أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-3-2019
2454
التاريخ: 7-2-2019
2892
التاريخ: 27-4-2022
1274
التاريخ: 10-4-2016
7454
|
نلاحظ أنّ هناك تخطيطا محكما لدى الخطّ المناوئ لعليّ ( عليه السّلام ) لأخذ الخلافة منه من خلال ما يلي :
1 - بقاؤهم في المدينة ومحاولتهم عدم الخروج منها مهما يكن من أمر ، وذلك عندما عرفوا أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) قد تدهورت صحّته ، كما لاحظوا بأنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) في تلك الأيام كان يكثر من التوصية بعليّ ( عليه السّلام ) وضرورة اتّباعه لسلامة الدين والدولة .
2 - حضورهم الدائم قرب الرسول ومحاولتهم الحيلولة دون حصول شيء يدعم ولاية عليّ ( عليه السّلام ) ، فكان الشغب في مجلس النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) تحت الشعار الذي رفعه عمر : « حسبنا كتاب اللّه » ثمّ اتهام النبيّ المعصوم ( صلّى اللّه عليه وآله ) بغلبة الوجع ممّا أزعج النبيّ ، حيث إنّ قول النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « إئتوني : بدواة وكتف » من غير المعقول أن يثير النفور والشكّ في نفوس الجميع دون سابق مضمر في نفوس البعض ، فلم يكن داع لاعتراضهم إلّا إثارة الشغب ومنع النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) عن الكتابة .
3 - السرعة في البتّ بموضوع الخلافة وإتمام البيعة عبر استغلالهم الفرصة بانشغال الإمام عليّ ( عليه السّلام ) وبني هاشم بمراسم تجهيز النبيّ ودفنه ، فحين علم عمر بنبأ الاجتماع في السقيفة ؛ أرسل إلى أبي بكر حين دخل إلى بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) أن اخرج فقد حدث أمر لابدّ أن تحضره ، ولم يوضّح ذلك خشية أن يطّلع عليه عليّ أو أحد من بني هاشم ، وإلّا لماذا ؟ فهل كان هذا الأمر المهمّ يعني أبا بكر دون بقيّة المسلمين وفيهم من هو أحرص على الإسلام من أبي بكر وعمر ؟ ولماذا لم يدخل عمر بنفسه إلى داخل دار النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) حيث يجتمع الناس فيتحدّث إليهم ؟
4 - سعيهم لضمان حياد الأنصار وإبعادهم عن ميدان التنافس السياسي بدعوى أنّهم ليسوا عشيرة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) .
5 - الترتيب في أخذ البيعة أوّلا من الأنصار ، لأنّ قريشا لو بايعت الخليفة الجديد ؛ لما كان لبيعتها أدنى قيمة واقعية ، ولأمكن الإمام فيما بعد أن يقيم الحجّة على قريش ، ولا يمكن لأيّ فرد أن يقف في موقع الندّ لعليّ ( عليه السّلام ) إذا كانت الأنصار في كفّة الإمام .
ويمكن ملاحظة ذلك من طريقة أخذ البيعة بعد الخروج من السقيفة ، إذ كان الناس مجتمعين في المسجد فقال عمر : ما لي أراكم مجتمعين حلقا شتّى ؟ ! قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته الأنصار ، فقام عثمان ومن معه من بني اميّة فبايعوا ، وقام سعد وعبد الرحمن ومعهما بنو زهرة فبايعوا .
6 - دخول عناصر من خارج المدينة معدّة سلفا لتأييد الطرف المناوئ لبني هاشم ، بدليل قول عمر : ما هو إلّا أن رأيت « أسلم » فأيقنت بالنصر[1].
7 - محاولتهم التعتيم على الإجراءات التي تمّت مخاتلة ، واتهامهم لكلّ من يعارضهم بأنّه يريد الفتنة وشقّ عصا المسلمين ، وقد اتّضح ذلك من خلال الحوادث التي تتابعت فيما بعد ، والقضاء على من ثبت على عدم البيعة وخالف قرار السقيفة[2].
