المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أساسيات التواصل
2024-12-19
نظريات التعلم / الدرس الثاني
2024-12-19
نظريات التعلم / الدرس الأول
2024-12-19
العدد الأمثل من نباتات الرز بوحدة المساحة
2024-12-19
طرق العلاج والوقاية من الجُبن
2024-12-19
دوافع الجُبُن
2024-12-19

زوال تهديد العقد بالتغيير بالأضــافة
12-3-2017
التقنية الذاتية Self Purification
16-1-2020
مواد النشرة- فواصل
28-9-2020
تربية وتقليم النباتات في البيوت المحمية
15-2-2017
الإمام علي (عليه السلام) يعطي لجويريه الأمان من الأسد
7-01-2015
Eustachian Tube-Auditory Tube
14-8-2016


انتظار الفرج من تكاليف العباد  
  
3929   04:06 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص644-646
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى /

من تكاليف العباد في ايام الغيبة انتظار فرج آل محمد (صلى الله عليه واله) في كلّ آن ولحظة وترقّب ظهور الدولة القاهرة والسلطنة الظاهرة لمهدي آل محمد (عليه السلام)وامتلاء الأرض بالعدل والقسط وغلبة الدين القويم على سائر الأديان كما أخبر اللّه تعالى بذلك النبي (صلى الله عليه واله) ووعده بل أخبر جميع الأنبياء والملل بذلك وبشّرهم بمجي‏ء يوم لا يعبد فيه الّا اللّه ولا يبقى شي‏ء من الدين مختفيا خوفا من الأعداء ويذهب فيه البلاء عن المؤمنين كما نقرأ في زيارة مهدي آل محمد : السلام على المهدي الذي وعد اللّه به الأمم أن يجمع به الكلم ويلمّ به الشّعث ويملأ به الأرض عدلا وقسطا وينجز به وعد المؤمنين .

وقد وعدنا بهذا الفرج في سنة السبعين من الهجرة كما روى الشيخ الراوندي في الخرائج عن أبي اسحاق السبيعي وهوعن عمروبن الحمق وهومن الأربعة الذين كانوا أصحاب سرّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) انّه قال: دخلت على عليّ (عليه السلام) حين ضرب الضربة بالكوفة فقلت: ليس عليك بأس إنمّا هو خدش .

 قال: لعمري انّي لمفارقكم ثم قال لي: إلى السبعين بلاء قالها ثلاثا قلت: فهل بعد البلاء رخاء؟ فلم يجبني وأغمي عليه فبكت أم كلثوم فلمّا أفاق قال: لا تؤذيني يا أمّ كلثوم فانّك لوترين ما أرى لم تبك انّ الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيين‏ يقولون لي انطلق يا عليّ فما أمامك خير لك مما أنت فيه .

فقلت: يا أمير المؤمنين انّك قلت: إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء؟ قال: نعم وانّ بعد البلاء رخاء :{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] .

وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة والكليني في الكافي عن أبي حمزة الثمالي انّه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السّلام) : انّ عليّا (عليه السلام) كان يقول: إلى السبعين بلاء وكان يقول بعد البلاء رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء؟

فقال أبوجعفر (عليه السّلام) : يا ثابت انّ اللّه تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين فلمّا قتل الحسين (عليه السلام) اشتدّ غضب اللّه على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة سنة فحدّثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع السر فأخّره اللّه ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتا و{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39].

قال أبوحمزة: وقلت ذلك لأبي عبد اللّه (عليه السلام)فقال: قد كان ذاك‏ .

وروى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة عن علاء بن سيابة عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) انّه قال: من مات منكم على هذا الأمر منتظرا كان كمن هو في الفسطاط الذي للقائم (عليه السّلام) ‏.

وروي أيضا عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) انّه قال ذات يوم: أ لا أخبركم بما لا يقبل اللّه عز وجل من العباد عملا الّا به؟ فقلت: بلى فقال: شهادة أن لا إله الّا اللّه وانّ محمدا عبده ورسوله والاقرار بما أمر اللّه والولاية لنا والبراءة من أعدائنا يعني الائمة خاصة والتسليم لهم والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم (عليه السّلام) ؛ ثم قال: إنّ لنا دولة يجي‏ء اللّه بها إذا شاء ثم قال: من سرّه ان يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فان مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه فجدّوا وانتظروا هنيئا لكم ايّتها العصابة المرحومة .

وروى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) انّه قال: انّ فيهم‏  الورع والعفّة والصلاح وانتظار الفرج بالصبر ؛ وروي أيضا عن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) انّه قال: انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من اللّه عز وجل‏ .

 وروي أيضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انّه قال: المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه‏ .

وروى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج انّه ورد توقيع من صاحب الأمر (عليه السلام) على يد محمد بن عثمان وفي آخره: واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فانّ ذلك فرجكم ؛ وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن المفضل انّه قال: ذكرنا القائم (عليه السلام) ومن مات من أصحابنا ينتظره فقال لنا أبوعبد اللّه (عليه السّلام) : إذا قام أتي المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا انّه قد ظهر صاحبك فإن تشأ أن تلحق به فالحق وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم‏ .

وروى الشيخ البرقي في المحاسن عنه (عليه السلام) انّه قال لأحد أصحابه: من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم (عليه السلام)في فسطاطه‏ .

وفي رواية اخرى: كمن كان مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)‏ وفي رواية أخرى: كان كمن استشهد مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله‏ ) ؛ وروي أيضا عن محمد بن الفضيل عن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن شي‏ء من الفرج فقال: أ ليس انتظار الفرج من الفرج؟ انّ اللّه عز وجل يقول: {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [الأعراف: 71].

وروى أيضا عنه (عليه السلام)انّه قال: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أ ما سمعت قول اللّه عز وجل: { وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } [هود: 93] ,{ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } [الأعراف: 71] فعليكم بالصبر فانّه إنمّا يجي‏ء الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.