المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



من يتحمل مسؤولية إدارة شؤون الأسرة وتوجيهها؟  
  
1815   11:23 صباحاً   التاريخ: 27-5-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص94ـ97
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

كما تعلمون فإن الزوج والزوجة وهما يسيران في طريق الحياة المشتركة، يحتاجان إلى التفاهم والاتفاق قبل أي شيء آخر وهما يستطيعان تحقيق ذلك من خلال الحوار البنّاء والهادئ والمحق ومن خلال التسامح الودّي دون مِنّة من أحدهما. نعم إن بإمكان الزوجين أن يتوصلا إلى التفاهم والوئام بشأن مختلف القضايا الحياتية وذلك عن طريق الحوار والتحدث والتفكير وبإمكانهما أيضاً من خلال التسامح والمحبة تجاه بعضهما البعض أن يصلا إلى التفاهم المشترك ويدرك أحدهما متطلبات ورغبات الآخر ويبنيا حياتهما المشتركة. ولكن هناك سؤال مطروح دائماً وهو، بالرغم من أن التفاهم والاتفاق يجب أن يسودا الحياة الزوجية في جميع لحظاتها، من يتحمل مسؤولية إدارة شؤون الأسرة وتوجيهها وقيادتها؟ ومن هو الذي يحدد أطر السياسة العامة والنهج العام للأسرة؟ ومن يطيع أفراد الأسرة وما هي الحالات التي توجب عليهم الطاعة؟

إن الله سبحانه وتعالى - الذي هو مالك وحاكم هذا العالم وسكانه - جعل الرجل مسؤولاً عن الأسرة وراعياً لها وجعل هذا العبء الثقيل وهذه المسؤولية الجسيمة على عاتق الرجل وقال الله تعالى في القرآن الكريم: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34]. لقد جعل الله سبحانه وتعالى الرجل قيّماً ومسؤولاً عن زوجته وأولاده وأسرته حسبما ورد في هذه الآية الكريمة وذلك لسببين وجيهين:

السبب الأول: هو القدرة التي يتمتع بها الرجل والإمكانية التي يحظى بها، والسبب الثاني: هو مسؤولية الرجل على صعيد تأمين نفقات ومتطلبات الأسرة - فالله سبحانه وتعالى الذي صور وجود المرأة والرجل يعرف جيداً مدى قدرات وإمكانيات ونفسيات كل منهما كما يعرف طبيعة المسؤوليات التي يستطيع كل من الرجل والمرأة القيام بها بشكل أكثر كفاءة وجدارة. فقد وضع الله سبحانه وتعالى على عاتق الرجل مسؤولية تأمين المعاش للأسرة والإنفاق عليها وتأمين متطلباتها المعيشية. فهو يخرج من البيت صباحاً للحصول على الرزق الحلال ويواجه مختلف المخاطر والعقبات والصعاب حيث يؤمن وبكثير من العناء والتعب متطلبات الحياة المعيشية ويأتي بها إلى البيت. فماذا يتوقع الرجل أن يحصل عليه في مقابل هذا التعب والعناء وتقبل كل هذه المخاطر والمشاكل؟ ألا يتوقع من زوجته أن تقدر ذلك من خلال إظهارها للمحبة والطاعة وتعبيرها عن الشكر والامتنان لزوجها؟ فإذا كانت الزوجة امرأة لائقة وكفؤة تتمتع بالفهم والإدراك وتفكر بسلامة وصلاح أمرها وأمر زوجها وأولادها، فهي بالتأكيد لا تخيب ظن زوجها بها وتؤمن له ما ينتظره هو منها وبالتالي تطيع فهي تطيع الله وتطيع زوجها على النعم التي أنعم بها عليها على يد زوجها وعن طريقه .

إذا كانت الزوجة سليمة التفكير وواعية فهي تدرك بأن الاستمرار في الحياة الزوجية المشتركة والحصول على محبة الزوج لها، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال طاعة الزوج. وعلى الزوجة أن تعلم بأنها إذا كانت ترغب باحترام زوجها لها فعليها هي أيضاً أن تحترم كلام وتوجيهات وتعليمات زوجها وتقبل بإدارته لشؤون الحياة العائلية ومثل هذه الزوجة تدرك بأنها إذا لم تحترم زوجها فإنها تكون قد ظلمت نفسها وحرمتها من المزيد من الخدمة والمحبة التي يقدمها لها زوجها. وإذا لم تكن هناك طاعة وقبول متبادل للمهام والأدوار بين الزوج والزوجة داخل تنظيم الأسرة، فإن جذور المخالفة والعناد تبدأ بالظهور وهذه الآفة تقضي على الأغصان اليانعة للحياة الزوجية وتتسبب في جفافها. ومن أجل أن تبقى الأسرة محافظة على نشاطها وحيويتها ونضارتها ومن أجل المحافظة على النظام والقيم الخلقية والاحترام المتبادل داخل الأسرة واستمرار سلامتها وتزايد مشاعر المحبة والاحترام بين أفرادها فإن رسول الله صلى الله عليه وآله فرض على المرأة طاعة زوجها حيث قال صلى الله عليه وآله ما مضمونه: «المرأة الصالحة هي التي تطيع زوجها وتعمل بما يأمرها به»(1).

