ذلك أنهم إذا كانوا يقولون أن صحافة الغد هي صحافة ميكانيكية وإلكترونية، وأن المهندسين سوف يأخذون مواقعهم الهامة الى جانب المحررين في الجهاز الصحفي وجميعها حقائق تتصل بمستقبل الصحافة في مجموعها، فإننا نقنع الآن من محرر اليوم بأن يعرف أبرز أنواع أجهزة التسجيل، وكيف تعمل، والى جانب بعض معلومات قليلة عن إصلاح خلل طارئ، كما نطالبه بأن يحمل أثناء مقابلته جهازاً واحداً على الأقل، تماماً كما يحمل كاميرا، أما البديل لذلك فهو أن يعرف طريقة من طرق الاختزال المعتمدة، أو أن يكون صاحب قلم إلكتروني كعدد من الصحفيين المجيدين أبرزهم المرحوم الأستاذ احمد لطفي حسونة .

ولكن إذا كان الاختزال طريقة قد بدأ تراجعها أمام سيل الأجهزة الحديثة التي تسجل الصوت والصورة معا او الصوت وحده، وإذا كانت الأقلام الالكترونية نادرة، فإن الواجب المهني يقضي بمثل هذه الدراية باستخدام هذه الأجهزة المتطورة، دون أن يلغي ذلك تماماً ، الاعتماد على الأصل والأساس، وهو هنا التدرب على الكتابة السريعة، وإلى أقصى سرعة، فقد تنقطع الكهرباء أو يتعطل الجهاز فجأة، فنعود الى الطريقة التقليدية المعتادة، والأكثر أمناً وأماناً، التسجيل باليد.