المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

حجية القطع
6-9-2016
محاصيل ذات طبيعة خاصة- المطاط - المطاط الصناعي
25-12-2016
عصمة موسى (عليه السلام) وقتل القبطي
29-09-2015
العوامل التي تؤثر على حجم ثمرة الفراولة (الشليك)
12-10-2020
​The Normal Distribution
6-2-2016
سدّ كورش ( ذي القَرنَينِ ) التأريخي
11-10-2014


الصبر في الملمّات  
  
1612   10:14 صباحاً   التاريخ: 31-3-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص222ـ226
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 2335
التاريخ: 2023-03-14 1128
التاريخ: 1-6-2018 1732
التاريخ: 7-6-2018 2140

«السلام على الحسين سيد الشهداء».

سلام على كل قطرة من دم الحسين حيث إن كل قطرة من دمه الطاهر سقطت على الأرض تحولت إلى شمس ارتفعت نحو السماء لتسطع وتجعل ليل الذل والضلال الدامس مشرقاً بنور العزة والهداية والتحرر وتنفض عن وجه البشرية غبار الجهل ونكبة الظلم والجور.

فالحسين عليه السلام وأصحابه - حيث إن جميع الشهداء في كل عصر وزمان هم أصحابه - بذلوا دماءهم لينقذوا عباد الله من الجهل ومن الحيرة والضلال ويسموا بهم إلى سماء الوعي وعالم الشهادة واليقين، وليفضحوا الظالمين ويحطموا قيود الظلم ويتخلصوا منها. فالإمام الحسين وأصحابه سلام الله عليه وعليهم اختاروا الشهادة في سبيل الله لتحقيق هذه الأهداف ولذلك نراهم تحلوا بأعلى درجات الصبر للوصول إلى تلك القمم العالية الرفيعة. إنهم لم يكونوا صابرين فقط بل شاكرين لله وحامدين له، لأن الشهادة في سبيل الله في ظل هممهم العالية وعزائمهم الراسخة هي نعمة إلهية وموهبة من الباري تبارك وتعالى وهذه النعمة وتلك الموهبة تستحق الشكر وليس الصبر والتصبر. فالشهادة في نظر الحسين عليه السلام وأصحابه الكرام فوز عظيم ونعمة كبيرة وليست بلاء ولا محنة ولهذا فإن أولئك الأحرار الأبرار كانوا يشكرون الله على هذا الفوز العظيم وكانوا يتلقون نبأ الاستشهاد كبشارة ففرحوا بهذا النبأ وأسرعوا نحو الشهادة والتضحية في سبيل الله. الغرض من التطرق إلى هذا الكلام هو يوم عاشوراء هذا اليوم المليء بالأحداث والوقائع الخطيرة: «فكما كانت تضيق الأمور على الحسين بن علي عليه السلام وتزداد المشاكل والصعوبات وكلما كان العدو يزداد تجرؤاً ووحشية وكلما كان يقترب شبح الموت كان الحسين عليه السلام والبعض من خاصة أصحابه تتفتح أساريرهم ويزدادون فرحاً وتطمئن قلوبهم أكثر فأكثر حيث لم يكن لديهم أي خوف من الموت»(1).

أما البعض الآخر من أصحابه فلم يكونوا بهذا المستوى من الثبات والصبر، فقد أرهبهم الموقف وأخذ يساورهم شيء من الخوف فالتفت الإمام الحسين سلام الله وملائكته عليه وعلى أصحابه قائلاً: [صبراً يا بني الكرام، فما الموت بالنسبة لكم إلا كجسر تمرون منه إلى الجنان وإلى النعيم الأبدي، فمن منكم لا يريد أن ينتقل من هذا السجن إلى قعر فسيح. فلقد أخبرني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله بأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وأن الموت هو الجسر الذي يعبر منه المؤمن إلى الجنان ويعبر منه الكافر إلى عذاب الجحيم. ألا إني لم أقل كذباً ولم أسمع عن آبائي كذباً](2).

