المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التعليم ودورة في تحقيق التنمية المستدامة
2023-06-11
امراض القمح (الصدأ الأصفر(المخطط) في القمح)
6-4-2016
كيف تهدئ الأم الطفل في حال فقد الأب
13-1-2016
الكذب من أكبر الكبائر
14-7-2019
الاستثناءات من قاعدة الجنائي يوقف المدني
17-5-2017
Reactive Intermediates
8-7-2019


كيف تواجه المصائب؟ / لا تنسى أن البلاء تذكرةٌ وأدبٌ ونجاة  
  
2470   03:44 مساءً   التاريخ: 16-5-2022
المؤلف : السيد سامي خضرة
الكتاب أو المصدر : كيف تواجه المصائب؟
الجزء والصفحة : ص51 ـ 57
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لولا ثلاث في ابن آدم، ما طأطأ رأسه شيء:

المرض، والموت، والفقر، وكلهن فيه، وإنه لمعهن لوثَّاب)(1).

فكل إنسان له قابلية للتجبر والتفرعن والبطش، وهذا ما نراه حولنا كثيراً، خاصة عند من أعطي جاهاً أو مالاً، إلا ما رحم ربي.

قال الله (عز وجل): {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ(2) وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف: 130].

فيأتي البلاء من مرض أو فقر، كتذكرةٍ لصاحبه، بل إيقاظ لنفسه، بل قيام من سباته، فهو دواء لحالات الطغيان والبغي، فكم من الناس: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}[المؤمنون: 75].

ومن رحمة الله إبتلاء الإنسان ليعود إلى رشده، ويتذكر أنه عبد وليس إله، وأنه ضعيف وليس مخلداً في الأرض يفعل ما يشاء.

ولنتصور إنسانا ساقته الأحداث والأسباب فأصبح آمراً ناهياً، موزعاً للأموال، يعطي من يشاء، ويمنع عمن يشاء، مؤيداً بسلطة عسكرية، مهاباً يخافه الناس (والأمثلة حولنا كثيرة).

كيف سوف يكون إيمانه وقلبه ودينه وتقواه؟

هذا إذا بقي منها شيئاً.

ونرى نماذج كثيرة أفسدتها عضوية في بلدية قرية صغيرة، أو مسؤولية متواضعة في جمعية مغمورة، أو وظيفة في شركةٍ ما، أو مال يذهب بين ليلة وضحاها.

وكم خسرنا من أعزاء ومؤمنين نتيجة هذه الابتلاءات.

فالبعض لا يقبل الموعظة، وبعضهم يضع الحكم الشرعي وراءه، وهو الذي كان يبشر به من أمسه (قبل المنصب أو الغِنى)، وبعضهم يفسد في الأرض كأنه نسي الذين من قبله وقد ماتوا قبل أن يصبح مكانهم.

فدواء هؤلاء، الإبتلاء، لتعود عافية الإيمان إليهم، وصحة التواضع عليهم، وليستشعروا العبودية الحقة.

فيخضعوا رغم أنوفهم الشامخة للمرض وأنواعه، والفقر وأصنافه، والموت وأهواله.

ومما لا شك فيه، أن المصائب على نحو الإجمال تقرب من الله جل شأنه، فكيف بمن أحاطت به الأوهام، وغرق في الأحلام، ونسي يوم القيام؟

فكم مما يظن أنه شراب، فإذا به سراب.

وكم من عمارات شامخات، فإذا هي خراب.

وكم من مال كثير وجاه وفير، فإذا به إلى ذهاب.

وهل من نبي حبيب نجى من بلاء أو امتحان قريب؟

هذه هي الدنيا، من خاضها لا يخلو من بلاء:

طبعت على كدر، وأنت تريدها     صفواً من الأقذاء والأكدار!

وفي شأن الإيقاظ من الغفلة، روي عن علي (عليه السلام): (إذا رأيت الله سبحانه يتابع عليك البلاء فقد أيقظك)(3).

ومن فضل الله على إيمان المؤمن، ومن حرصه عز وجل على تقواه وآخرته، جعل له تذكرة متواصلة، رحمة به، لا تتأخر عنه أكثر من أربعين يوماً.

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من مؤمن إلا وهو يذكر في كل أربعين يوماً

 ببلاء، إما في ماله، أو في ولده، أو في نفسه، فيؤجر عليه، أوهم لا يدري من أين هو)(4).

وعن الإمام العسكري (عليه السلام): (ربما كان الغير ـ تغير الأحوال وتلاحق الأحداث والوقائع ـ نوع من أدب الله)(5).

وفي نص صريح وجلي عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: (إن الله يبتلي عباده عن الأعمال السيئة، بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر)(6).

وورد عنه (عليه السلام)، نص في بحار الأنوار، يستحق التأمل والشكر: (إن البلاء للظالم أدب، وللمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة)(7).

ومن أسرار البلاء التى يجهلها كثير من الناس، أنه يكون حتى لا يتعلق المؤمن بالدنيا، ويستكين إليها، بل يبغضها ويتقرف منها ويتوجه للأخرة.

وفى هذا، يروى أنه جبرائيل (عليه السلام)، جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: (الحق يقرئك السلام، ويقول لك: إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري (من المر)، وتكدري، وتضيقي، وتشددي على أوليائي حتى يحبوا لقائي، وتيسري وتسهلي وتطيبي لأعدائي حتى يبغضوا لقائي، فإني جعلت الدنيا سجناً لأوليائي، وجنة لأعدائي)(8).

ولا ننسى على كل حال ان شدة البلاء إيذان بقرب الفرج.

روي عن علي (عليه السلام): (عند تناهي البلاء يكون الفرج)(9).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ميزان الحكمة، ج1، ح1939.

2ـ بالجدب والقحط.

3ـ ميزان الحكمة، ج1، ح1935.

4ـ المصدر السابق، ح1938.

5ـ المصدر السابق، ح434.

6ـ المصدر السابق، ج1، ح1940.

7ـ المصدر السابق، ج1، ح435.

8ـ المصدر السابق، ح1964.

9ـ المصدر السابق، ح1982. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.