المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Forms of speech and social demographic factors
2024-03-13
اللبن الرائب Yoghurt
4-10-2020
طرق الترسيب الحراري لتقدير مستوى الفايرينوجين
4-1-2021
أنواع الرأي العام
2023-05-03
مقدمة في فيزياء الجسيمات
2023-02-16
انعكاس تكاملي integrated reflection
28-6-2020


اقتران عليّ ( عليه السّلام ) بالزهراء ( عليها السّلام )  
  
1878   08:54 مساءً   التاريخ: 18-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2،ص73-75
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

بعد أن استقرّ المقام بالمسلمين وبدأت مبادئ الاسلام وتعاليمه تترسّخ في نفوس المسلمين وظهرت يدهم القويّة في الدفاع عن الرسالة والرسول ؛ تفتّحت العلاقات بين المسلمين في صورة مجتمع متمدّن ونهضة ثقافية اجتماعية شاملة ، يتزعّمها الرسول الكريم ( صلّى اللّه عليه وآله ) الذي عصمه اللّه في الفهم والتلقّي والإبلاغ والتربية والتنفيذ ، وها هو عليّ ( عليه السّلام ) قد تجاوز العشرين من عمره الشريف وهو يصول في سوح الجهاد والدفاع عن العقيدة والدعوة الإسلامية ، ويقف مع الرسول في كلّ خطواته ، وقد بلغ من نفس الرسول أعلى منزلة ، يعيش معه وهو أقرب من أيّ واحد من المسلمين ، وبعد أن انقضت سنتان من الهجرة وفي بيت الرسول بلغت ابنته الزهراء ( عليها السّلام ) مبلغ النساء ، وشرع الخطّاب بما فيهم أبو بكر وعمر[1] يتسابقون إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) يطلبونها منه وهو يردّهم ردّا جميلا ويقول : إنّي أنظر فيها أمر اللّه ، وكان عليّ من الراغبين في الزواج منها .

ولكن كان يمنعه عن مفاتحة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) الحياء وقلّة ذات اليد ، فلم يكن عليّ ( عليه السّلام ) من الذين يملكون الأموال ، وبتشجيع من بعض أصحاب الرسول تقدّم عليّ لخطبة الزهراء ، فدخل على النبيّ وهو مطرق إلى الأرض من الحياء ، فأحسّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بما في نفسه فاستقبله ببشاشته وطلاقة وجهه الكريم ، وأقبل عليه يسأله برفق ولطف عن حاجته ، فأجابه ( عليه السّلام ) بصوت ضعيف : يا رسول اللّه تزوّجني من فاطمة ؟

فردّ النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قائلا : مرحبا وأهلا ، ودخل على بضعته الزهراء ليعرض عليها رغبة عليّ ( عليه السّلام ) فيها ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) لها : لقد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم اليه ، وقد عرفت عليّا وفضله ومواقفه ، وجاءني اليوم خاطبا فما ترين ؟

فأمسكت ولم تتكلّم بشيء ، فخرج النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وهو يقول : سكوتها رضاها وإقرارها .

ثمّ إنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) جمع المسلمين وخطب فيهم ، فقال : إنّ اللّه أمرني أن ازوّج فاطمة من عليّ . . .

ثمّ التفت إلى عليّ ( عليه السّلام ) فقال :

لقد أمرني ربّي أن ازوّجك فاطمة . . . أرضيت هذا الزواج يا عليّ ؟

فقال ( عليه السّلام ) : رضيته يا رسول اللّه ، وخرّ ساجدا للّه .

فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : بارك اللّه فيكما ، وجعل منكما الكثير الطيب .

وجاء عليّ ( عليه السّلام ) بالمهر الذي هيّأه من بيع درعه فوضعه بين يدي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فأمر الرسول أبا بكر وبلالا وعمّارا وجماعة من الصحابة وامّ أيمن لشراء جهاز الزواج ، ولمّا تم الجهاز وعرض على الرسول ؛ جعل يقلّبه بيده ويقول :

بارك اللّه لقوم جلّ آنيتهم من الخزف .

وبيسر وبساطة ودون تكاليف تمت الخطبة والزواج ، وكان الجهاز من أبسط ما عرفته المدينة ، واحتفل النبيّ وبنو هاشم بهذا الزواج الميمون[2].

وروي أنّ النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) عوتب في زواج فاطمة ( عليها السّلام ) فقال : لو لم يخلق اللّه عليّ بن أبي طالب لما كان لفاطمة كفؤ .

وفي خبر آخر أنّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال مخاطبا عليّا ( عليه السّلام ) : لولاك لما كان لها كفؤ على وجه الأرض [3]

 

[1] كشف الغمة : 1 / 353 .

[2]  كشف الغمة : 1 / 348 ، وبحار الأنوار : 43 / 92 ، ودلائل الإمامة للطبري : 16 - 17 .

[3] المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 181.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.