وبذلك فقد دعا الحسين بن علي عليه السلام أصحابه بكلامه هذا، كما دعا جميع الأحرار وأصحاب العزة والكرامة للالتزام والتحلي بالصبر على المكاره والمصائب التي تواجه كل من يسير على طريق الحق وطاعة الله. كما دعاهم للصبر في جهادهم ضد الكفر والظلم حتى الوصول إلى العزة والكرامة أو نيل شرف الشهادة. لقد دعاهم جميعاً إلى الصبر قائلاً: «صبرا يا بني الكرام» كما طلب الحسين عليه السلام من جميع الأحرار والأبرار في كل عصر وزمان أن يواصلوا نهجه ويقتدوا به ويناصروا الحق وأصحابه ويخذلوا الباطل وأنصاره في كل وقت وزمان وأوصى سيد الشهداء سلام الله عليه جميع ذوي الشهداء بالصبر على المصيبة التي حلت بهم وخاطبهم بالقول: «صبراً يا أهل بيتي». إن شهداءنا العظام والكرام، الذين تربوا ونشأوا في مدرسة الحسين عليه السلام لبوا نداء إمامهم وقائدهم واجتازوا الجسر المؤدي إلى جنان الخلد والسعادة الأبدية عن وعي ومعرفة وبكل شوق وصبر وهم مخضبون بدمائهم وتحرروا بذلك من قيود هذه الدنيا التي هي كالسجن بالنسبة للمؤمن ونالوا أجر وثواب صبرهم من الباري تبارك وتعالى وجزاهم بما صبروا جنة ونعيماً حيث أسكنهم ربهم في أعلى درجات الجنان في جوار الأنبياء والأولياء والصالحين والصديقين.

على ذوي الشهداء الأعزاء أن يتعلموا الصبر من بطلة كربلاء العقيلة زينب الكبرى ويحافظوا على مشعل الهداية الذي حمله شهيدهم الغالي، متوقداً ووضاءً في ظل ملحمة عاشوراء الخالدة وعليهم أن يرفعوا راية الصبر والكرامة ويبقوا على جذوة الشكر والعزة متوهجة متوقدة ويتجنبوا اليأس والجزع.

والآن وبعد أن اطلعنا على شرف الشهادة ومنزلة الشهيد وكرامة الصبر وأجره وثوابه على المصائب. اقرأوا هذه الرسالة المليئة بالمشاعر والأحاسيس الجياشة وحاولوا أن تواسوا هذه ال أخت المفجوعة وسائر المفجوعين والمنكوبين وتهدئوا من روعهم:

الرسالة:... كنت أنا وزوجي متحابين وسعيدين جداً وكنا ندبر شؤون البيت ونقوم بأعمال المنزل بالتشاور والتعاون فيما بيننا، وفي أوقات الفراغ كان ينشغل بالدراسة والمطالعة وكنت أنا أمارس الخياطة للمساهمة في تأمين نفقات المعيشة... وكنت أنظم برنامج عملي بحيث عندما كان زوجي يعود إلى البيت كنت أنتهي من جميع أعمالي وأشغالي البيتية وبذلك كان يتسنى لي ان أجلس وأتحدث معه. الأطفال دائماً كانوا نظيفين وأنيقين ينتظرون مجيء والدهم إلى البيت حيث كان يأخذهم معه إلى المسجد وبعد أداء صلاتي المغرب والعشاء كانوا يعودون معاً إلى البيت ليبدأ بملاطفتهم وملاعبتهم. في معظم الأوقات كان زوجي يتوجه إلى المسجد بمجرد سماعه صوت الأذان ويأخذ الأطفال معه ... وآخر لقاء لي مع زوجي كان لحظة توجهه إلى جبهة الحرب للمرة الخامسة، حيث ودعته في محطة القطار تحرك القطار وكان لا يزال ينظر إليّ ومع ابتعاد القطار عنّي شعرت بأنه ومن خلال نظراته الحنونة قد اقتلع فؤادي من موضعه وأخذه معه. آخر عبارة قالها لي هي: (أسلم أطفالي بعد الله إليك). لقد قلت له باني لا أستطيع العيش بدونه، قلت له بأن لا يذهب إلى الجبهة مرة اخرى، ولكنه كان يقول لي: لا أستطيع إن الواجب يفرض عليّ أن أذهب إلى جبهات الحرب، فقلت له: ألا تحبني؟ ألا تحب أطفالك؟ فكان يقول: نعم أحبكم ولكن حبّي لله أكثر، الدفاع عن بلادي وديني وشرفي وعرضي هو أكثر وجوباً، إني لا أستطيع أذ أترك إمامي وحيداً، لا أستطيع ان أسمع نداء الإمام الحسين ولا ألبي نداءه... إني لا أطيق نار جهنم.

