أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
4403
التاريخ: 3-08-2015
4121
التاريخ: 2023-07-25
2153
التاريخ: 2023-06-11
1121
|
إنّ انتخاب السفراء والوكلاء من قبل الإمام الثاني عشر يشكل في الواقع تواصلاً وتوسيعاً لنشاطات شبكة الاتصالات النيابية التي قلنا إنّها بدأت فعاليتها وفاعليتها في عهد الإمام التاسع (عليه السَّلام) واتسعت بشكل ملحوظ في عهد الإمامين الهادي والعسكري (عليمها السَّلام) ووصلت نشاطاتها إلى ذروتها في عهد الإمام القائم ويمكن حصر نشاطات الوكلاء في الموارد التالية:
أ- إخفاء اسم ومكان الإمام : ومع أنّه كان يمكن رؤية الإمام المهدي في الغيبة الصغرى للنواب والسفراء الأربعة ولبعض الشيعة وكانت تحدث هذه اللقاءات في بعض الأحيان غير انّه وبسبب الظروف السياسية العصيبة كان كلّ واحد من النواب الأربعة ملزماً بأن لا يذكر اسم ومكان الإمام في الأوساط العامة لأنّه لولا ذلك لكان الإمام عرضة لخطر الجهاز الحاكم .
إنّ سياسة الاختفاء والتستر هذه كانت تتم وفقاً لأوامر وتوجيهات الإمام كما صدر ذات يوم توقيع من الإمام ابتداءً ومن دون أن يسأل بشيء يخاطب فيه محمد بن عثمان السفير الثاني: الذين يسألون عن الاسم امّا السكوت والجنة وإمّا الكلام والنار فانّهم إن وقفوا على الاسم أذاعوا هو إن وقفوا على المكان دلّوا عليه ؛ وكذلك عندما التقى ذات يوم عبد اللّه بن جعفر الحميري وأحمد بن إسحاق الأشعري وهما من كبار أصحاب الأئمّة ووجهاء الشيعة وشيوخها بعثمان بن سعيد السفير الأوّل وسألاه: أنت رأيت الخلف من أبي محمد العسكري؟
فقال: اي واللّه ؛ فسألاه عن الاسم؟ فقال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن أُحلل ولا أُحرم ولكن عنه (عليه السَّلام) فانّ الأمر عند السلطان الحكم العباسي انّ أبا محمد العسكري مضى ولم يخلف ولداً وقسّم ميراثه وأخذ من لا حقّ له فصبر على ذلك وهو ذا عماله يجولون فليس أحد يجسر أن يتقرب إليهم ويسألهم شيئاً وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاللّه اللّه اتقوا اللّه وامسكوا عن ذلك , وفي فترة سفارة أبي القاسم بن روح سئل أبو سهل النوبختي الذي كان من كبار الشيعة فقيل له: كيف صار هذا الأمر السفارة إلى الشيخ أبي القاسم بن روح دونك؟ فقال: هم أعلم وما اختاروه ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأُناظرهم و لو علمت بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحاجة على مكانه لعلّي كنت أدلّ على مكانه و أبو القاسم فلو كان الحجّة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه .
ب: إعداد الوكلاء وتعبئتهم: لكلّ من وكلاء الإمام المحليّون في عصر الغيبة مهمته ومجال نشاطه قد استقروا في المناطق التي تزدحم بالشيعة وعلى الرغم من أنّ هؤلاء الوكلاء كانوا يتّصلون في عهد الإمامين العاشر والحادي عشر بهما عادة من خلال الوكيل الرئيسي غير انّ إمكانية الاتصال المباشر بالإمام كانت موجودة لهم أيضاً ولكن هذه الإمكانية قد انتفت في الغيبة الصغرى و كان الوكلاء الثانويّون والمحليّون في المناطق المختلفة يقومون بنشاطاتهم تحت إشراف السفير الخاص ويحوّلون الأسئلة والرسائل والحقوق الشرعية التي يدفعها الشيعة لهم إلى السفير ومنه إلى الإمام الغائب .
