلي، هاجر من بلده إلى الأندلس وأصبح من مداح المعتمد بن عباد، إلى أن عزل عن ملكه (484) فغادر الأندلس إلى المغرب وظل متنقلا يمدح ملوكها إلى أن توفي سنة 527 (انظر مقدمة ديوانه، ط. صادر - بيروت 1960).

(2) ك: في دار؛ ق: يمدح دارا.

(3) المقتطفات (الورقة: 29) وديوان ابن حمديس: 278.

(4) رواية الديوان:

ويا حبذا دار يد الله مسحت ... عليها بتجديد البقاء فما تبلى.

 (5) المقتطفات (الورقة: 30) وديوان ابن حمديس: 545 نقلا عن النفح ونهاية الأرب ومطالع البدور.

(6) ك: الجنان.

(7) ك: بالعظام.

(8) ك: الفصيح.

(9) ك: تكبيرا.

(10) ق ج ط: تستخلف الاصباح منه إذا انقضى.

(11) ق ج ط: عنق.

(12) المقتطفات (الورقة: 30) وديوان ابن حمديس: 547.

(13) ق ج ط: قد صوبحت... قبضت بهن.

(14) ك: لوقع.

(15) ق ط ج: بين شكوله.

(16) ق ك ج ط: من الجنان صدورا.

(17) ق: موشية.

(18) ك: صناعها.

(19) ك: اللازورد فيه.

(20) ق: لقصورك.

(21) المقتطات (الورقة: 32) وديوان ابن حمديس: 495، ونهاية الأرب.

(22) ك: من فضة.

(23) ك: درجات.

(24) ق ج ط: بنيت.

(25) زاد في ك: لما أسكره.

(26) أبو الصلت أمية بن عبد العزيز: ولد بدانية سنة 460 ثم رحل إلى الإسكندرية أيام الخليفة الفاطمي المستنصر الله أبي تميم معد، وسجن بمصر مدة، ثم عاد إلى المغرب فاتصل بيحيى بن تميم بن المعز بن باديس الصنهاجي؛ وتوفي (سنة 529) وكان أبو الصلت طبيبا شاعرا ومن مؤلفاته كتاب الحديقة، والرسالة المصرية (وقد نشرت هذه بتحقيق عبد السلام هارون في سلسلة نوادر المخطوطاتا، القاهرة 1951). انظر ترجمته في ابن أبي أصيبعة 2: 52 ومعجم الأدباء 7: 52 وتحفة القادم ص: 3 ووفيات الأعيان 1: 220 وتاريخ الحكماء: 80 والمغرب 1: 256.

(27) كلمة العبيدي هنا مضللة لأن " حسن بن علي بن تميم بن المعز " أحد سلاطين بني زيري بالقيروان وكان المعز عبيديا التبعية أي يدين للعبيديين ولكنه تنكر لهم سنة 441 وعاد إلى مذهب أهل السنة؛ وحسن لا يبني قصرا بمصر، ولابد من أن يكون المقري قد وهم فذكر قصرا بناه أحد العبيدين بمصر أو بناه حسن بالمهدية. أما الشاعر تميم ن المعز العبيدي فكان عقيما (الحلة 1: 291).

(28) تحفة القادم: يحيى بن تميم.

(29) ق ج ط: السماء.

(30) ك: طيب.

(31) ك: ولم يحكه مرا.

(32) ق ط: النادي.

(33) الشعر لابن أبي عيينة المهلبي كما في الأغاني 20: 37 (دار الثقافة) ومعجم البلدان (قصر عيسى) مع بعض اختلاف في الرواية.

(34) الأبيات في مسالك الأبصار 1: 237 وبدائع البدائه: 136 (ط. بولاق).

(35) ك: بأكناف.

(36) ك: على النسر.

(37) ك: نهدان.

(38) المقتطفات (الورقة: 33).

(39) ابن صارة الأندلسي: أبو محمد عبد الله بن صارة الشنتريني (ويكتب أيضا: سارة بالسين) سكن إشبيلية وتعيش فيها بالوراقة وتجول في بلاد الأندلس مادحا (توفي سنة 517). انظر ترجمته في الذخيرة، القسم الثالث: 323 والمغرب 1: 419 والقلائد: 260 والتكملة: 816 ومسالك الأبصار 11: 383 وأخبار وتراجم أندلسية: 15؛ وهذه الأبيات في المتطفات (الورقة: 33).

(40) زاد في ك: يجري على الصفا.

(41) المقتطفات (الورقة: 33).

(42) ديوان ابن حمديس: 186 والمقتطفات (الورقة: 33).





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.