المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر
5-9-2017
ما رأيكم بالقول بالتقدم الرتبي ؟
2024-07-30
لماذا تنقل الدول عواصمها ؟
22-12-2021
حمض الكبريت
5-4-2018
زيد يطلق زوجته
28-5-2017
المشكلات التي تواجه الزراعة - التلوث
11-4-2021


ملامح التخطيط لإقصاء الإمام عليّ ( عليه السّلام ) عن الخلافة  
  
1781   06:06 مساءً   التاريخ: 23-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص121-124
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

نلاحظ أنّ هناك تخطيطا محكما لدى الخطّ المناوئ لعليّ ( عليه السّلام ) لأخذ الخلافة منه من خلال ما يلي :

1 - بقاؤهم في المدينة ومحاولتهم عدم الخروج منها مهما يكن من أمر ، وذلك عندما عرفوا أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) قد تدهورت صحّته ، كما لاحظوا بأنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) في تلك الأيام كان يكثر من التوصية بعليّ ( عليه السّلام ) وضرورة اتّباعه لسلامة الدين والدولة .

2 - حضورهم الدائم قرب الرسول ومحاولتهم الحيلولة دون حصول شيء يدعم ولاية عليّ ( عليه السّلام ) ، فكان الشغب في مجلس النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) تحت الشعار الذي رفعه عمر : « حسبنا كتاب اللّه » ثمّ اتهام النبيّ المعصوم ( صلّى اللّه عليه وآله ) بغلبة الوجع ممّا أزعج النبيّ ، حيث إنّ قول النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « إئتوني : بدواة وكتف » من غير المعقول أن يثير النفور والشكّ في نفوس الجميع دون سابق مضمر في نفوس البعض ، فلم يكن داع لاعتراضهم إلّا إثارة الشغب ومنع النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) عن الكتابة .

3 - السرعة في البتّ بموضوع الخلافة وإتمام البيعة عبر استغلالهم الفرصة بانشغال الإمام عليّ ( عليه السّلام ) وبني هاشم بمراسم تجهيز النبيّ ودفنه ، فحين علم عمر بنبأ الاجتماع في السقيفة ؛ أرسل إلى أبي بكر حين دخل إلى بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) أن اخرج فقد حدث أمر لابدّ أن تحضره ، ولم يوضّح ذلك خشية أن يطّلع عليه عليّ أو أحد من بني هاشم ، وإلّا لماذا ؟ فهل كان هذا الأمر المهمّ يعني أبا بكر دون بقيّة المسلمين وفيهم من هو أحرص على الإسلام من أبي بكر وعمر ؟ ولماذا لم يدخل عمر بنفسه إلى داخل دار النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) حيث يجتمع الناس فيتحدّث إليهم ؟

4 - سعيهم لضمان حياد الأنصار وإبعادهم عن ميدان التنافس السياسي بدعوى أنّهم ليسوا عشيرة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) .

5 - الترتيب في أخذ البيعة أوّلا من الأنصار ، لأنّ قريشا لو بايعت الخليفة الجديد ؛ لما كان لبيعتها أدنى قيمة واقعية ، ولأمكن الإمام فيما بعد أن يقيم الحجّة على قريش ، ولا يمكن لأيّ فرد أن يقف في موقع الندّ لعليّ ( عليه السّلام ) إذا كانت الأنصار في كفّة الإمام .

ويمكن ملاحظة ذلك من طريقة أخذ البيعة بعد الخروج من السقيفة ، إذ كان الناس مجتمعين في المسجد فقال عمر : ما لي أراكم مجتمعين حلقا شتّى ؟ ! قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته الأنصار ، فقام عثمان ومن معه من بني اميّة فبايعوا ، وقام سعد وعبد الرحمن ومعهما بنو زهرة فبايعوا .

6 - دخول عناصر من خارج المدينة معدّة سلفا لتأييد الطرف المناوئ لبني هاشم ، بدليل قول عمر : ما هو إلّا أن رأيت « أسلم » فأيقنت بالنصر[1].

7 - محاولتهم التعتيم على الإجراءات التي تمّت مخاتلة ، واتهامهم لكلّ من يعارضهم بأنّه يريد الفتنة وشقّ عصا المسلمين ، وقد اتّضح ذلك من خلال الحوادث التي تتابعت فيما بعد ، والقضاء على من ثبت على عدم البيعة وخالف قرار السقيفة[2].

