المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الكربوكاتيونات Carbocations
14-2-2017
النواتج النهائية لمعالجة مياه الفضلات
2024-01-07
الانحراف المعياري Standard Deviation
2023-09-13
Number Field Sieve
14-9-2020
مقومات الشخصية القوية / من أنت؟!
2024-04-06
حكم إنعقاد جمعتين بينهما أقل من فرسخ
20-8-2017


الاساليب الملائمة والبناءة  
  
1975   09:14 صباحاً   التاريخ: 29-5-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص341 ـ 346
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17/12/2022 1105
التاريخ: 2-8-2021 2182
التاريخ: 2023-02-22 1101
التاريخ: 20-4-2016 2264

للسيطرة على حريات الطفل أو تدريبه على الحربة المنضبطة هناك أساليب مختلفة يحتاج تنفيذها إلى مستوى من الادراك والثقافة والاستيعاب والظرافة خاصة. من الأساليب المهمة في هذا المجال هو استعمال الأساليب الملائمة والبناءة.

ما نعنيه في الأساليب الملائمة والبناءة هي التي لا تبعث على القلق والانكسار حين استعمالها مع الأفراد ولا يشعر منها بالخجل والتأثر، توضيح ذلك أن بعض الأولياء يلجأ إلى أسلوب الملامة والاستهزاء أو الأسلوب المؤذي في مجال هداية وسيطرة الطفل وقد يصل أحياناً إلى مستوى العقوبة في حين أن الطبيعة البشرية تميل إلى الأنس والصفاء والعفو والإغماض والمحبة والرحمة. إن استعمال أسولب التفهيم والارشاد والملاحظة والعطف والرقة يعتبر من الأساليب المؤثرة جداً ويا حبذا يستفيد منه الأولياء.

هناك العديد من الأساليب المستعملة في هذا الجال نعرض بعضها:

التفهيم والإرشاد

قد لا يكون أسلوب أكثر تأثيراً من التفهيم والإرشاد في موضوع البناء ورشد الأفراد وكذلك في التحديد والضبط.

ان اتضح للفرد بأن هذا الأمر بصب بمصلحته وخط سعادته وخيره فإنه سيوافق عليه بالكامل وكما قلنا سابقاً إن التوعية هو أساس كل الفضائل(1).

المهم أن يشخص الفرد العمل الصائب من الخطأ، وكذلك معرفة نتائج فعل هذا العمل أو ترك ذلك العمل، وما هي فوائد الأول وأضرار الثاني، وفهم هذا الأمر في باب سيطرة النفس له آثار ودور مهم.

نعتقد أن أغلب التهورات أو عدم النظام ناتج من عدم فهم العواقب السيئة والغفلة عنها ومن الضروري أن بعلم الأولياء القوانين وقواعد الحياة وتشخيص طريقها.

التجارب اليومية للحياة تشير إلى أن تأثير التوعية بكون اشد بمئات المرات من الضرب والشتم ومن ا لجد بر ذكره أن المعلمين الذ بن يطبقون ذلك يجب أن يتصفوا بالصدق بالنسبة للأطفال وان يدرك هؤلاء بان الاولياء يبغون الخير لهم وكذلك يجب ان يكون منطقهم مقبول من قبل اولئك الاطفال.

الاستفادة من الإيمان

الاعتقاد بالله تعال والمعاد والإيمان بهما في السعبة الثانية من عمر الطفل أو في أواخرها لها نفوذ نسبي ورسوخ في ذات الطفل، وأما في مرحلة الفتوة والشباب فإنه من الممكن أن تصل تلك الاعتقادات إلى حد الإيمان الأكثر من المرحلة السابقة وبكون العالم بالنسبة لهم ذات صبغة إلهية(2).

يمكن الاستفادة من هذه المراتب الإيمانية والاعتقادية في باب الحربة وتحد بدها أو في طرح الأوامر الإلهية ونواهيه اللازمة.

بعد السنة الثامنة من عمره يمكننا القول له بأن عملك هذا يحبه الله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}[آل عمران: 32]، أو أن الله لا يرضى بعملك هذا ولا يحبه وهو يريدك أن تفعل هذا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: 195].

وتشير التجارب إلى تحويل الأوامر من الوالدين إلى الله تعالى يكون أكثر تأثيراً في هذه السنين لأن ذلك مناسباً بالنسبة لما هو دون السبع سنوات فهنا يمكننا قول: ان أباك لا يحب هذا الفعل أو ذاك.

هذا الأسلوب بناء ومفيد في هداية الأفراد إلى الحريات المحدودة والمنضبطة.

وبمكننا الاستعانة بالمؤاخذات الإلهية أو الحساب على الأعمال غير الصحيحة في السنين التالية للثانية عشر(3).

التذكير بقوانين العائلة

يميل الطفل أحياناً إلى الحريات اللامنضبطة وهنا يمكن للأب والأم القول أمامه بأن هذه الأعمال ليست من شأن عائلتنا. على سبيل المثال يرغب بشراء ملابس أو أدوات أو السير في طرق غير مقبولة من نظر العائلة، ويمكن في هذه الحالة القول له بان شرائك لهذه الأشياء لا تنسجم معنا ونحن لا نؤيدها.

