الجغرافيا السياسية للمياه العذبة

تعد المياه عصب الحياة الإنسانية ومعينها، فقد قامت الحضارات وازدهرت حول أحواض الانهار وروافدها. فلا يستطيع أحد أن يتجاهل دور كل من نهر النيل في الحضارة المصرية ونهري دجلة والغرات في الحضارات التي ازدهرت في بلاد ما بين النهرين، وقد أكد القرآن الكريم أن الحياة مرتبطة ارتباطا مصيريا بالمياه في قوله تعالى: وجعلنا من الماء كل شيء حي) (سورة الانبياء، الآية: 30).

تتكون المياه العذبة بشكل طبيعي على سطح الارض أو تحت الارض، وتتميز المياه العذبة بشكل عام بوجود تراكيز منخفضة من الاملاح الذائبة وغيرها من المواد الصلبة المذابة وتنمية موارد المياه العذبة من حيث زيادة كميتها و تحسين نوعيتها و رفع كفاءة إدارتها يعود بالفائدة على جميع أفراد المجتمع خاصة بعد تزايد أزمة المياه، و التحرك بفرض البحث عن حلول لهذه المشاكل المتزايدة. وإن الدول التي تتمتع بموارد طبيعية كثيرة من أرض ومياه وغيرها من الموارد إذا استفلت هذه الموارد بشكل أفضل تصبح هذه الدول من الدول الفنية والتي تتمتع باقتصاد مستقر حيث توفر هذه الموارد كل ما يحتاج إليه الإنسان في تلك الدول بالتالي يعيش حياة مستقرة. من أهم هذه الموارد بالطبع المياه التي تشكل المورد الاساسي الذي لا غنى عنه لكل الدول. لذا أصبحت للمياه أهمية خاصة في العلاقات بين الدول خاصة الدول التي تشترك في حوض واحد كما أصبحت المياه أحد أدوات الضغط السياسي الذي تمارسه بعض الدول التي تسيطر على منابع الانهار أو مصادر المياه المشتركة المتشاطئة في نفس المصدر المائي.