8 - ومن الأدلّة على التخطيط السابق : أنّ عثمان بن عفّان كتب اسم عمر في الوصية كخليفة من بعد أبي بكر[3] من دون أن يأمره بذلك ، فقد كان مغمى عليه ، فمن أين علم عثمان أنّ عمر هو الخليفة بعد أبي بكر ؟

9 - ثمّ إنّ عمر وضع عثمان ضمن مجموعة أحدها يكون خليفة المسلمين بحيث يضمن ترشيحه مؤكّدا ، وأيّ خبير بالتأريخ ملمّ بمجريات الأمور وتركيبة المرشّحين الستّة يستطيع أن يحلّل ذلك كما حلل الإمام عليّ ( عليه السّلام ) الموقف بوضوح[4].

10 - حين تشكّلت الحكومة التي تمخّضت عن اجتماع السقيفة ؛ تولّى أبو بكر الخلافة ، وأبو عبيدة المال ، وعمر القضاء[5] ، وهذه هي أهمّ المناصب وأكثرها حساسية في مناهج الحكم والدولة ، هذه التركيبة لجهاز الدولة والعناصر الحاكمة لا تتأتّى صدفة ولا يتمّ ذلك إلّا عن تخطيط سابق .

11 - قول عمر حين حضرته الوفاة : لو كان أبو عبيدة حيّا استخلفته [6].

وليست كفاءة أبي عبيدة هي التي أوحت إلى عمر بهذا التمنّي ، لأنّه كان يعتقد أهليّة عليّ ( عليه السّلام ) للخلافة ، ومع ذلك لم يشأ أن يتحمّل أمر الامّة حيّا كان أو ميّتا .

12 - اتّهام معاوية لأبي بكر وعمر بالتخطيط لاستلاب الخلافة من عليّ ( عليه السّلام ) ، كما جاء ذلك في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر إذ قال : فقد كنّا وأبوك نعرف فضل ابن أبي طالب وحقّه لازما لنا مبرورا علينا ، فلمّا اختار اللّه لنبيّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ما عنده وأتمّ وعده وأظهر دعوته وأفلج حجّته وقبضه إليه ؛ كان أبوك والفاروق أوّل من ابتزّه حقّه وخالفه على أمره ، على ذلك اتّفقا واتّسقا ، ثمّ إنّهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما فهمّا به الهموم وأرادا به العظيم[7].

13 - قول أمير المؤمنين عليّ ( عليه السّلام ) لعمر : احلب يا عمر حلبا لك شطره ، اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا [8].

14 - إتّهام الزهراء ( عليها السّلام ) للحاكمين بالحزبيّة السياسية والتآمر للانقضاض على السلطة وتجريد بني هاشم منها [9] بقولها :

« فوسمتم غير إبلكم ، وأوردتم غير شربكم . . . ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ؟ أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ » .

 

[1] تأريخ الطبري : 2 / 459 ط مؤسسة الأعلمي .

[2] راجع طبقات ابن سعد : 3 / ق 2 / 145 ، وأنساب الأشراف : 1 / 589 ، والعقد الفريد : 4 / 247 ، السقيفة والخلافة لعبد الفتاح عبد المقصود : 13 ، والسقيفة انقلاب أبيض : اغتيال خالد بن سعيد بن العاص ، وابن عساكر : ترجمة سعد بن عبادة وكنز العمّال : 3 / 134 .

[3] تأريخ الطبري : 2 / 618 ط مؤسسة الأعلمي ، وسيرة عمر لابن الجوزي : 37 ، والكامل في التأريخ : 2 / 425 .

[4] أنساب الأشراف : 5 / 19 .

[5] الكامل في التأريخ : 2 / 420 .

[6] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 190 ط دار إحياء التراث العربي ، وتأريخ الطبري : 3 / 292 قصة الشورى ، والكامل في التأريخ : 3 / 65 .

[7] مروج الذهب للمسعودي : 3 / 199 ، وقعة صفّين لنصر بن مزاحم : 119 .

[8] الإمامة والسياسية : 29 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 6 / 11 .

[9] راجع خطبة الزهراء في مسجد النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وبحار الأنوار : 29 / 220 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.