أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2021
2251
التاريخ: 24-1-2016
5359
التاريخ: 18-1-2022
1752
التاريخ: 12-1-2022
1610
|
نظرية القوة الجوية:
لقد كان للتقدم الذى طرأ على الطيران في السنوات الأخيرة ودوره الفعال في الحرب العالمية الثانية أثره الكبير على الفكر الجيوبوليتيكي فظهرت بعض الآراء التي تهتم بدراسة القوة الجوية .
فقد كتب مكلايش مقالا في عام ١٩٤٢ بعنوان «توقع النصر» أشار فيه إلى أن الطائرة سوف تغير جغرافية العالم وتاريخه، وأن القوة الجوية سوف تقرر مصير النصر، فلا يشك أحد فيما قامت به الطائرات خلال الحرب من رحلات من قارة إلى قارة، أو من قصف لأهداف لم يخطر ببال أحد إمكان قصفها. فالطائرة جعلت الإنسان يرى كل شئ، يرى العالم كله كرة واحدة.
كما نشر وليام بوردون مقالا في عام ١٩٤٢ بعنوان ((توجه النقل الجوي الامريكي نحو الشمال)) جاء فيه : (بأن العشر أو العشرين سنة القادمة سوف تشهد وصول الطائرات إلى مركز له أهمية كبيرة في ثلاثة جوانب من النشاط البشرى، فقد تصبح السلاح المسيطر في مجال الحرب، وتتفوق على الجيوش البرية والبحرية، كما ستلعب دورا هاما في مجال النقل).
كما تناول تشارلز هارد أثر القوة الجوية الجيوبوليتيكى حيث ذكر «أن القوات الجوية هي التي تحدد مجرى الحرب إلى حد كبير، كما أنها سوف تقرر مستقبل السلم أيضا» .
ويعد رينر من المفكرين الذين كان لهم أثرهم في مفاهيم ومبادئ من تبعوه في أثر القوة الجوية، فقد كان تصوره فيعام ١٩٤٤ «أن قلبا جديدا للأرض يتكون من قسمين: يحتل القسم الأول منهما قلب الأرض ممثلا في الاتحاد السوفيتي، والثاني وهو الأصغر يمثل أمريكا الشمالية الذى بلغ منتهي الثروة والتطور. ويربط القسمين المحيط المتجمد الشمالي الذى يمثل الدائرة العظمى من دوائر العرض.
ونظرا لأن المسافات بين المناطق الواقعة على امتداد الدوائر العظمى هي أقصر بكثير من غيرها، لذلك أصبحت مناسبة لاستخدام السلاح الجوي، وخاصة أن هذا القلب أصبح معرضا لخطر الهجوم المتبادل عبر المحيط المتجمد الشمالي، ولذلك فهو يعد المدخل إلى قلب الأرض، وبالتالي السيطرة على العالم.
ويعد سفرسكي من أبرز من تناول أهمية القوة الجوية كما يبدو من نظريته التي سنتناولها فيما يلى :
نظرية ألكسندر دى سفرسكي :
كان دى سفرسكي أحد رجال القوة الجوية الروسية، وقد اقترن مفهوم القوة الجوية باسمه رغم وجود الكثيرين ممن سبقوه في الكتابة عن أهمية هذه القوة من الناحية الجيوبوليتيكية ممن تأثر بهم، فهو عد خير من كتب في هذا الموضوع.
ولذلك يرجع الفضل في تقويم القوة الجوية إلى سفرسكي، وذلك من خلال كتابه بعنوان «القوة الجوية مفتاح البقاء وذلك في عام 1950 وقد رسم في هذا الكتاب خريطة للعالم على أساس المسقط القطبي للمسافات والانحرافات الصحيحة، وتبعا لذلك أصبح النصف الغربي للعالم يقع في جنوب القطب، والنصف الشرقي الممثل في أوراسيا في شمال منطقة القطب.
وقد كان الهدف من هذه الخريطة هو تحديد مجال قدرة القوة الجوية التابعة لكل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وإمكانية سيطرتها على قارات العالم، بعد أن اقتنع سفرسكي بفكرة تفوق السلاح الجوي وإخضاعه القوة البرية والبحرية.
