أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
929
التاريخ: 9-08-2015
1055
التاريخ: 18-4-2018
1151
التاريخ: 22-03-2015
9528
|
هو زمان جزاء العباد وعود الأرواح وحشر الأجساد ( والوعد والوعيد وما يتّصل بذلك )
اعلم أنّ المعاد ـ لغة ـ عبارة عن العود ،
أو زمانه أو مكانه.
واصطلاحا ـ بحسب المعنى التصوّري ـ عبارة
عن عود الأرواح إلى الأجساد للحساب والثواب والعقاب.
وبحسب المعنى التصديقي عبارة عمّا يجب
تصديقه بالجنان وإقراره باللسان ، وهو أنّ الله تعالى يحيي العباد بعد أن أماتهم
في القبر في الأبدان الأصليّة للسؤال ونحوه من الأحوال ، وفي البرزخ في الأبدان
المثالية لغير النبيّ والوصيّ للجزاء بمقتضى الأعمال ، وفي المحشر في البدن الأصلي
العنصري للحساب والثواب والعقاب ، مع إنطاق جوارح العباد ، وتطاير الكتب ، والتميز
بالميزان والمرصاد.
ويدخل الكفّار ومن بحكمهم من العاصين في
نار جهنّم خالدين ، إلاّ من تمّ استحقاقه العذاب من المؤمنين المعتقدين بالأئمّة
الاثني عشر أجمعين ، أو عفي عنه بنحو شفاعة الشافعين ، فإنّه يخرج من جهنّم ويدخل
في الناجين.
ويعبر عباده الصالحين ومن بحكمهم من
المكلّفين ـ كالذين عفي عنهم بنحو الشفاعة ممّا ثبت أنّه يذهب السيّئات في الدين ـ
عن الصراط الذي هو أحدّ من السيف وأدقّ من الشعر على قدر أعمال العاملين ، ويدخلهم
في جنّة الخلد التي دلّت على وجودها الأخبار والكتاب المبين ، أو حظائر الأعراف
التي ورد أنّها مقام مؤمني الجنّ ، وأولاد الزنى من المؤمنين إلى سبعة أبطن ، وبعض
المجانين.
والمراد أنّه يجب الاعتقاد بأنّ مقتضى
العدل والحكمة عود الأرواح إلى الأجساد للحساب والثواب والعقاب ؛ لأنّ إيصال
النعيم الأبدي إلى الروح بلا واسطة الجسم بالكمالات والنعم الباطنة ، وبواسطة
الآلات بالنعم الظاهرة أكمل وأرجح من إيصال إحداهما عند عدم المانع والمفسدة ، كما
أنّ الأمر كذلك في القيامة ، وترك الأرجح وترجيح المرجوح قبيح بلا شبهة. وكذا
إيصال العقاب الأشدّ عند استحقاقه ، كما في يزيد ومن عيّنه يزيد ؛ لوجوب الانتقام
بمقتضى العدل بنحو نار {تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30].
وبالجملة ، العلّة الموجبة لإعادة الأرواح
هي العلّة الموجبة لإعادة الأجساد ، بل قد يقال : الأرواح والأجساد من هيولى واحدة
بسيطة ، ففيها من الإدراك والشعور والإحساس والفهم وغير ذلك من الأمور الموجبة
للتكليف الموجب للجزاء الموجب للإعادة مثل ما في الأرواح ، إلاّ أنّ ما في الأرواح
أقوى ممّا في الأجساد ، بنسبة ما فيها من اللطافة والكثافة على حسب مراتب الوجود
بحسب الضعف والقوّة ، مضافا إلى النقل القاطع كما سيأتي إلى بعض منها الإشارة ،
مثل ما يفيد عود الأرواح إلى الأجساد الأصليّة أو المثاليّة بعد الموت متنعّمة في
جنان الدنيا وفي وادي السلام ، أو معذّبة عند مطلع الشمس وغروبها ببرهوت في وادي
حضرموت مع دخول شرر النار في قبورهم إلى نفخة الصور ، أو باقية في القبر إلى يوم
النشور فيخرجون من القبور ؛ لأنّه متمّم للغرض والفضل ، وموافق للحكمة والعدل ،
ولطف أتمّ مقدور ، وليس فيه مانع وقبح وشرور ، كسائر ما جاء به النبيّ صلى الله
عليه وآله من أحوال النشور ، وأمور النار والجنّة والحور والقصور والفواكه والطيور
، ونحوها ممّا هو في الكتاب والسنّة مذكور ، فالكلام في هذا الأصل ـ الذي هو أيضا
من أعظم الأصول ـ يقع في خمسة فصول :
الأوّل : في عود الأرواح بعد الإماتة إلى
الأجساد الأصليّة في القبر للسؤال والجزاء على وفق الأعمال إن خيرا فخيرا وإن شرّا
فشرّا ، وهو من أصول المذهب ظاهرا ؛ ردّا على العامّة وأمثالهم كأهل التناسخ. وفي
انتقال الروح إلى البدن المثالي في البرزخ بعد ذلك للجزاء أيضا إن خيرا فخيرا وإن
شرّا فشرّا. وهو أيضا من أصول المذهب ردّا على العامّة.
الثاني : في المعاد الجسماني العنصري ،
وعود الأرواح إلى الأجساد الأصليّة العنصريّة بعد نفخة الصور يوم النشور في المحشر
والقيامة الكبرى للحساب والثواب والعقاب مع الاعتقاد بالميزان وتطاير الكتب
والشفاعة كما ورد في الكتاب.
