- الحدود السياسية فى الصحارى:

تعد الصحارى من الظاهرات التى يمكن أن تفصل بين الدول المتجاورة. وقد لعبت الصحارى دورا هاما فى حماية المدنية القديمة من غزو الأعداء كما حدث بالنسبة لمصر حيث كانت الصحراء الشرقية والغربية الدرع الواقي من الغزو الخارجي لوادي النيل ودلتاه، كما ساعدت الصحارى المحيطة بالعراق على حماية حضارته القديمة, ولكن رغم هذه الأهمية فإن الصحارى بدأت تفقد أهميتها فى الفترة الأخيرة شأنها شأن الغابات والمستنقعات نظرا لفقدانها الأهمية الدفاعية بعد تطور الأسلحة الحديثة كما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية التى دارت رحاها فى صحراء مصر الغربية، كما أنها لم تعد خالية من السكان كما كانت من قبل بعد أن اشتد التركيز عليها بحثا عن المعادن أو لاستصلاحها من أجل الزراعة، ثم بعد أن أمكن شق الطرق عبرها واستخدام وسائل النقل المختلفة.

وتأخذ الحدود السياسية عبر الصحارى خطوطا مستقيمة قد لا تسير مع خطوط ودوائر العرض كما هو الحال بالنسبة للحد السياسي بين مصر وليبيا الذى يسير مع خط طول ٢٥ شرقا، وبين مصر والسودان الذى يسير مع دائرة عرض ٢٢ شمالا. وقد تأخذ الحدود السياسية خطوطا مستقيمة بغض النظر عن الارتباط بخطوط الطول ودوائر العرض، كتلك التى تفصل بين ليبيا وتشاد، وبين الجزائر وكل من النيجر ومالي وموريتانيا, ومما ساعد على ذلك ندرة السكان فى الصحارى، كما أن أهميتها بالنسبة للمعادن والتوسع الزراعي لم تكن قد برزت وقت تخطيطها, ويشكل البدو مشكلة عند اتخاذ الصحارى كحدود سياسية؛ وذلك لأنهم تخذون من الرعي نشاطا رئيسيا لهم. وهذا النوع من النشاط لا تقف أمامه الحدود السياسية نظرا للارتباط القبلي بين سكان الصحارى، كما أن نقط الارتكاز.