وقد حدد سفرسكي على هذه الخريطة دائرتين صغيرتين : الأولى منهما تمثل القلب الصناعي الروسي، والثانية تمثل القلب الصناعي الامريكي، وأما الدائرتان الكبيرتان المتداخلتان فإن الأولى منهما تحدد منطقة سيادة القوة الجوية للاتحاد السوفيتي، وهي التي تضم الجزء الأكبر من قارة أفريقيا وجميع جنوب شرقي آسيا والحافة الشمالية من أستراليا، بينما تضم الدائرة الثانية منطقة سيادة القوة الجوية الأمريكية التي تشمل أمريكا الشمالية واللاتينية .
وأما النطاق الذى يتداخل فيه النفوذ الروسي والامريكي فقد عبر عنه سفرسكي في الخريطة باسم «منطقة تحديد المصير» لأهمية هذه المنطقة الاستراتيجية. فمن يتحكم في هذه المنطقة التي يتداخل فيها النفوذ الجوي للقوتين العالميتين يسيطر على العالم كله.
وتضم منطقة التداخل هذه أمريكا الشمالية وأوربا وأفريقيا شمال الصحراء الكبرى ومعظم آسيا والجزر اليابانية والجزر البريطانية، وبذلك أصبحت تضم الوطن العربي، ومن هنا كان منطوق نظرية سفرسكي على الشكل التالي :
1- من يملك السيادة الجوية يسيطر على منطقة تداخل النفوذ (منطقة تحديد المصير).
2- من يتحكم في منطقة التداخل يسيطر على العالم كله.
وبناء على هذه النظرية فقد أوصى سفرسكي الولايات المتحدة الأمريكية بأن تركز على تفوقها الجوي لكى تبنى لنفسها قوة ضاربة لا يفوقها قوة جوية أخرى بالعالم، كما أوصاها بعدم القيام بحروب محدودة مثل حربها في فيتنام حتى لا تستنزف قواها، وبأن تصفي قواعدها في الخارج لأنها تكلفها الكثير، وعليها أن تشعر العدو بأن أى عدوان من جانبه سيقابل باستخدام قواتها الجوية للقضاء عليه.
ويرى سفرسكي أن وجهة النظر العالمية هذه تقود الولايات المتحدة إلى فكرة الدفاع عن النصف الغربي من العالم، كما يرى أن من الضروري في هذه الظروف وضع تحصينات دفاعية عن النصف الغربي من العالم تأخذ اتجاها شماليا جنوبيا وليس شرقيا غربيا.
وقد أخذت الولايات المتحدة الأمريكية بآراء سفرسكي واتخذت من المنطقة القطبية الشمالية خطا أوليا للدفاع عن القارة بإنشاء مجموعة من القواعد الجوية ومحطات الأرصاد الجوية والرادار، وأطلقت على مجموعة الرادار في هذه المنطقة «الإنذار المبكر » ويقال ذلك من الناحية الأخرى تحصينات سوفيتية.
منذ ظهور نظرية سفرسكي فإن توقعاته التي بناها على القوة الجوية وما يمكن أن تحدثه من آثار على العلاقات الدولية أخذت تقترب من الصحة عاما بعد عام، فقد تطورت الأسلحة الجوية في السنوات الأخيرة بدرجة تفوق الطائرة من حيث السرعة والمدى والقدرة على التدمير، ومنها الصواريخ عابرة القارات والأقمار والصواريخ أرض جو والقنابل اليدوية وغيرها من الأسلحة التي بإمكانها إصابة أهدافها بكل دقة أينما كانت على الكرة الأرضية، ومهما يكن بعد قواعد الإطلاق عن الهدف. وهناك دول كثيرة أصبحت تملك إمكانيات التدمير هذه لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستواجه احتمال التدمير الشامل في حالة قيام حرب عالمية وبصفة خاصة في حالة استخدام السلاح النووي.
ولكن مما يلاحظ على نظرية سفرسكي أنه بالغ في أهمية القوة الجوية بشكل أدى إلى تقليله من أهمية القوتين البرية والبحرية، رغم أن النصر يصبح صعب التحقيق دون تعاون جميع القوى على اختلاف أنواعها وأهميتها وفاعليتها في ميدان القتال. فقد كانت إستراتيجية ألمانيا والسوفييت في الحرب العالمية الثانية الاعتماد على القوة الجوية والقوة البحرية باعتبارهما مكملين للسلاح الرئيسي في الحرب وهو القوات البرية.