... والآن رغم مرور أكثر من عام على استشهاد زوجي العزيز، فإني أمرّ بظروف صعبة، يعلم الله أني لا أستطيع الصبر ولم أذق طعم الراحة.

أصبحت الدنيا أمامي مظلمة، لم يعد هناك شيء مهم بالنسبة لي، لا أدري ماذا أفعل؟ وأي سبيل أسلك؟ وأين أذهب حتى أشعر بالهدوء والاستقرار؟ لا أدري ماذا أفعل مع طفلين يتيمين؟..

أيتها الأخت الكريمة المفجوعة!

أعرف أن فراق المحبوب صعب جداً ولكن هذا البعد والفراق سيتحول إلى لقاء ووصال عندما تلتقين بشهيدك العزيز في جنة الخلد إن شاء الله حيث سيشفع لك يوم القيامة. ولكي يزداد صبرك ويعود إليك الهدوء والاستقرار ركزي اهتمامك بالأسئلة التالية وفكري فيها:

١ - هل فكّرت بالمقام السامي والمنزلة الرفيعة التي نالها الشهيد العظيم بعد ما لبّى نداء الإمام الحسين عليه السلام؟ تلك المنزلة الرفيعة التي يتمناها أصحاب الجنة أنفسهم.

٢ - هل فكّرت بما جلبه وحققه زوجك الشهيد من فخر وعزة وكرامة لأسرته ولشعبه (وبلاده)؟ ووقوفه بوجه ذلك الخطر الكبير الذي تعرضت له أسرته وبيته ووطنه؟

٣ - وهل تعلمين كم من أجر كبير وثواب عظيم لك عند الله على صبرك واهتمامك بتربية أبناء هذا الشهيد الجليل تربية صالحة؟

إذا ما فكّرت بهذه الأمور الثلاثة وأقمت مزيداً من العلاقات والاتصالات مع أسر الشهداء الصابرة فبالتأكيد سيكون من الأسهل عليك تحمّل هذه المصيبة وسيهون عليك فراق زوجك الشهيد. يجب على أقاربك ولا سيما الأسر الكريمة الصابرة أسر الشهداء الأبرار أن يسلّوا خاطرك ويبعدوا عنك الهم والحزن والأسى من خلال زياراتهم وتفقدهم المستمر لك وإظهار المحبة والتعاطف معك ومع أسرتك وأطفالك. فهم بعملهم هذا وبحضورهم في بيت الشهيد وبين أهله وأسرته يكسبون رضا الله. وفي الختام ومن أجل أن أهدئ من روعك وأسلي خاطرك وخاطر جميع المفجوعين مثلك بأعزتهم وأحبائهم، أهدي إليك هذه الرسالة الشريفة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أحد أصحابه وهو معاذ بن جبل الذي توفي ابن له وأصيب على أثر ذلك بحزن عميق، فبعث إليه النبي صلى الله عليه وآله برسالة تعزية ومواساة قال فيها:

[من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو - أما بعد - فقد بلغني جزعك على ولدك الذي قضى الله عليه، وإنّما كان ابنك من مواهب الله الهنيئةِ وعواريه المستودعة عندك فمتعكَ الله به إلى أجل وقبضه لوقت معلوم، فإنا لله وإنا إليه راجعون. لا يحبطنَّ جزعك أجرك ولو قدمت على ثواب مصيبتك لعلمت أن المصيبة قد قصرت لعظيم ما أعدّ الله عليها من الثواب لأهل التسليم والصبر واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً ولا يدفع قدراً فأحسن العزاء وتنجز الموعود فلا يذهبنّ أسفك على ما لازم لك ولجميع الخلق نازل بقدره والسلام عليك ورحمة الله وبركاته](3).

__________________________________________

(1) نهج الشهادة ص١٩٥ عن إثبات الوصية للمسعودي.

(2) المصدر السابق.

 (3) بحار الأنوار ج٧٧ ص١٧٤ - تحف العقول ص ٤٧. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.