- التكوين المركب: ويتمثل هذا التكوين فى الدول التى تتكون من مجموعات مختلفة لم تتلاحم، فبعضها إلى جانب بعض فى داخل الدولة، لكن كل منها يحتفظ بشخصيته الثقافية وولائه القومي لمجموعته، وربما يتميز كل منها بحواجز اقتصادية واجتماعية رغم أن الشعوب المكونة للدولة ينبغي أن تكون فى مستوى اقتصادي واحد، ولذلك فإن هذا التكوين يكون مصدر ضعف للدولة كما فى الهند ونيجيريا والباكستان وجنوب أفريقيا وكينيا ومثل التشيك والسلوفاك الذين أسسوا دولة «تشيكوسلوفاكيا». ورغم هذا فإن التشيك الأعلى ثقافة من السلوفاك هم المسيطرون على وظائف الدولة الهامة.

وفى يوغوسلافيا عندما اتحد الصرب والكروات والسلوفيون فإن السلوفيين الأقل عددا، والصرب يسكنون الجبال ولهم تقاليدهم ودورهم فى حروب الاستقلال، وهم مسيحيون أرثوذكس ويمثلون أغلب السكان، بينما الكروات كانوا جزءا من الإمبراطورية النمساوية البحرية يشاركونها فى تقدمها العلمي والثقافي والديانة المسيحية الكاثوليكية. ولا شك أن هذه المجموعات المتقاربة فى الأصل والمختلفة فى بعض الجوانب تحتاج لوقت طويل حتى تنصهر فى مجموعة واحدة.

وفى هذا التكوين المركب قد تحاول بعض المجموعات الحصول على الاستقلال الذاتي داخل الدولة أو الاستقلال الكامل عنها مثل الأكراد فى العراق والأتراك فى قبرص والعنصر الإنجليزي والفرنسي فى كندا والوالونى والفلمنكى فى بلجيكا، ومثل جنوب السودان. ولذلك تلجأ الدول في مثل هذه الظروف أحيانا إلى نظام الاتحاد الفيدرالي لإرضاء كل مجموعة بداخلها وللحفاظ على وحدتها، بل استطاعت بعض المجموعات أن تنفصل مكونة دولا مستقلة كما حدث بالنسبة ليوغوسلافيا التى أشرنا إليها، فقد انفصلت إلى مجموعة دول هى: الصرب والكروات، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود، ومقدونيا.