من الممكن أن يطرح الطفل افراداً آخرين للاستشهاد بهم وفي رغباتهم وشرائهم للأشياء ولكننا يجب الرد عليه دون المساس بهؤلاء: إن هؤلاء لهم طراز خاص في حياتهم ولا يتفق النظام العائلي لنا معهم وأن لهم طريقة خاصة في الحياة ونحن لنا طريق آخر، ونحن لا نستطيع المشاركة بتلك المجالس أو ذكر عيوب شخص، ولا بمكننا الذهاب إلى السينما لمشاهدة أي فيلم كان.

الاستفادة من أسلوب التساهل

هم أبناؤنا وتحت كل الظروف وإن كانت لهم وقاحة في أساليبهم أحياناً، لكن مع ذلك يطغي عليهم الحياء امام الوالدين ولهم التزامات معهم ومع المحيطين بهم تتصف من قريب أو بعيد بالأخلاقية والعاطفية. وبالنظر لرعايتهم لتلك الجوانب نراهم يغضون النظر عن يعض رغباتهم ويأخذون عواطف الآخرين ومحبتهم بنظر الاعتبار ويحسبون لهم حساباً خاصاً.

من جانب آخر فإن بيان أولياء الطفل المصحوب بالصفاء والأنس لبعض الأمور بقولهم: أنا أتوقع منك كذا، أو أن تترك هذا الفعل وتكون في ذلك الخط، سيكون بلا شك ذا تأثير في استقامته وخصوصاً لو رافق ذلك هداية أو تبيان لعواقبه الحسنة أو السيئة، بلا شك إن تأثير ذلك حاصل إن كان باب الاهتمام والتساهل بين الوالدين والابن مفتوح وكذلك بين المربين والطفل أو كل من يشعر بوظيفته في هذا الباب.

إن المواساة وحفظ الكرامة والإحسان والحماية كل ذلك سيكون مفتاح باب هذا الجانب ومثبت للعواطف والمشاعر.

حرقة القلوب

من الشروط المهمة والمؤثرة جداً في السيطرة على الأفراد وتحديد حرياتهم إظهار العطف وحرقة القلوب على حالات الأطفال وسلوكياتهم الموجودة، يجب على الوالدين إظهار حبهما له وأنهما قلقان جداً من أن يصاب بمشكلة أو مخمصة.

يجب إفهامه بأن تركه في هذا السبيل سيؤدي به إلى الضرر والصدمات وهذا ما يسبب حرقة القلب والآلام. يجب القول للطفل بأن هذا الفعل يسبب ذهاب ماء الوجه لا يمكن تحمله، أو ان رفاقك مع هذا تشوه سمعتك وهذا ما لا بعجبنا..

يجب أن يشعر الأطفال بأنهم محترمون لدى آبائهم وأمهاتهم وأنهم يتمنون سعادتهم وخيرهم وأن قلوبهم محترقة عليهم وعلى مستقبلهم ولهذا فإنهم يحاولون توجيههم إلى جهة أو منعهم عنها

تغيير احتياجات الطفل

تعتبر من الأمور المهمة في مبداً الحرية وإطلاق اليد في العمل ولا يمكن الضغط عليه دائماً فهو بحاجة إلى الحركة والقفز والعبث بالأشياء، وأن اللعب والحركة هي جزء من مراحل حياته لا بمكننا سلبها منه.

إن عطلنا أمراً بجب علينا إعطاؤه البديل، على سبيل المثال لو منعناه عن الركض في غرف العمارات السكنية (الشقة) فيفترض بنا أخذه إلى المتنزه أو ساحة الس وكمح له مل ع الت والقفز وتفريغ جميع شحناته.

وبما اننا نمنعه من العبث بالساعة والراديو والتلفزيون يجب علينا وضع شيء آخر مقابله لممارسة تلك الرغبة، نمنعه عن الكتابة على الحائط ولكن البديل عنها نعطيه قلماً وورقة وندعه يكتب ما يشاء مع إعطائه النصائح اللازمة.

نكات في هذا المجال

يجب مراعاة بعض النكات المهمة منها:

- إثبات أمنياتك الخيرة له ونياتك الناصحة.

- اثبت له عملياً صدقك بحيث يصدقك بالكامل.

- يجب أن تحمل نصائحكم له طابع الاقتراح وإياك والجبر والتسلط.

- يجب أن تجعل نور الأمل يشرق في قلوبهم وأن تصور لهم المستقبل الجميل في ظل رعاية أوامر الوالدين ونواهيهما

- يجب الثبات على الرأي في مجال توضيح واجراء القواعد الانضباطية.

- لا ننسى مبدأ التوعية وبجب على الأفراد ان يعلموا ما يفعلون وما لا يفعلون.

- يجب أن يكون الأولياء قدوة في خط العلم والتطبيق والبرنامج الذي يدعون الطفل له.

- اثبت له بأنه موضع ثقة الجميع. ونذكر مرة أخرى أن الشرط الرئيسي لسعادة الطفل وقبول أوامر والديه هو اعتماد الجميع عليه والاطمئنان إلى وعوده وعهوده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ سير الحكمة: ج1، قول سقراط.

2ـ تستيقظ الفطرة في هذه المرحلة.

3ـ الإنذار. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.