كما يلاحظ أن سفرسكي في أعطى أهمية كبيرة لمنطقة القطب الشمالي تفوق الواقع، حينما اعتبرها أخطر منطقة في العالم، والسيادة عليها تعطى قوة للدولة التي يمكنها السيطرة عليها من أى من الدول الثلاث الاتحاد السوفيتي أو بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية.
والمبادئ الاستراتيجية التي وضعها ماكندر (نظرية القوة البرية) وماهان (نظرية القوة البحرية) و سفرسكي (نظرية القوة الجوية) لم تكن مجرد آراء دون أن يلتفت إليها، وإنما وضعت موضع التطبيق من قبل بعض الدول ولا سيما الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي اتخذت منها أساسا لاستراتيجيتها العالمية فضاعفت جهودها لتحصين دفاعها الخارجي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد تأسست خطتها على أساس أن حدود السلامة بالنسبة لها توجد حيث تتعرض المصالح الأمريكية إلى خطر، وعلى إيجاد مشروع هجوم للقوة الأمريكية بكل الوسائل وفي كل المناطق الممكنة.
وفي سبيل ذلك نظمت شبكة قواعدها ومجالات مصالحها العسكرية في مناطق تقع بعيدا عن حدودها الوطنية وأقامتها في أى مكان تحدد أفضليته مبادئ الاستراتيجية العالية عن طريق الاتفاق مع الدول التي تسمح لها بإقامة قواعد عسكرية في أراضيها.
ولذلك شاركت في حلف مع دول شمال الأطلنطي التي تضم خمس عشرة دولة أمريكية وأوربية بالإضافة إلى تركيا، كما تسعى بعض دول شرق أوربا التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي للانضمام إلى هذا الحلف، وكما عقدت حلف ريو الذى يجمع بينها وبين دول أمريكا اللاتينية ما عدا كوبا التي ارتبطت بالمعسكر الاشتراكي، وكذلك حلف الذي يربطها بكل من أستراليا ونيوزيلندا، وحلف الفلبين مع الفلبين، وحلف اليابان مع اليابان، وحلف كوريا مع كوريا الجنوبية، وحلف فورموزا مع فورموزا، وحلف جنوب شرقي آسيا مع إنجلترا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا والفلبين وتايلاند.
والهدف من إنشاء القواعد والمشاركة في الأحلاف المشار إليها بعيدا عن حدود أرضها هو أن هذا البعد يساعدها على غلق طريق الوصول إلى أراضيها بوجه المعتدى، ويجعل هجوم قواتها في حالة العدوان قريبا من مراكز العدو, ولذلك امتدت قواعدها إلى البحر الكاريبي ونيوفوندلاند وجرينلندا وأيسلندا والمملكة المتحدة والدانمرك وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا وجزر الآزور ومنطقة الخليج العربي، ثم إلى فورموزا وكوريا الجنوبية، وبذلك أصبح دفاعها يشكل طوقا حديديا يحيط باليابس الذى كان يسيطر عليه الاتحاد السوفيتي والصين، وهذه المنطقة التي تعد بمثابة القلب التي أشار إليها ماكندر، كما أن هذه القواعد الاستراتيجية تقع في المنطقة الساحلية (الهلال الداخلي)، أو الرم لاند الذى أشار إليه سبيكمان.
ولكن هذا الطوق غير محكم حيث يشكل فيه الشرق الأوسط فجوة كانت ممثلة في مصر وسوريا والعراق ثم في ليبيا بعد إغلاقها لقاعدة هويلس، مما دعا الولايات المتحدة الأمريكية للعمل على مساندتها لإسرائيل ثم السعي إلى تقوية علاقاتها بمصر وقد ساعدها على ذلك تفكك الاتحاد السوفيتي وضعف علاقاته بدول هذه المنطقة, وتطبيقا لنظرية ماهان (القوة البحرية) فقد اهتمت الولايات المتحدة بقواتها البحرية فأنشأت الأساطيل التي تنتشر في كل البحار كالأسطول السادس في البحر الأبيض المتوسط والأسطول الساع في المحيط الهادي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|