أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2017
3400
التاريخ: 9-5-2016
4184
التاريخ: 12-5-2022
2603
التاريخ: 18-10-2015
4066
|
بعد أن استقرّ المقام بالمسلمين وبدأت مبادئ الاسلام وتعاليمه تترسّخ في نفوس المسلمين وظهرت يدهم القويّة في الدفاع عن الرسالة والرسول ؛ تفتّحت العلاقات بين المسلمين في صورة مجتمع متمدّن ونهضة ثقافية اجتماعية شاملة ، يتزعّمها الرسول الكريم ( صلّى اللّه عليه وآله ) الذي عصمه اللّه في الفهم والتلقّي والإبلاغ والتربية والتنفيذ ، وها هو عليّ ( عليه السّلام ) قد تجاوز العشرين من عمره الشريف وهو يصول في سوح الجهاد والدفاع عن العقيدة والدعوة الإسلامية ، ويقف مع الرسول في كلّ خطواته ، وقد بلغ من نفس الرسول أعلى منزلة ، يعيش معه وهو أقرب من أيّ واحد من المسلمين ، وبعد أن انقضت سنتان من الهجرة وفي بيت الرسول بلغت ابنته الزهراء ( عليها السّلام ) مبلغ النساء ، وشرع الخطّاب بما فيهم أبو بكر وعمر[1] يتسابقون إلى النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) يطلبونها منه وهو يردّهم ردّا جميلا ويقول : إنّي أنظر فيها أمر اللّه ، وكان عليّ من الراغبين في الزواج منها .
ولكن كان يمنعه عن مفاتحة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) الحياء وقلّة ذات اليد ، فلم يكن عليّ ( عليه السّلام ) من الذين يملكون الأموال ، وبتشجيع من بعض أصحاب الرسول تقدّم عليّ لخطبة الزهراء ، فدخل على النبيّ وهو مطرق إلى الأرض من الحياء ، فأحسّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بما في نفسه فاستقبله ببشاشته وطلاقة وجهه الكريم ، وأقبل عليه يسأله برفق ولطف عن حاجته ، فأجابه ( عليه السّلام ) بصوت ضعيف : يا رسول اللّه تزوّجني من فاطمة ؟
فردّ النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قائلا : مرحبا وأهلا ، ودخل على بضعته الزهراء ليعرض عليها رغبة عليّ ( عليه السّلام ) فيها ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) لها : لقد سألت ربّي أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم اليه ، وقد عرفت عليّا وفضله ومواقفه ، وجاءني اليوم خاطبا فما ترين ؟
فأمسكت ولم تتكلّم بشيء ، فخرج النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وهو يقول : سكوتها رضاها وإقرارها .
ثمّ إنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) جمع المسلمين وخطب فيهم ، فقال : إنّ اللّه أمرني أن ازوّج فاطمة من عليّ . . .
ثمّ التفت إلى عليّ ( عليه السّلام ) فقال :
لقد أمرني ربّي أن ازوّجك فاطمة . . . أرضيت هذا الزواج يا عليّ ؟
فقال ( عليه السّلام ) : رضيته يا رسول اللّه ، وخرّ ساجدا للّه .
فقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : بارك اللّه فيكما ، وجعل منكما الكثير الطيب .
وجاء عليّ ( عليه السّلام ) بالمهر الذي هيّأه من بيع درعه فوضعه بين يدي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فأمر الرسول أبا بكر وبلالا وعمّارا وجماعة من الصحابة وامّ أيمن لشراء جهاز الزواج ، ولمّا تم الجهاز وعرض على الرسول ؛ جعل يقلّبه بيده ويقول :
بارك اللّه لقوم جلّ آنيتهم من الخزف .
وبيسر وبساطة ودون تكاليف تمت الخطبة والزواج ، وكان الجهاز من أبسط ما عرفته المدينة ، واحتفل النبيّ وبنو هاشم بهذا الزواج الميمون[2].
وروي أنّ النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) عوتب في زواج فاطمة ( عليها السّلام ) فقال : لو لم يخلق اللّه عليّ بن أبي طالب لما كان لفاطمة كفؤ .
وفي خبر آخر أنّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال مخاطبا عليّا ( عليه السّلام ) : لولاك لما كان لها كفؤ على وجه الأرض [3]
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|