أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-22
1447
التاريخ: 15-4-2016
4504
التاريخ: 2023-10-08
1120
التاريخ: 16-10-2020
2528
|
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لولا ثلاث في ابن آدم، ما طأطأ رأسه شيء:
المرض، والموت، والفقر، وكلهن فيه، وإنه لمعهن لوثَّاب)(1).
فكل إنسان له قابلية للتجبر والتفرعن والبطش، وهذا ما نراه حولنا كثيراً، خاصة عند من أعطي جاهاً أو مالاً، إلا ما رحم ربي.
قال الله (عز وجل): {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ(2) وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف: 130].
فيأتي البلاء من مرض أو فقر، كتذكرةٍ لصاحبه، بل إيقاظ لنفسه، بل قيام من سباته، فهو دواء لحالات الطغيان والبغي، فكم من الناس: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}[المؤمنون: 75].
ومن رحمة الله إبتلاء الإنسان ليعود إلى رشده، ويتذكر أنه عبد وليس إله، وأنه ضعيف وليس مخلداً في الأرض يفعل ما يشاء.
ولنتصور إنسانا ساقته الأحداث والأسباب فأصبح آمراً ناهياً، موزعاً للأموال، يعطي من يشاء، ويمنع عمن يشاء، مؤيداً بسلطة عسكرية، مهاباً يخافه الناس (والأمثلة حولنا كثيرة).
كيف سوف يكون إيمانه وقلبه ودينه وتقواه؟
هذا إذا بقي منها شيئاً.
ونرى نماذج كثيرة أفسدتها عضوية في بلدية قرية صغيرة، أو مسؤولية متواضعة في جمعية مغمورة، أو وظيفة في شركةٍ ما، أو مال يذهب بين ليلة وضحاها.
وكم خسرنا من أعزاء ومؤمنين نتيجة هذه الابتلاءات.
فالبعض لا يقبل الموعظة، وبعضهم يضع الحكم الشرعي وراءه، وهو الذي كان يبشر به من أمسه (قبل المنصب أو الغِنى)، وبعضهم يفسد في الأرض كأنه نسي الذين من قبله وقد ماتوا قبل أن يصبح مكانهم.
فدواء هؤلاء، الإبتلاء، لتعود عافية الإيمان إليهم، وصحة التواضع عليهم، وليستشعروا العبودية الحقة.
فيخضعوا رغم أنوفهم الشامخة للمرض وأنواعه، والفقر وأصنافه، والموت وأهواله.
ومما لا شك فيه، أن المصائب على نحو الإجمال تقرب من الله جل شأنه، فكيف بمن أحاطت به الأوهام، وغرق في الأحلام، ونسي يوم القيام؟
فكم مما يظن أنه شراب، فإذا به سراب.
وكم من عمارات شامخات، فإذا هي خراب.
وكم من مال كثير وجاه وفير، فإذا به إلى ذهاب.
وهل من نبي حبيب نجى من بلاء أو امتحان قريب؟
هذه هي الدنيا، من خاضها لا يخلو من بلاء:
طبعت على كدر، وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار!
وفي شأن الإيقاظ من الغفلة، روي عن علي (عليه السلام): (إذا رأيت الله سبحانه يتابع عليك البلاء فقد أيقظك)(3).
ومن فضل الله على إيمان المؤمن، ومن حرصه عز وجل على تقواه وآخرته، جعل له تذكرة متواصلة، رحمة به، لا تتأخر عنه أكثر من أربعين يوماً.
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من مؤمن إلا وهو يذكر في كل أربعين يوماً
ببلاء، إما في ماله، أو في ولده، أو في نفسه، فيؤجر عليه، أوهم لا يدري من أين هو)(4).
وعن الإمام العسكري (عليه السلام): (ربما كان الغير ـ تغير الأحوال وتلاحق الأحداث والوقائع ـ نوع من أدب الله)(5).
وفي نص صريح وجلي عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: (إن الله يبتلي عباده عن الأعمال السيئة، بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر)(6).
وورد عنه (عليه السلام)، نص في بحار الأنوار، يستحق التأمل والشكر: (إن البلاء للظالم أدب، وللمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة)(7).
ومن أسرار البلاء التى يجهلها كثير من الناس، أنه يكون حتى لا يتعلق المؤمن بالدنيا، ويستكين إليها، بل يبغضها ويتقرف منها ويتوجه للأخرة.
وفى هذا، يروى أنه جبرائيل (عليه السلام)، جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: (الحق يقرئك السلام، ويقول لك: إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري (من المر)، وتكدري، وتضيقي، وتشددي على أوليائي حتى يحبوا لقائي، وتيسري وتسهلي وتطيبي لأعدائي حتى يبغضوا لقائي، فإني جعلت الدنيا سجناً لأوليائي، وجنة لأعدائي)(8).
ولا ننسى على كل حال ان شدة البلاء إيذان بقرب الفرج.
روي عن علي (عليه السلام): (عند تناهي البلاء يكون الفرج)(9).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ميزان الحكمة، ج1، ح1939.
2ـ بالجدب والقحط.
3ـ ميزان الحكمة، ج1، ح1935.
4ـ المصدر السابق، ح1938.
5ـ المصدر السابق، ح434.
6ـ المصدر السابق، ج1، ح1940.
7ـ المصدر السابق، ج1، ح435.
8ـ المصدر السابق، ح1964.
9ـ المصدر السابق، ح1982.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|