و كان في بغداد وحدها عشرة وكلاء ناشطون تحت إشراف أبي جعفر محمد بن عثمان , وكان السفراء الأربعة لا يدفعون القبوض ازاء ما يستلمونه من الأموال الشرعية غير انّ الشيعة كانوا يطالبون الوكلاء الآخرين بتلك القبوض ففي الأيام الأخيرة من حياة محمد بن عثمان و كما يقول الشيخ الطوسي كان هناك شخص يدفع الأموال المتعلّقة بالإمام إلى الحسين بن روح ويطالبه بالقبوض فشكا الحسين ذلك إلى محمد بن عثمان فأمره أن لا يطالبه بذلك وأضاف: كلّ ما وصل إلى أبي القاسم فقد وصل إليّ .
ج: استلام أموال الإمام وتوزيعها: كان الوكلاء والسفراء يستلمون الأموال المتعلّقة بالإمام التي كان الشيعة يدفعونها لهم مباشرة أو من خلال الوكلاء الآخرين ويوصلونها وبأي نحو كان إلى الإمام أو يصرفونها في المجالات التي كان الإمام يأمر بصرفها فيها .
و قد جاء في أيّام استشهاد الإمام العسكري (عليه السَّلام) جماعة من شيعة قم و مناطق أُخرى من إيران إلى سامراء وعلموا هناك بموته (عليه السَّلام) وكانوا يحملون معهم أموالاً من شيعة بلادهم ليدفعونها إلى الإمام ولمّا سألوا عن خلف الإمام العسكري عرّف البعض جعفراً الكذاب لهم فراحوا يسألونه عن الأموال وعلاماتها كالعادة حتى يتضح انّه يحمل علم الإمامة ومعرفتها أو لا؟ وعندما عجز جعفر عن الإجابة امتنعوا عن دفع الأموال وهمّوا بالرجوع إلى وطنه مو خرجوا من سامراء و في خارجها لحق بهم رسول الإمام القائم السري ودلاّهم عليه وبعد تشرّفهم بلقاء الإمام وإخباره إيّاهم بعلامات الأموال التي بحوزتهم دفعوها إليه ثمّ قال (عليه السَّلام) : لا تحملوا إلى سامراء شيئاً بعد هذا فإنّي سأجعل أحدهم في بغداد فادفعوا الأموال إليه والتوقيع يخرج منه , ومنذ ذلك الحين نصب الإمام عثمان بن سعيد سفيراً ووكيلاً عنه فبدأ مهمته في بغداد .
د: الإجابة على الأسئلة الفقهية وحل المشاكل العقائدية: إنّ نشاط السفراء الأربعة لا ينحصر فيما ذكرناه بل انّ نطاق فعاليتهم يشمل الإجابات على أنواع الأسئلة الفقهية والشرعية ومعالجة الشبهات العقائدية ومواجهة الإشكاليات التي كان يثيرها المخالفون ويسعون من وراء ذلك لتضعيف وتشتيت عقائد الشيعة وأفكارهم وقد كان النواب والسفراء يقومون بواجباتهم هذه من خلال الإفادة من تعاليم الإمام ومعرفته الراقية جداً على أحسن وجه .
إلقاء نظرة عابرة على جدول أعمال السفراء الأربعة يبيّن الجوانب الواسعة لجهودهم الناجحة في هذا المجال فقد كانوا من جهة يستأصلون الشبهات المتعلّقة بنفي وإنكار وجود الإمام بطرق مختلفة ولذلك كانوا يكشفون اضطراراً عن لقاءاتهم السرية بلامام أحياناً وكان يصدر توقيع من قبل الإمام حول ذلك فكان يساهم (عليه السَّلام) في دفع ومعالجة تلك الشبهات والإشكاليات .