والآن وبعد هذا التوضيح القصير، اقرأوا هذه الرسالة، وبعد ذلك قولوا هل الحق مع الزوج أم مع الزوجة؟

الرسالة:.. حياتنا تسير على ما يرام ويسود التوافق الخلقي بيننا ورغم ان زوجتي مستواها أعلى مني من حيث الثقافة والمعلومات إلا أنها تسمع كلامي وتطيعني في مختلف الأمور والقضايا ما عدا بعض الحالات فهي لا تقبل بكلامي وهذا الأمر يضايقني ويؤذيني كثيراً. فعلى سبيل المثال عندما يزورنا ضيف أو عندما نقرر السفر او زيارة أحد فإنها تصر على رأيها وتتشبث به وعند ذلك تصر وتقول: إني لا أذهب. وكل ما أقول لها وأحاول إقناعها وأرجوها وألح عليها وأذكر لها الأدلة والأسباب فإنه لا ينفع معها ذلك أبداً وعندها أضطر إما للسفر وحدي او ألغي سفري نهائياً أو أغض النظر عن زيارة الأقارب أو الأصدقاء وأجلس في البيت وأنا متوتر الأعصاب أختلق الذرائع والحجج. ليت هذه الحالة لم تكن موجودة فيها وكانت زوجتي مطيعة لي في كافة أمور وقضايا الحياة الزوجية.

إذا ما قرأتم هذه الرسالة وقدمتم لزوجتي النصائح والإرشادات وقبلت بها فسيكون الأمر رائعا، وفي غير هذه الحالة فإنها عندما تطلب الذهاب إلى منزل والدتها، سأضطر في المقابل أن أقول لها: لا أستطيع، لا أذهب معك، وأنت أيضاً يجب أن لا تذهبي.. وعندها أخشى أن تحدث مشاكل وتنهار حياتنا.

أخوكم...

أيها الأخ الكريم!

حبذا لو أخذت بعين الاعتبار هذين المبدأين المهمين عندما تمارس مسؤوليتك في إدارة شؤون أسرتك والحصول على طاعة زوجتك:

١- على صعيد طلباتك وتوقعاتك من زوجتك عليك أولاً أن تمهّد لقبول هذه الطلبات من قبل زوجتك وطاعتها لك فيما تريد وأن تهتم وتأخذ بعين الاعتبار إمكانياتها وقدراتها ونفسيتها وحاول أن تكون طلباتك وتوقعاتك في حدود إمكانيات زوجتك وطاقتها.

وكمثال، لعلك كنت تنتظر منها أن تتحرك للسفر فوراً بمجرد أن تقرر ذلك وتأمر به. إن عليها أن تقوم بأعمال كثيرة استعدادا للسفر، فعليها أن ترتب المنزل وتهيئ الأولاد والأطفال وتحضّر وسائل ومستلزمات السفر وتدرس أماكن الإقامة في المكان الذي تريد أن تسافر إليه وذلك على ضوء قدرتها وطاقتها وسلامتها الجسمية... وإذا كلفتها بأكثر مما تستطيع وتطيق فإنك في الحقيقة تدعوها إلى التمرد وعدم الطاعة، حيث يقول أمير المؤمنين عليه السلام ما مضمونه: «من كلّفك وحمّلك بأكثر من طاقتك فقد أجاز لك أن تعصي أمره».

٢ - عليك أن تعلم أيها الأخ الكريم بأن الطاعة لا تكون إلا في عمل الخير وعمل المعروف، وإذا كان الطلب بما يخالف أمر الله فالطاعة ليست واجبة في هذه الحالة. وهناك من الولائم ودعوات الضيافة التي لا يرضاها الله وفي هذه الحالة فإن زوجتك عليها أن لا تطيعك وتمتثل لأمرك بالمشاركة في مثل تلك الولائم ودعوات الضيافة.

وفي ختام بحثنا، نذكر زوجتك الكريمة وجميع الأخوات والزوجات اللواتي يردن أن يتمتعن ويحظين باحترام وتقدير أزواجهن ويبعدن بالتالي بيوتهن عن نيران الخلافات والمنازعات وينجون في الآخرة من عذاب السعير يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «ثلاثة في مأمنٍ من نار جهنم: الزوجة المطيعة لزوجها، والمرأة التي تصبر على فقر زوجها والبار لوالديه».

ولنتذكر جميعاً بأننا إذا أردنا أن ننال جميع الخيرات والحسنات فعلينا أن نطيع أوامر الله وطوبى لمن أطاع ربه في جميع شؤون حياته.

__________________________________

(١) بحار الأنوار ، ج103 ، ص235. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.