أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2021
2021
التاريخ: 3-10-2020
2809
التاريخ: 5-1-2021
2042
التاريخ: 29-1-2016
2831
|
المنظمات الأفريقية:
لقد تعرضت القارة الأفريقية أكثر من أى قارة أخرى لأطول فترة حكم استعماري أوربي، فقد تقاسمتها سبع دول أوربية هي: بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا وبلجيكا والبرتغال وألمانيا. فقد كانت أفريقيا بالنسبة لهذه الدول تعد بكرا؛ فهي غنية بالمعادن اللازمة لحاجات هذه الدول، وللأيدي العاملة والأسواق الخارجية الواسعة لمنتجات الدول الأوربية، بالإضافة لأهمية القارة السياسية، وفي التسابق على المكانة الدولية بين هذه الدول.
لكل هذه الظروف كانت أفريقيا مسرحا للصراع بين هذه الدول، وكانت تتأثر بالأحداث التي تجرى في أوربا، حيث كانت تعامل كما لو كانت غنائم حرب، فهزيمة أى دولة من هذه الدول كان يترتب عليها تقسيم مستعمراتها بين الدول المنتصرة، كما حدث في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، فقد ترتب عليها خروج ألمانيا وإيطاليا المهزومتين من مناطق نفوذهما في أفريقيا.
وقد بدأ الشعور بضرورة التحرر من سيطرة الحكم الأوربي يتبلور تدريجيا خلال النصف الأول من القرن العشرين، فتشكلت الأحزاب في بعض الدول لمقاومة الاستعمار، وبدأت هذه الأحزاب تستقطب المشاعر الوطنية في بلادها نحو الاستقلال والتحرر. وعندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها كانت هناك أربع دول أفريقية مستقلة فقط هي : مصر والحبشة (أثيوبيا) وليبريا وجنوب أفريقيا، ثم بدأ تزايد الدول المستقلة عاما بعد آخر إلى أن بلغ عددها في أفريقيا نحو ثلث أعضاء منظمة الأمم المتحدة. وقد ارتبطت محاولات الشعوب الأفريقية للتحرر من الاستعمار بمحاولات لتحقيق نوع من الوحدة أو التضامن فيما بينها في نطاق اتحادات وتنظيمات أكبر تكون أقدر على مواجهة مشاكل ما بعد الاستقلال.
وقد بدأت هذه المحاولات في ١٧ يناير عام ١٩٥٩ عندما اجتمع في داكار عاصمة السنغال ممثلون من السنغال والسودان الفرنسي (مالي) وفولتا العليا وداهومي، وذلك لإقامة اتحاد فيما بينهم يسمى (اتحاد مالي) في ظل ارتباطهم بفرنسا، حيث لم تكن هذه الدول تتمتع بالاستقلال السياسي الكامل، بل بحكم ذاتي في ظل الدستور الفرنسي الصادر في ٤ أكتوبر عام ١٩٥٨ .
وقد وافق ممثلو هذه الدول على إقامة هذا الاتحاد الذي يتكون من وزارة اتحادية تضم وزارتين من كل دولة، وتكون هذه الوزارة مسئولة أمام برلمان يضم ٤٨ عضوا من الدول الأربع تنتخبهم المجالس التشريعية في كل دولة.
ولكن رغم الاتفاق على هذا الدستور في ١٧ يناير ١٩٥٩ فقد رفضت كل من فولتا العليا وداهومي التصديق عليه، ولذلك عدل في أبريل عام ١٩٥٩ ليكون مقصورا على دولتين فقط هما السنغال والسودان الفرنسي (مالي)، وتبع ذلك موافقة فرنسا على منح الدولتين الاستقلال الكامل من قبل فرنسا في 20يونيو عام ١٩٦٠. ولكن هذا الاتحاد لم يكتب له النجاح لاختلاف الدولتين على شخصية رئيس الدولة الاتحادية مما أدى إلى انسحاب السنغال من الاتحاد في20 أغسطس عام 1960وأعلن استقلالها في اليوم نفسه، كما أعلن استقلال السودان الفرنسي في ٢٢ سبتمبر عام ١٩٦٠ تحت اسم «جمهورية مالي» ، واعترفت فرنسا بالدولتين.
وبعد فشل «اتحاد مالي» ظهرت محاولة اتحاد آخر بين أربع دول هي : النيجر وساحل العاج وفولتا العليا وداهومي، وبدأ ذلك باجتماع في باريس في ٦ مايو عام ١٩٥٩، وأعقبه اجتماع آخر في «أبيدجان» عاصمة ساحل العاج في ٢٩ مايو عام ١٩٥٩، حيث وضعت فيه أسس قيام اتحاد بين الدول الأربع اتخذ اسم «مجلس الوفاق الذي يتكون من رؤساء الدول الأربع ورؤساء ونواب المجالس التشريعية في كل دولة، ومن بعض الوزراء، ويجتمع هذا المجلس عدة مرات في كل عام، وتصدر قراراته بالإجماع، ويرأسه رؤساء الدول الأربع بالتناوب لمدة سنة لكل منهم. كما أنشئ جهاز اقتصادي يسمى (صندوق التضامن) تخصص له كل دولة منهم 10من إيرادها. ولهذا الاتحاد سياسة خارجية موحدة، وضرائب وخطط تنمية موحدة، و قواعد موحدة في التوظيف، ولكن هذا الاتحاد لم يستمر طويلا.
وفي ٢٥ ديسمبر عام ١٩٦٠ عقد اجتماع في كوناكرى بين رؤساء كل من غانا وغينيا ومالي للاتفاق على إقامة اتحاد يسمى «اتحاد الدول الأفريقية» ليبدأ بالدول الثلاث على أمل أن يضم دولا أفريقية أخرى حيث أعلن ميثاقه رسميا في أول يوليه عام ١٩٦١، وكان هذا يتضمن ما يلى :
«يعتبر اتحاد الدول الأفريقية نواة للدول المتحدة الأفريقية، وهو مفتوح لكل دولة أو اتحاد دول أفريقية تقبله بأهدافه وموضوعه، ويمكن لكل دولة أفريقية توافق على أهداف وموضوعات ميثاق الاتحاد أن تكون عضوا عندما تعلن ذلك رسميا»
وقد أنشئ لهذا الاتحاد عدة هيئات تدير شئونه تتمثل في «مؤتمر الاتحاد» الذي ينعقد ثلاث مرات في العام في عواصم الدول الثلاث بالتناوب، ويرأس كل مؤتمر رئيس الدولة التي ينعقد فيها الاجتماع، وتتخذ القرارات بالإجماع. كما تتكون لجنة تحضيرية تجتمع عادة قبل انعقاد المؤتمر، ثم يضم الاتحاد لجانا أخرى اقتصادية ومالية، ولجانا لتنظيم التنظيمات الشعبية للربط بين الحركات الشعبية. ورغم كل ذلك فإن هذا الاتحاد لم يكتب له النجاح، ولكنه يعد محاولة على طريق الترابط بين الدول الأفريقية, ولكن الاتحادات التي كانت أكثر فاعلية هي : منظمة الاتحاد الأفريقي الملجاشى، ومنظمة الدار البيضاء ومجموعة منروفيا، ثم منظمة الوحدة الأفريقية أخيرا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|