ويخالفه ما قال بعض العلماء من « أنّ
الإنسان له جسدان وجسمان :
الأوّل : مركّب من العناصر الأربعة
المعروفة المحسوسة ، وهو الآن في هذه الدنيا عبارة عن الكثافة العارضة ، وفي
الحقيقة هو الجسد الصوري.
الثاني : مركّب من عناصر أربعة ، لكنّها
ليست من هذه العناصر الزمانيّة المعروفة الفانية بل من عناصر باقية جوهريّة نوريّة
، وهي من عناصر هورقليا في الإقليم الثامن الذي فيه الجنّتان المدهامّتان وجنان
الدنيا ، وإليها تأوي أرواح السعداء من الأنبياء والأوصياء والمؤمنين ، وهذا هو
الجسد المثالي ، وهو الباقي ، وهو الذي نزل إلى الدنيا ولبس الكثافة البشريّة
العنصريّة ، وهو بعينه هذا الجسد الموجود في هذه الدنيا إلاّ أنّه عليه غبار ووسخ
، وهو من العناصر المحسوسة ، وهذه الكثافة ليست من الجنّة حتّى تعود إليها وإنّما
هي من هذه الدنيا ـ إلى أن قال:ـ وهذه الصورة الأولى هي الجسد الأوّل الذي لا يعود
، وهو من العناصر المحسوسة وهو الكثافة.
والجسد الثاني ، وهو الذي يعود ، وهو مخلوق
من عناصر هورقليا ، أعني العالم الذي قبل هذا العالم ، وفيه جنان الدنيا والجنّتان
المدهامّتان ، وإليه تأوي أرواح المؤمنين.
و « هورقليا » معناه ملك آخر وفي أرضها
بلدان : جابرسا ، وجابرقا. ومثله ما يدلّ على أنّ ما خلق من هذه العناصر المعروفة
إذا تفكّكت في القبر ، رجع ما فيه من النّار إلى عنصر النار وامتزج بها ، وما فيه
من الهواء إلى الهواء كذلك ، وكذلك الماء والتراب ، وذهب فلا يعود ؛ إذ لا حساب
عليه ولا عقاب ولا نعيم ولا ثواب ، ولا شعور فيه ولا إحساس ، ولا تكليف عليه ، ولا
مدخل له في الحقيقة ، وإنّما هو بمنزلة الثوب لبسته ثمّ تركته ولبست غيره.
إلى غير ذلك من الكلمات الدالّة على أنّ
العظام التي تصير رميما لا تعود ، وأنّ المعاد في المعاد هو الجسم النوراني
الهورقليائي. زعما منه أنّه على وفق ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام بعد ما
سئل عن الميّت : هل يبلى جسده؟ قال : « نعم ، حتّى لا يبقى لحم ولا عظم إلاّ طينته
التي خلق منها ؛ فإنّها لا تبلى بل تبقى في القبر مستديرة حتّى يخلق منها كما خلق
أوّل مرّة » (1).
ومثل ذلك ما قال بعض من تبعه حيث قال في
تفسير قوله تعالى : {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا
وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} [يس: 33]. و « الأرض » هي أرض الجرز ، وحياتها
بإشراق نور الرجحان الظاهر من شمس الوجود الراجح عليها. و « الحبّ » المخرج منها
هو بحر المحبّة ، وهو ما ذكر من نور الرجحان ، وهو الوجود المقيّد ، ومثال
الألوهيّة ، ومجلى الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء. ومن ذلك
أكمل كلّ موجود مشهود أم مفقود ، وبه إمدادهم ، ومنه استمدادهم ، وعليه مردّهم
ومعادهم.
{وَجَعَلْنَا فِيهَا
جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ} [يس: 34] « الجنّات » هي العوالم المتحصّلة من ذلك
الحبّ في قوله عزّ وجلّ : « فأحببت أن أعرف » (2).
« النخيل » هي عالم ال عقول إلى عالم
الأرواح ، وعالم النفوس ، أي الخلق الأوّل ـ من عالم الغيب. « والأعناب » هي عالم
الطبائع والموادّ إلى عالم الأجسام بجميع مراتبها وأفلاكها وعناصرها ، وهي الخلق
الثاني أي عالم الشهادة ـ إلى أن قال : ـ وهذا العالم المشار إليه ـ وهو الواقعي
الأوّلي ـ هو المعاد يوم الآخرة عند رجوع كلّ شيء إلى أصله. انتهى.
وبالجملة : فالاعتقاد المذكور من أصول
الدين ، ومنكره من الكافرين.
الثالث : في أحوال أهل النار الموجودة الآن
بدلالة الآيات والأخبار ، ببيان وجوب الاعتقاد ، بحقّيّة الصراط وتعذيب الكفّار
وأمثالهم من الأشرار والفجّار في طبقات النار بالعذاب الجسماني أيضا على وجه
الخلود ، أو بدونه على وفق ما استفيد من العقل أو النقل الواصل من النبيّ صلى الله
عليه واله أو الأئمّة الأطهار. وهو أيضا من أصول الدين ومنكره من الكافرين.
الرابع : في بيان أحوال أهل الأعراف.
الخامس : في أحوال الناجين عن النار
المتنعّمين في الجنّة الموجودة أيضا الآن ، بدلالة الآيات والأخبار ، ببيان وجوب
الاعتقاد بحقّيّة الجنّة وثبوت التنعّم بالنعم الأبديّة الجسمانيّة أيضا على وفق
ما استفيد من الأدلّة ، وهو أيضا في الجملة من أصول الدين ومنكره من الكافرين.
__________________
(1) « الكافي »
3 : 251 ، باب النوادر من كتاب الجنائز ، ح 7.
(2) « شرح نهج البلاغة
» 5 : 163 ؛ « بحار الأنوار » 84 : 199.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|