ومن جهة أُخرى كانوا يحملون الأسئلة الفقهية والشرعية التي يطرحها الشيعة إلى الإمام فيستلمون أجوبتها وينقلونها إليهم وعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى التوقيع الذي خرج على يد محمد بن عثمان وأُجيب خلاله على أسئلة إسحاق بن يعقوب في المجالات المختلفة , وهكذا يمكن الإشارة إلى التوقيع التفصيلي الذي صدر رداً على أسئلة رسول أهالي قم محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري.
وفضلاً عن ذلك كان السفراء يناظرون المخالفين ويتباحثون معهم أحياناً فيفحمونهم بالحجج ويؤكّدون على أنّ إجاباتهم هذه قد تعلموها من الامام كما دحض الحسين بن روح إشكالية أثارها أحدهم حول استشهاد الإمام الحسين في إحدى المناظرات وأجاب عنها على نطاق واسع وقال في اليوم التالي لأحد الشيعة الذي كان يعتقد انّ إجاباته أمس كانت من عصارة فكره: لأن أخرّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين اللّه برأيي ومن عند نفسي بل ذلك مسموع من الحجة .
وكذلك قدّم إجابات رائعة حول أسئلة طرحها أحد المتكلّمين حول قاتل الإمام موسى بن جعفر وانّه هل مات الأئمّة المعصومون بالسم أو بالسيف؟ وسر أفضلية السيدة فاطمة (عليها السَّلام) على بنات رسول اللّه؟ مما أثار إعجاب ذلك العالم فقال: فما رأيت أحداً تكلم وأجاب في هذا الباب بأحسن ولا أوجز من جوابه .
هـ: مواجهة دعاة السفارة الكاذبين: وينبغي أن نضيف مواجهة الغلاة ومدّعي البابية والنيابة الكاذبين والكشف عن بطلان ادّعاءاتهم إلى نشاطات السفراء الأربعة أيضاً ؛ وكما وضحنا في سيرة الإمام الهادي كان هناك بعض المنحرفين المتهالكين على الدنيا يدّعون ومن خلال بث أفكار واهية مثل تأليه الأئمّة لأنفسهم بعض الدرجات والمقامات ويأخذون الخمس والحقوق الشرعية الأُخرى باسم الإمام ممّا وفر أسباب تشويه سمعة الشيعة وأثار المشاكل للأئمّة ومضافاً إلى هؤلاء ظهر آخرون يدّعون النيابة والسفارة عن الإمام كذباً ويعبثون بأموال الإمام ويقولون في المسائل الفقهية والعقائدية بأقوال مضلّة باطلة ؛ ومن هنا راح السفراء الأربعة وبتوجيهات الإمام يواجهونهم وكانت التواقيع تصدر أحياناً بلعنهم ونبذهم من قبل الإمام .
وكان أبو محمد الشريعي محمد بن نصير النميري أحمد بن هلال الكرخي أبو طاهر محمد بن علي بن بلال الحسين بن منصور الحلاج ومحمد بن علي الشلمغاني من هذا الصنف.
وقد كان الشلمغاني في السابق أحد فقهاء الشيعة حتى أنّه ألّف كتاباً تحت عنوان التكليف غير انّه انحرف بعد ذلك وغلا وتبنّى أفكاراً إلحادية ومنها انّه أصرّ على نظرية الحلول وكان يقول: إنّ روح نبي الإسلام حلّت في محمد بن عثمان السفير الثاني وروح أمير المؤمنين حلّت في بدن الحسين بن روح وروح فاطمة حلّت في أُمّ كلثوم بنت محمد بن عثمان , وعدّ الحسين بن روح ذلك الرأي كفراً وإلحاداً وانّه يماثل ما قاله النصارى في المسيح ولعنه وتبرّأ منه وفضحه من خلال إذاعة آرائه الانحرافية في عشيرته وقوم ونظراً لدور الشلمغاني المخرب صدر توقيع على يد الحسين بن روح في لعنه وتكفيره وارتداده في ذي الحجة عام ثلاثمائة واثني عشر وأخيراً قد قتل عام 323هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|