8 - ومن الأدلّة على التخطيط السابق : أنّ عثمان بن عفّان كتب اسم عمر في الوصية كخليفة من بعد أبي بكر[3] من دون أن يأمره بذلك ، فقد كان مغمى عليه ، فمن أين علم عثمان أنّ عمر هو الخليفة بعد أبي بكر ؟
9 - ثمّ إنّ عمر وضع عثمان ضمن مجموعة أحدها يكون خليفة المسلمين بحيث يضمن ترشيحه مؤكّدا ، وأيّ خبير بالتأريخ ملمّ بمجريات الأمور وتركيبة المرشّحين الستّة يستطيع أن يحلّل ذلك كما حلل الإمام عليّ ( عليه السّلام ) الموقف بوضوح[4].
10 - حين تشكّلت الحكومة التي تمخّضت عن اجتماع السقيفة ؛ تولّى أبو بكر الخلافة ، وأبو عبيدة المال ، وعمر القضاء[5] ، وهذه هي أهمّ المناصب وأكثرها حساسية في مناهج الحكم والدولة ، هذه التركيبة لجهاز الدولة والعناصر الحاكمة لا تتأتّى صدفة ولا يتمّ ذلك إلّا عن تخطيط سابق .
11 - قول عمر حين حضرته الوفاة : لو كان أبو عبيدة حيّا استخلفته [6].
وليست كفاءة أبي عبيدة هي التي أوحت إلى عمر بهذا التمنّي ، لأنّه كان يعتقد أهليّة عليّ ( عليه السّلام ) للخلافة ، ومع ذلك لم يشأ أن يتحمّل أمر الامّة حيّا كان أو ميّتا .
12 - اتّهام معاوية لأبي بكر وعمر بالتخطيط لاستلاب الخلافة من عليّ ( عليه السّلام ) ، كما جاء ذلك في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر إذ قال : فقد كنّا وأبوك نعرف فضل ابن أبي طالب وحقّه لازما لنا مبرورا علينا ، فلمّا اختار اللّه لنبيّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ما عنده وأتمّ وعده وأظهر دعوته وأفلج حجّته وقبضه إليه ؛ كان أبوك والفاروق أوّل من ابتزّه حقّه وخالفه على أمره ، على ذلك اتّفقا واتّسقا ، ثمّ إنّهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما فهمّا به الهموم وأرادا به العظيم[7].
13 - قول أمير المؤمنين عليّ ( عليه السّلام ) لعمر : احلب يا عمر حلبا لك شطره ، اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غدا [8].
14 - إتّهام الزهراء ( عليها السّلام ) للحاكمين بالحزبيّة السياسية والتآمر للانقضاض على السلطة وتجريد بني هاشم منها [9] بقولها :
« فوسمتم غير إبلكم ، وأوردتم غير شربكم . . . ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ؟ أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ » .
[1] تأريخ الطبري : 2 / 459 ط مؤسسة الأعلمي .
[2] راجع طبقات ابن سعد : 3 / ق 2 / 145 ، وأنساب الأشراف : 1 / 589 ، والعقد الفريد : 4 / 247 ، السقيفة والخلافة لعبد الفتاح عبد المقصود : 13 ، والسقيفة انقلاب أبيض : اغتيال خالد بن سعيد بن العاص ، وابن عساكر : ترجمة سعد بن عبادة وكنز العمّال : 3 / 134 .
[3] تأريخ الطبري : 2 / 618 ط مؤسسة الأعلمي ، وسيرة عمر لابن الجوزي : 37 ، والكامل في التأريخ : 2 / 425 .
[4] أنساب الأشراف : 5 / 19 .
[5] الكامل في التأريخ : 2 / 420 .
[6] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 190 ط دار إحياء التراث العربي ، وتأريخ الطبري : 3 / 292 قصة الشورى ، والكامل في التأريخ : 3 / 65 .
[7] مروج الذهب للمسعودي : 3 / 199 ، وقعة صفّين لنصر بن مزاحم : 119 .
[8] الإمامة والسياسية : 29 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 6 / 11 .
[9] راجع خطبة الزهراء في مسجد النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وبحار الأنوار : 29 / 220 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|