أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-26
816
التاريخ: 24-2-2022
2009
التاريخ: 23-2-2022
1718
التاريخ: 30-9-2016
1246
|
التكبر قد يكون على الله كما كان لنمرود وفرعون وسببه الطغيان ومحض الجهل، وهو أفحش أنواع الكبر إذ هو اعظم افراد الكفر ولذا تكررت في ذمه الآيات كقوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] ، قوله: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 172] ، وقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} [مريم: 69] ، وقوله: {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} [النحل: 22].
وقد يكون على الرسل من حيث تعزز النفس وترفعها عن انقيادهم كما كان لمن يقول: {أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا } [الأنعام: 53] ، ولمن يقول: {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} [المؤمنون: 47] ، {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [إبراهيم: 10] ، {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [المؤمنون: 34] ، ولمن قال: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرقان: 21].
وهذا في الشناعة قريب من التكبر على الله وإن كان دونه.
وقد يكون على العباد، بأن يستعظم نفسه ويستصغرهم وهذا وان كان دون الأولين إلا أنه من المهلكات العظيمة من حيث انه يؤدي الى مخالفة الله سبحانه، اذ صاحبه اذا سمع الحق من عبد استنكف من قبوله واشمأز بجحده، ومن حيث ان العزة والعظمة والعلى لا تليق إلا بالعلي الاعلى فمهما تكبر العبد نازع الله في صفة من صفاته ولذا قال الله سبحانه: (والعظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته)(1)، والعلاج العملي للكبر ان يتواضع لله وللخلق.
ولقد كانت سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جامعة لجميع ما يمتحن به التواضع بريئة عن جميع ما يصدر من الكبر من الافعال والحركات فينبغي لكل مؤمن ان يقتدي به.
وقد روى ابو سعيد الخدري: (انه صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعلف الناضح ويعقل البعير ويقم البيت ويحلب الشاة ويخصف النعل ويرقع الثوب ويأكل مع خادمه، ويطحن عنه اذا أعيى ويشتري الشيء من السوق، ولا يمنعه الحياء ان يعلقه بيده او يجعله في طرف ثوبه، وينقلب الى أهله يصافح الغني والفقير والصغير والكبير، ويسلم مبدءا على كل من استقبله من صغيراً أو كبيراً أسود أو أحمر حر أو عبد من أهل الصلاة ليست له حلة لمدخله ولا حلة لمخرجه، لا يستحي من أن يجيب إذا دعي وان كان أشعث أغبر ولا يحقر ما دعي اليه وإن لم يجد الأحشف الرقل ، لا يرفع غداء لعشاء، ولا عشاء لغداء هين المؤونة لين الخلق كريم الطبيعة جميل المعاشرة طلق الوجه، بساماً من غير ضحك محزونا من غير عبوس شديداً في غير عنف، متواضعاً في غير مذلة جواداً من غير سرف رحيماً لكل ذي قربي قريباً من كل ذمي ومسلم، رقيق القلب دائم الاطراق لم يبسم : شبع ولا يمد يده الى طمع)(2).
وقال أبو الحسن (عليه السلام): (التواضع ان تعطي الناس ما تحب ان تعطاه)، وسئل عن حد التواضع الذي اذا فعله العبد كان متواضعاً فقال: التواضع درجات: منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم ، لا يجب أن يأتي الى احد الا مثل ما يؤتي اليه إن رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين)(3).
ـــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: 124/2.
(2) مستدرك الوسائل: ۳۱/۱۲، مع تقديم وتأخير.
(3) بحار الانوار: ۲۰۹/۷.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|